رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قانون حيازة الحيوانات الخطرة في "خطر".. ما القصة؟

حيازة الحيوانات الخطرة
حيازة الحيوانات الخطرة

تتوالى كل يوم حوادث عقر الكلاب للمواطنين لا سيما الأطفال، إذ تضم مصر أعداد ضخمة من الكلاب الضالة وكذلك حيوانات الشارع، وتحاول الحكومة وضع قوانين من أجل ضبط تلك الأزمة والسيطرة عليها.

ومنذ فترة وتناقش الحكومة ومجلس النواب قانون حيازة الحيوانات الخطرة، والذي من شأنه ضبط تلك الظاهرة ووضع ألية للتنفيذ قريبًا إلا أنه أثار جدل تحت قبة البرلمان فما الذي حدث؟.

جدل في البرلمان

واتساقًا مع ذلك، أحدث قانون حيازة الحيوانات الخطرة جدل أسفل قبة البرلمان، حيث فتحت لجنة الإدارة المحلية ملف انتشار الحيوانات والكلاب الضالة بناء على عدد من طلبات الإحاطة في هذا الشأن.

وناقشت الأثر التشريعي لقانون تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة والكلاب، والذي وافق عليه البرلمان، بينما لم تصدر لائحته التنفيذية حتى الآن، رغم تصديق الرئيس عبدالفتاح السيسي عليه.

تضمن مشروع القانون ضوابط اقتناء الكلاب ورعايتها، وكذلك حظر اقتناء الحيوانات الخطرة إلا في حدود معينة وبشروط صارمة، فضلًا عن إفراد فصل كامل عن العقوبات المخالفة لنصوص القانون، وما يترتب عليه من تعرض أي مواطن للأذى بسبب الحيوانات الخطرة.

استشاري تنمية محلية: “ألية التنفيذ غائبة”

الحسين حسان، استشاري التنمية المستدامة وتطوير العشوائيات، يرى أن هناك تحديات عدة تواجه قانون حيازة الحيوانات الخطرة، منها آلية التنفيذ لأنه في حالة الكلاب الضالة يوجد من 15 إلى 24 مليون كلب ضال في مصر، ووفق المعايير العالمية فكان لا بد من وجود 6 ملايين على الأكثر فقط تماشيًا مع تعداد السكان.

ويضيف لـ"الدستور": “لا يوجد سيطرة على الكلاب الضالة رغم أنها تشكل خطورة، لا سيما أن مؤخرًا بسبب الظروف الاقتصادية بعض أصحاب الكلاب المنزلية تركوهم في الشوارع مما ضاعف الأعداد وأحدث تكاثر”.

وبين أن الجهات المسؤولة عن تنفيذ القانون هي مديرية الطب البيطري هي المخولة في آلية التنفيذ لكن لديها أزمات في العمالة، ونحتاج في الوقت الحالي إلى جهات مختصة بتنفيذ القانون ولائحته الداخلية.

وفق المركز المصري للحق في الدواء، فأن مصر بها حوالي 15 مليون حيوان مسعور، تسببت في عقر ما يقرب من 30 ألف مواطن، مات منهم 59 ألفًا بسبب مرض السعار.

 

دراسة: 22 مليون كلب ضال

وخلصت دراسة في العام 2018، أعدها الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية وخبير استشاري المناطق العشوائية، إلى إن عدد الكلاب الضالة المنتشرة في القرى والمدن بلغ 22 مليون كلب ضال، بما يعادل عدد سكان 8 دول عربية.

وأن أكثر من 430 ألف حالة تعرضت لـ"العقر"، تصدرت فيهم محافظات البحيرة والقاهرة والشرقية والجيزة الأكثر تسجيلات لحالات العقر، وشمال سيناء والوادي الجديد والبحر الأحمر ومطروح وجنوبها ومطروح الأقل، وفقًا للدراسة.

 

ولكن بحسب الهيئة العامة للخدمات البيطرية، فأن حالات الوفاة بمرض السعار في مصر تزايدت خلال الفترة الأخيرة، فخلال العام 2017 بلغ عدد حالات العقر الآدمية من الكلاب والحيوانات الضالة 400 ألف توفى منهم 65 ألف حالة.

 

الحسين حسان: الأمصال قليلة

ويقول الحسين حسان: “الكلاب الضالة أيضًا في القرى تشكل أزمة بسبب أعدادها الكبيرة وكذلك المدن الجديدة الواسعة، وهناك حالات وفاة بسبب عقرب الكلاب تتراوح بين 100 إلى 150 حالة سنوية، مما يشكل خطورة”.

جانب آخر للأزمة يشير إليه استشاري التنمية المحلية، وهو نقص أمصال العقر من الحيوانات الخطرة في المستشفيات، مبينًا أن آلية العلاج غير متوفرة بشكل كامل، ومن يتم عقره يجد صعوبة لإيجاد المصل: “عدم توافر المصل في الصيدليات يمثل عقبة وخطورة ولا بد من آلية للحفاظ على أرواح المواطنين”.