رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سليل العارفين.. محمد أبوهاشم.. الولى الذى يتبعه مليونا مريد

الدكتور محمد محمود
الدكتور محمد محمود أبوهاشم

يصف محبو الدكتور محمد محمود أبوهاشم، شيخ الطريقة الهاشمية الخلوتية الأحمدية، بأنه «بدر بنى هاشم»، الذى أسس المدرسة الهاشمية فى الحديث النبوى الشريف، التى تعد من أهم المدارس التى تهتم بالسنة النبوية فى مصر.

ومنذ أن حصل على الدكتوراه فى الحديث الشريف وعلومه عام ١٩٩١، وهو يولى رعاية واهتمامًا خاصًا للحديث النبوى، ومن مؤلفاته فى هذا المجال «فتح المنّان فى شرح ما اتفق عليه الشيخان»، و«القول السهل المقبول فى طرق تخريج حديث الرسول».

علمه ونبوغه أوصلاه إلى أن يكون عضوًا بلجنة المحكمين لترقية الأساتذة فى تخصص الحديث وعلومه، بجامعة الأزهر، ومقرر لجنة الحديث الشريف وعلومه لإعداد وثيقة المعايير الأكاديمية فى الهيئة القومية للضمان والجودة منذ عام ٢٠٠٨، كما ناقش أكثر من ألفى رسالة علمية فى علوم السنة والشريعة الإسلامية والدراسات الإسلامية والتاريخ الإسلامى، فى كليات جامعات الأزهر وعين شمس والزقازيق وغيرها.

وعلى مستوى العمل الاجتماعى، أسس الشيخ جمعية رعاية المكفوفين بالشرقية، وهو عضو بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية بمصر. 

فى السطور التالية، يتحدث مجموعة من العلماء الأجلاء عن مسيرة «أبوهاشم» العلمية ومكانته بين محبيه فى الطريقة الهاشمية الخلوتية الأحمدية.

يسخّر وقته لخدمة الأزهر الشريف ونشر صحيح السُنة

قال الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن «أبوهاشم»، شيخ الطريقة، تربى فى بيت علم واشتهر بالكرم والجود والسخاء، فوالده- رحمه الله- هو العارف بالله الشيخ محمود أبوهاشم، وكان من أشهر العلماء وأكبر الوجهاء والدعاة فى عصره، وكان شاعرًا حكيمًا فى قصائده، والعلماء رددوا أشعاره فى المحافل والمؤتمرات والندوات ووسائل الإعلام المختلفة.

وأضاف «فخر»، لـ«الدستور»، أن «الدكتور محمود أبوهاشم كان مشهورًا بالكرم الذى لا يُعرف له مثيل وبقضاء حوائج الناس، ونجد فى نجله الدكتور محمد أبوهاشم، شيخ الطريقة الحالى، الدماثة فى الخلق وفيض الكرم، والسير فى قضاء حوائج الناس كما كان والده- رحمه الله- فهو خير خلف لخير سلف، ولا عجب أن يكون كذلك وهو صاحب النسب الشريف الذى ينتمى إلى الحبيب، صلى الله عليه وسلم».

وعن حياته العلمية وإسهاماته، قال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: «منذ طفولته وهو بجوار العلم والعلماء، ما كان له بالغ الأثر فى تفوقه ونبوغه فى دراسته فى سائر مراحلها حتى حصل على الدكتوراه فى الحديث الشريف وعلومه عام ١٩٩١، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى».

وتابع: «شَغل بعد ذلك العديد من المناصب العلمية المهمة وتدرج فى الوظائف المرموقة، فبدأ معيدًا بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق عام ١٩٨٤، عقب تخرجه فى كلية أصول الدين والدعوة بالقاهرة، ثم تدرج فى الوظائف إلى أن أصبح أستاذًا ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق عام ١٩٩٩، وبعدها وكيل الكلية نفسها عام ٢٠٠٢، ثم عميدًا لها عام ٢٠٠٤، ثم نائبًا لرئيس جامعة الأزهر للوجه البحرى فى عام ٢٠١٤».

وكشف عن أن «أبوهاشم» كانت له مشاركة فعالة فى وضع المنهجية الأزهرية، فقد كان عضوًا فى لجنة المحكمين لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين «تخصص الحديث وعلومه» بجامعة الأزهر، علاوة على كونه مقرر لجنة الحديث الشريف وعلومه لإعداد وثيقة المعايير الأكاديمية فى الهيئة القومية للضمان والجودة منذ عام ٢٠٠٨، كما ناقش أكثر من ألفى رسالة علمية فى علوم السُنة والشريعة الإسلامية والدراسات الإسلامية والتاريخ الإسلامى، وذلك بجميع كليات جامعة الأزهر وجامعة عين شمس وجامعة الزقازيق وغيرها من الجامعات.

وعن إسهاماته فى مجال العمل الاجتماعى، لفت إلى أنه وكيل عن نقابة الأشراف بمحافظة الشرقية، ومؤسس جمعية رعاية المكفوفين بالشرقية، وبمجلس إدارة جمعية الأنــوار المحمدية بالشرقية، فضلًا عن عمله الخدمى فى مجلس النواب، واهتمامه البالغ بالسلوك والحياة الروحية، فهو عضوٌ بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية بمصر، وشيخ الطريقة الهاشمية الخلوتية الأحمدية.

وأوضح أن «أبوهاشم» سخر وقته لنشر صحيح السنة، لأنه ذو علم غزير وأخلاق دمثة، واستغل وقته وقلمه من أجل نشر الدعوة النبوية المشرفة وتفنيد الشبهات المثارة حولها، لذلك كثر إنتاجه العلمى من المؤلفات والأبحاث العلمية، وجلها فى حقل السنة النبوية، ومنها: «فتح المنان فى شرح ما اتفق عليه الشيخان»، وكتاب «دراسات فى مناهج المحدثين»، وكتاب «دراسات فى مصطلح الحديث»، وكتاب «فيض العلام فى تحقيق أحاديث الأحكام»، وكتاب «دراسات فى علوم الحديث والإسناد»، وغيرها من المؤلفات والأبحاث النفيسة فى مختلف جوانب العلم الشرعى.

التجليات فى مسجد عمرو بن العاص

وصف الشيخ يسرى عزام، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، الدكتور محمد أبوهاشم، بـ«بدر بنى هاشم»، موضحًا: «قد أحيا مجالس العلم، ونشهدها بمسجد عمرو بن العاص كل أسبوع، ويشرح فيه (الأربعين النووية) للإمام النووى- رحمه الله». 

وأضاف «عزام»: «تعلمت من حاله قبل مقاله، فهو من العترة النبوية والدوحة المحمدية، ألحاظه تسبق ألفاظه، يطعم الطعام ويلين الكلام ويبلغ هدى خير الأنام، يقضى حوائج الناس بكل حب وترحاب».

وتابع: «شيخنا المبارك أسس المدرسة الهاشمية فى الحديث النبوى الشريف، وتعد من أهم المدارس التى تهتم بالسُنة النبوية فى مصر، ويدرس فيها بنفسه، ويعتبر شيخ المحدثين فى الديار المصرية، وله جولات علمية فى كل الجامعات المصرية والدول العربية، ولما زرت الزاوية البلقايدية فى الجزائر أثنوا عليه، وقد وضع الله له القبول داخل مصر وخارجها وكأن الله أفاض عليه من اسمه الودود فوضع له الوداد بين عباده».

وأوضح: «يُعد المنتسبون للطريقة الهاشمية المنبثقة عنها المدرسة الهاشمية نحو مليونين فى مصر والعالم، وهى تتميز بأنها طريقة العلماء والمثقفين، ونجوم المجتمع، ويكفى أنها طريقة الشيخ محمود والدكتور عبدالحليم محمود، غزالى العصر، والدكتور الحسينى أبوهاشم، والدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور حليم أبوهاشم، والدكتور أحمد كريمة، ونجوم البيت الهاشمى، ومع ذلك فهى ليست طريقة نخبوية طبقية، بل تقف شاهدة على عظم العمل الصوفى الذى يصهر طبقات المجتمع كله فى بوتقة واحــدة».

يخترق حواجب النفس بقصص الرسول.. ويحترم التعددية

ذكر الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى السابق بوزارة الأوقاف، أن الدكتور محمد أبوهاشم هو ابن العارف بالله أكرم الناس فى عصره وزمانه، العارف بالله الشيخ محمود أبوهاشم، صاحب الساحة الهاشمية المعروفة فى قرية الشيخ أبى هاشم ببنى عامر.

وأضاف «طايع»: «الدكتور محمد أبوهاشم خير خلف لخير سلف، فهو فى كرمه وجوده لا يُبارى، فنراه فى الساحة الهاشمية يستقبل القاصدين والمحتاجين، ويعطى كل الناس، وأما أستاذيته فى العلم فهو أستاذ فى علم الحديث الشريف بمعنى الكلمة، يخلص فى دروسه لأبنائه، ومنذ أن كان نائبًا لرئيس الجامعة، كان مكتبه مفتوحًا للجميع يستقبل طلاب العلم وأصحاب الحاجات، ويمثل المنهل العذب المورود، فهو بحق فخر لكل أزهرى ولكل مسلم».

وتابع: أبوهاشم تلقى تعليمه على يد علماء الأزهر، حتى صار من علمائه الكبار، وكان تلقيه التعليم مقرونًا بالتلقى فى التربية والسلوك على يد الولى الربانى السيد والده وشيوخ الطريق، وله من الكتب «فتح المنّان فى شرح ما اتفق عليه الشيخان»، مكون من ثلاثة أجزاء، و«دراسات فى مناهج المحدثين»، و«القول السهل المقبول فى طرق تخريج حديث الرسول»، ودراسات دينية فى ثلاثة أجزاء، ودراسات إسلامية فى ثلاثة أجزاء، وأمية الرسول، صلى الله عليه وسلم. وله نشاط علمى كبير فى لجان التحكيم والمناقشات والإشراف على الرسائل العلمية، وما زال كثير العطاء وفير النفع.

ولفت إلى ملاحظة أدركها فى «أبوهاشم»، أنه عندما يكون فى مؤتمر للقادمين من الخارج فهو يعتنى بأمورهم ويعمل على تيسير أوضاعهم، ويعد لهم برنامجًا للزيارات لآل البيت، ولا يبخل أبدًا بصنع حبال الوصل بين الناس، مضيفًا أن الدكتور أبوهاشم عندما يتحدث عن السيرة العطرة للنبى، يخترق حواجب النفس إلى الأمد ويصل بمحبيه لحالة الصفاء والسلام، والرضا والقبول، ومنهجه أزهرى معتدل، يعتنى بالمذهب الفقهى ويحترم التعددية المذهبية، والله اختص «أبوهاشم» بالمحبة من عباده وأنه جابر الخواطر وقاضى حوائج الناس.