رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكم استنشاق البخور للصائم خلال نهار رمضان في المذاهب الفقهية الأربعة

استنشاق الصائم للبخور
استنشاق الصائم للبخور

يكثف قطاع كبير من المسلمين البحث بسؤال "هل استنشاق البخور يفطر الصائم؟" و"هل يجوز للمسلمين استخدام البخور والعطور في نهار رمضان؟"  وتصدرت تلك الأسئلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في صفحات مختلفة، وقد قام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالرد على هذا السؤال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

حكم استنشاق البخور خلال الصيام 

تساءل السائل عبر حساب الأزهر الرسمي على فيس بوك: "ما هو حكم استخدام البخور والمعطرات في نهار رمضان؟"، وأجاب المركز في توضيحه قائلًا: "لا يُعتبر استخدام الروائح الطيبة من البخور والمعطرات مفطرًا باتفاق.

ولكن يختلف الفقهاء فيما إذا كان استنشاق البخور يفسد الصيام عمدًا أم لا، حيث يرى الحنفية والمالكية والحنابلة أن استنشاق البخور عمدًا يفسد الصيام، بينما لا يرى الشافعية ضررًا في ذلك سواء كان عمدًا أم لا، والرأي الأكثر تفضيلًا هو ما يراه الجمهور"، وفي السطور التالية حكم استنشاق البخور وفق المذاهب الفقهية الأربعة.

 حكم استنشاق الصائم للبخور في المذهب المالكي 

المذهب المالكي ينص على أن استنشاق البخور يُفسد الصوم. وقد ذكر الخرشي في مختصر خليل بن إسحاق المالكي أن ترك إيصال البخور من شروط صحة الصيام. وأوضح أن استنشاق قدر الطعام بمثابة البخور، مع التفريق بين صانعه وغيره. وأشار إلى أنه يُغتفر لمن يصنع البخور شم دخانه، ولا يُفطر لعسر الاحتراز منه.

وأضاف العدوي، معلقًا على كلام الخرشي، أنه إذا وصل الشخص برائحة غير البخور مثل المسك والعنبر بغير اختياره فإنه لا يُفطر، وهذا ما يتفق عليه الجميع.

 حكم استنشاق البخور للصائم عند المذهب الشافعي 

أهل المذهب الشافعي لا يرون ضررا في استنشاق البخور أثناء الصوم. وفي كتاب تحفة المحتاج حيث يُذكر فروض الصيام، قالوا: "يجب الامساك عن وصول العين إلى ما يُسمى جوفًا"، لأن من فعل ذلك لا يُسمى ممسكًا، بخلاف وصول الأثر كالطعم والرائحة بالشم، ومثل دخول دخان البخور إلى الجوف، حتى إن تعمد فتح فاه قصدًا لذلك.

رأي المذهب الحنبلي في استنشاق البخور للصائم

المذهب الحنبلي ينص على أنه إذا تعمد الصائم استنشاق البخور ووصل إلى حلقه، فإنه يفطر، وهذا قريب من رأي المالكية والأحناف،  وفي كتاب مطالب أولي النهى، ذُكر أنه يكره للصائم شم ما لا يؤمن أن يجذبه نفسه لحلق كسحيق مثل مسك وكافور ودهن ونحوه من البخور، ومن المعروف أن شم الورد وقطع العنبر والمسك غير السحيق لا يفطر، وقد انتهى المؤلف بالتوضيح بأن السحيق يعني المسحوق.

حكم استنشاق الصائم للبخور في المذهب الحنفي

في كتاب "رد المحتار"، ورد أنه إذا دخل حلقه الدخان بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك يفسد صومه، حتى لو تبخر ببخور وشمه ذاكرًا لصومه. وقد أشار الشرنبلالي إلى أن هذا الأمر يغفل عنه كثير من الناس، وعليهم أن ينتبهوا له، وأن لا يتوهموا أن رائحة الدخان مثل رائحة الورد والمسك، بل يجب التمييز بينهما. وختم بالقول إن استنشاق البخور يفسد الصوم، وأن شمه دون استنشاق لا يفسد الصوم، وكذلك الروائح الطيبة لا تفسد الصوم، وهذا ما يتفق عليه الجميع.

أقرأ أيضًا:المباح للمعتكفين|شروط الاعتكاف بالمسجد فى شهر رمضان 2024