رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجارديان": حرب غزة ولّدت فوضى عالمية جديدة

حرب غزة
حرب غزة

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الحرب الإسرائيلية على غزة ولّدت فوضى عالمية جديدة.

واستدلت الصحيفة على ذلك بمشاهد انفجار القنابل الأمريكية في سماء غزة التي ترافقت مع صور لمظلات أمريكية تسقط مساعدات إنسانية على الأحياء المجاورة في القطاع.

وأشارت إلى أن هذه المشاهد من شأنها أن تشكل غلافًا مثاليًا لكتاب عن حجم الفوضى العالمية التي ولدتها الحرب.

وأضافت الصحيفة في تقرير أعده المحرر الدبلوماسي باتريك وينتور أن "القوى العظمى تتنافس أو تتعايش معا أو تواجه بعضها البعض في جميع أنحاء المنطقة، لكن أيا منها لم يعد  قادرًا على فرض نموذجه على النظام العالمي بعد الآن".

ونقل التقرير ما كتبه الصحفي جريج كارلستروم مؤخرًا في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية: "إنه علينا أن ننسى الحديث عن الأحادية القطبية أو التعددية القطبية، لقد باتت منطقة الشرق الأوسط منطقة غير أحادية أو ثنائية الأقطاب، لا أحد مسئول عنها هنا".

وتابع: "تعتقد إيران أن الولايات المتحدة أقرب إلى الخروج من العراق أكثر من أي وقت مضى خلال العقدين الماضيين".

وتعتقد إيران وفق التقرير أن الحرب في غزة ستؤدي إلى إحداث تحول في النظام الظالم الذي يحكم العالم.

وأضاف التقرير: "وعلى النقيض من ذلك، تعهد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في أكتوبر الماضي، بأن المنطقة سوف تتغير لصالح إسرائيل".

وقال نتنياهو: "ما سنفعله بأعدائنا في الأيام المقبلة سيتردد صداه معهم لأجيال عديدة".

وتابعت الصحيفة: "بعد مرور ستة أشهر، لا أحد يصدق أنهم جميعًا خسروا، ووسط هذه التقييمات المتضاربة، فإن الصين وروسيا ليستا متفرجتين على المشهد بل إنهما لا تحركان ساكنًا لتخفيف الانزعاج الأمريكي".

ونقلت ما ذكره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي ألقى باللوم في حدوث هذه  الفوضى على الطريقة التي اتبعتها الولايات المتحدة في التعامل مع  إسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف لافروف: "سياسة واشنطن المتمثلة في احتكار الوساطة وتقويض الإطار القانوني الدولي للتسوية هي التي أدت إلى التصعيد الحالي".

ورأت الصحيفة أنه تم استغلال الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة باعتباره فرصة ذهبية لإعادة تأهيل روسيا بعد حربها في أوكرانيا.

واعتبر التقرير أن الدرس المستفاد من غزة بالنسبة للقوى الناشئة هو أن الوقت قد حان لانضمام أصوات جديدة إلى "طاولة الكبار".

وأوردت تصريحات فيليبي ناصر، أحد كبار المستشارين في وزارة الخارجية البرازيلية التي قال فيها، إن هذه الحرب البشعة تتحدث عن مشكلة أكبر وهي الافتقار إلى إصلاح مؤسسات الحكم العالمية، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي في المقام الأول.

وأضاف ناصر: "هذه هي نقطة الالتقاء عبر الجنوب العالمي. إنهم يشعرون أن النظام الدولي غير متماثل إلى حد كبير ويضر بمصالحهم حيث يظهر استخدام  فيتو الأمريكي ثلاث مرات  مدى انحدار  هذه  القواعد".

وكذلك فعل  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تحدث عن أزمة مماثلة حين قال، إن "النظام الدولي الحالي، الخالي من المفاهيم الأساسية مثل التضامن والعدالة والثقة، لا يمكنه حتى الوفاء بالحد الأدنى من مسئولياته".