رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فشل دائم.. عنف المستوطنين يضع جيش الاحتلال فى "ورطة كبرى"

المستوطنون في الضفة
المستوطنون في الضفة الغربية

دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة جديدة؛ بسبب عنف وإرهاب المستوطنين اليهود في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين.

وقال جيش الاحتلال إنه أرسل تعزيزات عسكرية لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة لاحتواء الفوضى والعنف الشديد، في أعقاب مقتل صبي إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عامًا.

جبهة مواجهة جديدة معقدة

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأمريكية، فإن تركيز إسرائيل مرة أخرى على الضفة الغربية يعد بمثابة اختبار لالتزام إسرائيل بضرورة وقف ومعالجة عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن استمرار عنف المستوطنيين في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين يضع جيش الاحتلال الإسرائيلي في ورطة، حيث تتهمه جماعات حقوق الإنسان بأنه يفشل دائمًا في وقف هذا العنف، وقال محللون إن قيام جيش الاحتلال بالتنقل بين جبهات قتال متعددة يجعل المهمة أكثر تعقيدًا.

وقال يوسي ميكيلبيرج، محلل شئون الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية ومقرها لندن، إن جيش الاحتلال تجاهل بشكل عام عنف المستوطنين في الماضي، لكنه في الوقت الحالي لا يستطيع تحمل انفجار الضفة الغربية واشتعال حرب متعددة الجبهات.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه منذ يوم الجمعة الماضي، هاجم المستوطنون أكثر من 17 قرية فلسطينية وأحرقوا المنازل والسيارات وأطلقوا النيران بشكل عشوائي على المدنيين، عقب اختفاء المراهق الذي تبين فيما بعد أنه قتل في الهجوم.

وكشفت السلطات الفلسطينية أن المستوطنين تركوا وراءهم دمارًا واسعًا من منازل وسيارات محترقة و5 شهداء فلسطينيين على الأقل مع تشريد وإصابة العشرات.

وقالت متحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن مسعفًا فلسطينيًا قتل يوم السبت برصاص مستوطنين أثناء قيامه بمعالجة ضحايا أعيرة نارية، وزعم جيش الاحتلال أنه يحقق في الحادث.

شهادات صادمة عن عنف المستوطنين

وبحسب الصحيفة الأمريكية، كشفت سارة الوادي، البالغة من العمر 23 عامًا، عن تفاصيل ما حدث يوم السبت الماضي، قائلة: "كنت أراقب الوضع من النافذة، وفوجئت بحشد من المسلحين بالبنادق والهروات يركضون تجاه منزلنا".

وتابعت: "في اللحظة التي رأيتهم فيها يتسلقون جدارنا الخلفي، قفزت من منزلي إلى سيارتي وهربت من المكان، وبعد ساعات عُدت لأجد المنزل بالكامل محترقًا".

وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرضا عقوبات مشددة على المستوطنين الإسرائيليين بسبب عنفهم في الضفة الغربية وارتكابهم انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد المدنيين الفلسطينيين، من خلال تجميد أصولهم ومنعهم من دخول دول الاتحاد الأوروبي، بينما فرضت إدارة جو بايدن عقوبات على الجماعات التي تمول المستوطنين.

ويقول محللون إسرائيليون إن إسرائيل ستنشر عددًا كبيرًا من القوات في الضفة الغربية لقمع عنف المستوطنين والحفاظ على الأمن لأكثر من 500 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون بين 3 ملايين فلسطيني، ولا يكشف الجيش علانية عن مستويات القوات في الضفة الغربية أو في أي مكان آخر، لكن المحللين يقولون إن هناك حوالي 20 ألف جندي هناك.

وقال كوبي مايكل، زميل أبحاث كبير في معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي وضابط سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، إنه مع تمدد الجيش الإسرائيلي بالفعل، فمن غير المرجح أن تستجيب قواته بشكل فعال لحالات عنف المستوطنين في الضفة الغربية.