رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكم قطرة العين في الصيام وقطرة الأنف وفق المذاهب الأربعة

قطرة العين في الصيام
قطرة العين في الصيام

مفسدات الصيام حددتها السنة النبوية، والسؤال حول حكم قطرة العين في الصيام من الأحكام التي لاقت اختلاف فقهي بين العلماء، فبعضهم يراها مفطرة والبعض الآخر أجازها، وتعرض الدستور في التقرير التالي حكم قطرة العين في الصيام، وقطرة الأنف وفق المذاهب الأربعة. 

 

ما حكم استخدام قطرة العين في الصيام ؟ 

 

هناك خلاف واضح بين أهل العلم في حكم قطرة العين في الصيام فقال بعضهم: إنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر. 

والصحيح أنها لا تفطر مطلقًا؛ لأن العين ليست منفذًا، لكن لو قضى احتياطًا وخروجًا من الخلاف من استعملها ووجد طعمها في الحلق فلا بأس، وإلا فالصحيح أنها لا تفطر، سواء كانت في العين أم في الأذن.

فذهب المالكية والحنابلة حول حكم قطرة العين في الصيام أن التقطير في العين مفسد للصوم، إذا وصل إلى الحلق، لأن العين منفذ، وإن لم يكن معتادًا. 

بينما ذهب رأي الحنفية، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وجماعة من العلماء المعاصرين إلى أن قطرة العين في الصيام لا يفسد الصوم لأنه لا ينافيه، وإن وجد طعمه في حلقه. 

 

والراجح بين العلماء حول حكم قطرة العين في الصيام أنها لا تفسد الصوم، لكن الأولى تأخير ذلك إلى الليل، ولكن إن احتاج إلى ذلك أثناء النهار فلا حرج، وعليه إذا وجد الطعم في حلقه أن يتفله ويمجه. 

 

هل يجوز وضع قطرة الأنف في الصيام؟  

 

ذهب بعض الفقهاء إلى عدم جواز وضع قطرة الأنف في الصيام لأنها مفطرة إذا وصل أثرها إلى الجوف.

فالأنف منفذ معتبر للجوف، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائمًا. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وأوضح الفقهاء أنه إذا كان الغرض منها هو العلاج، وكان لا يتحقق المقصود منها إلا بوصولها إلى حلقه أو جوفه، فيعتبر مريضًا، وله الترخص في استعمالها لحاجته للدواء.

 

أما إذ لم يكن هناك وضع ملح لاستخدامها أثناء الصيام، ويمكن اقتصار استعمالها ليلًا فقط، فإنه يحرم عليه تناول المفطر في رمضان، أو في الصيام الواجب قضاء أو نذرا، سواء كان المفطر قطرة أنف أو غيرها.