رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنهار العطاء.. الأمهات المثاليات لـ«الدستور»: «أدينا واجبنا.. ولم نفعل شيئًا غير عادى»

جريدة الدستور

أعلنت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، أسماء الأمهات الفائزات فى مسابقة الأم المثالية لعام ٢٠٢٤، سواء على مستوى الجمهورية ككل، أو فى كل محافظة على حدة.

وجاءت فى المركز الأول على مستوى الجمهورية أنيسة فريد منصور متولى، من محافظة الدقهلية، يليها وفاء أحمد محمد على، من محافظة كفرالشيخ، فى المركز الثانى، ثم تيسير محمود دهيم محمد، من محافظة مطروح، فى المركز الثالث.

واختيرت شهيرة راضى محمد عمر، من محافظة مطروح، كأم مثالية لابن من ذوى الإعاقة، وشادية عبدالحكيم يوسف، من محافظة الغربية، كأم مثالية من ذوى الهمم، وفرح حسين عبدالقادر عمر، من محافظة الجيزة، كأم مثالية من فئة «الأم البديلة».

الأولى على الجمهورية أنيسة منصور: رعيت ابنين ووالدتى المريضة 20 عامًا.. وحسنت تعليمى 

قالت أنيسة فريد منصور، الحاصلة على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى مسابقة «الأم المثالية» لعام ٢٠٢٤، إن زوجها توفى أثناء عمله، بعد مرور ٣ سنوات فقط على الزواج. وأضافت: «كان عمر ابنى الكبير وقتها عامًا واحدًا، والصغير عمره شهران فقط، أما أنا فلم أكن أتجاوز الـ٢٨ بعد، وحينها حملت ابنىّ وعُدت إلى قريتى من جديد».

وواصلت: «أنا يتيمة الأب، وكانت أمى تعانى من مرض السكرى، وبترت أجزاء من أطرافها، لذا كنت أتابع دراسة أبنائى ورعاية أمى لمدة ٢٠ عامًا، حتى توفاها الله». وأكملت: «قررت أحسن من مستواى التعليمى كى أجد عملًا مناسبًا، لذا بعد أن كان مؤهلى (دبلوم صناعى) درست وحصلت على (دبلوم معلمين) بنظام الخمس سنوات، وخلال هذه الفترة عملت بالأشغال اليدوية لسنوات، وجرى تعيينى».

وعن ابنيها، قالت السيدة «أنيسة»: «ابنى الأكبر سافر للعمل فى ليبيا، وأسس مشروعه الخاص وعاش حياة مستقرة، ومع الأحداث المتوالية فى البلد الشقيق، خسر كل شىء وعاد إلى مصر، فوقفت إلى جانبه بما ادخرته، وبمكافأة نهاية خدمتى، لتأسيس مشروع يعينه على الحياة».

وأضافت: «أما ابنى الصغير فهو ضابط فى القوات الجوية، وحاز على كثير من شهادات التقدير فى مجال عمله».

الثانية على الجمهورية وفاء محمد: وصلت بأسرتى إلى بر الأمان 

«كنت لأولادى الأب والأم حتى أوصلتهم إلى بر الأمان، واليوم هو الأسعد فى حياتى»... بهذه الجملة بدأت وفاء محمد أحمد على، البالغة من العمر ٦٠ عامًا، حديثها عن فوزها بالمركز الثانى على مستوى الجمهورية فى مسابقة الأم المثالية لعام ٢٠٢٤. 

وقالت ابنة قرية «دقلت»، بمحافظة كفرالشيخ، إنها تعمل موظفة فى مديرية الطرق، وتوفى زوجها بعد ٥ سنوات من الزواج.

وأضافت: «فوجئت بأننى أصبحت وحيدة، أواجه صعوبات ومتاعب الحياة بمفردى، وأثقل حملى أطفالى الذين أصبحوا فى رقبتى، ومسئولة عنهم مسئولية كاملة».

وواصلت: «اهتممت بتعليمهم، ولم أقصر معهم إطلاقًا، ولم أجعلهم يشعرون بأى نقص، واستكملت معهم المسيرة حتى حصل ابنى الأول على ماجستير فى أصول الدين، ويعمل الثانى ضابطًا بحريًا، بينما حصلت ابنتى على ليسانس فى الحقوق».

نجلاء مستجير: كافحت مع أبنائى الثلاثة بعد وفاة زوجى 

قالت نجلاء مستجير، التى فازت بلقب الأم المثالية عن محافظة بورسعيد، إنها كافحت فى تربية أبنائها وأدت دور الأم والأب بعد وفاة زوجها، وساعدتهم على استكمال مسيرتهم التعليمية، وواصلت تقديم التضحيات، حيث استشهد نجلها «محمود»، خلال الحرب على الإرهاب فى سيناء.

وكشفت عن أنها عانت فى حياتها منذ الصغر، حيث كان عمرها ١٦ عامًا، حيث أصيب والدها فى حادث سيارة، تسبب له فى عجز فى قدمه، ودرست وحصلت على دبلوم تجارة وهى فى سن ١٨ عامًا.

وقالت: «ساهمت فى مصروفات المعيشة لأهلى، وكنت أشترى مستلزمات الزواج لنفسى، حتى تزوجت عام ١٩٩٣». وتابعت أنها رزقت بـ٣ أبناء، وبعدها أصيب الزوج بفيروس سى. وقالت: «بعد رحلة علاج استمرت ٧ سنوات، توفى زوجى».

وأكملت: «قضيت أكثر من ١٧ عامًا بعد وفاة زوجى، أتحمل المسئولية كاملة عن أبنائى، وهم سندى وأنا ظهرهم وحمايتهم». وأضافت: «لم أتوقف عن كفاحى لتربية أولادى، فحصل الابن الأول على بكالوريوس تجارة، والابن الأوسط على بكالوريوس حاسبات ومعلومات، والابنة الصغرى على بكالوريوس تجارة، لكن لم تدم فرحتى طويلًا، إذ استشهد ابنى الأوسط فى أثناء الخدمة العسكرية فى سيناء».

بنى سويف.. فاطمة جابر: خدمت حماتى 17 سنة وهى طريحة الفراش

فازت فاطمة جابر بدوى، صاحبة الـ٦٨ عامًا والمقيمة بمركز الفشن جنوب بنى سويف، بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة لعام ٢٠٢٤.

وقالت إنها تزوجت منذ ٤٦ عامًا من المهندس نادى محمد عبدالله، وكان يعمل بمحطة البحوث الزراعية بسدس بمركز ببا، وتوفى منذ ٣ سنوات، ولديها ٣ أبناء هم أحمد نادى حاصل على ليسانس حقوق ويعمل بالسعودية، والدكتور محمد حاصل على الزمالة البريطانية ويعمل ببريطانيا، والمهندسة سمر، ولديها ٦ أحفاد.

وأوضحت أنها ظلت فى خدمة ورعاية والدة زوجها المريضة عقب إصابتها لمدة ١٧ عامًا وهى طريحة الفراش. وقالت إن زميلتها داخل مؤسسة العمل الاجتماعى قدمت لها فى مسابقة الأم المثالية دون أن تعلم، وبعدها طلبت منها بعض الأوراق لاستكمال أوراق الترشح للمسابقة.

دمياط.. عزة مجاهد فريخة: ربيت أبنائى بعد أن ضاع ورثهم

قالت عزة مجاهد فريخة، الأم المثالية على محافظة دمياط، إنها أرملة منذ ٣٠ عامًا، وإنها تعمل فى «بريد» دمياط، وعلمت باختيارها من اتصالات المقربين منها. 

وأضافت: «أبلغ من العمر ٥٩ عامًا وعلى مشارف الخروج على المعاش، وتكريمى قبيل خروجى ليس بعده تكريم»، مشيرة إلى أنها الابنة الصغرى بين إخوتها وتوفى والدها وعمرها ١٥ عامًا، وأنها أكملت دراستها حتى حصلت على دبلوم المدارس التجارية.

وتابعت: «تزوجت بعد وفاة والدى بنحو ٧ سنوات من شاب بسيط حاصل على بكالوريوس تجارة ويعمل موظفًا حكوميًا، حتى توفى فى حادث سيارة، ليترك لى ثلاثة أبناء». 

وواصلت: «تركت أسرة زوجى بعد خلافات على الميراث، وساعدنى أشقائى فى شراء قطعة أرض وبنيت منزلًا عليها وربيت أبنائى، وأصبحت ابنتى الأولى طبيبة، وحصلت ابنتى الثانية على ليسانس آداب تربية، وتخرج ابنى الثالث فى كلية الشريعة والقانون».

الإسكندرية.. مسعدة محمد: أفضل تعويض عن سنوات التعب

بدموع الفرح، استقبلت مسعدة محمد هنيدى خبر اختيارها الأم المثالية فى محافظة الإسكندرية، معتبرة هذا الفوز تقديرًا وتكريمًا لها، عن سنوات التعب والكفاح فى تربية أبنائها تربية جيدة، عقب وفاة زوجها.

وقالت السيدة «مسعدة»: «زوجى توفى وأنا فى العشرينات من عمرى، كان لدى ٣ أبناء فى عمر ١١ و٨ و٥ سنوات، وكنت أعيش فى شقة صغيرة بالطابق الأرضى لا تتعدى ٣٠ مترًا، وأصبحت العائل الوحيد للأسرة، وحرصت على تربيتهم وتعليمهم حتى أتممت مهمتى معهم».

سوهاج.. روجينا فوزى: عملت مدرسة صباحًا وخيّاطة مساءً

كشفت روجينا فوزى، الفائزة بالمركز الأول فى مسابقة الأم المثالية على مستوى محافظة سوهاج، عن أنها مرت بتقلبات وتحديات صعبة فى حياتها. 

وحكت أنها حاصلة على بكالوريوس علوم التربية عام ١٩٨٢، وعملت مدرسة لمادة العلوم فى إحدى مدارس مركز طهطا، ثم توفى زوجها فجأة فى حادث سيارة، وترك لها ٣ بنات، وكان التحدى الأكبر هو تربيتهن، وهن ما زلن فى مقتبل العمر، ولكن أعانها الله على ذلك، واستثمرت موهبتها فى الخياطة لتحسين دخلها لتمتهن هذه المهنة، بعد العمل الصباحى فى المدرسة.

وأضافت: «الحمد لله قدرت أعلم بناتى تعليمًا جامعيًا، وأزوجهن، وأصبحت جدة، وعندى أحفاد.

مطروح.. تيسير محمود: مرض زوجى واستشهد نجلى

تضحيات كبيرة قدمتها تيسير محمود دهيم محمد، ٦١ عامًا، من محافظة مطروح، التى فازت بالمركز الثالث على مستوى الجمهورية، فى مسابقة «الأم المثالية». وحكت ««تيسير» أنها تزوجت عام ١٩٨٥، وأنجبت ٣ أبناء. 

وذكرت أن زوجها كان يعمل فى مديرية الطب البيطرى، وأصيب بتصلب فى الشرايين وجلطة فى القلب»، وبسبب مرضه أصبح قعيد الفراش، ورغم صغر سنها تحملت المسئولية ولعبت دور الأب والأم وأنفقت على الأسرة، حتى حصل أبناؤها على الشهادات العليا وزوجتهم جميعًا، قائلة: «طه كان ضابطًا فى القوات المسلحة برتبة رائد، واستشهد فى إحدى العمليات العسكرية فى العريش، فى ٨ ديسمبر ٢٠١٧، ثم توفى زوجها عام ٢٠٢٠».