رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفير مصر السابق لدى تل أبيب: أى محاولة إسرائيلية لشن هجوم على رفح يعنى انزلاق الأوضاع لمنحنى أكثر خطورة

السفير حازم خيرت
السفير حازم خيرت

 أكد سفير مصر السابق لدى تل أبيب، السفير حازم خيرت، أن أي محاولة إسرائيلية لشن عملية عسكرية برية على مدينة رفح الفلسطينية، الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، يعني انزلاق الأوضاع في القطاع إلى منحنى أكثر خطورة مما هو عليه الآن.

وقال السفير حازم خيرت، اليوم الخميس - "إن اعتزام إسرائيل اجتياح رفح سيترتب عليه سقوط أعداد مهولة من الفلسطينيين الذين لا يجدون مأوى داخل القطاع بأكمله إلا في تلك المدينة التي باتت تؤوي ما يزيد على مليون ونصف المليون إنسان، الأمر الذي قد يسبب حالة كبيرة من الفوضى".

إسرائيل تسيطر على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا 

وأضاف خيرت أن إسرائيل تسيطر على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، منوهًا إلى أن مسئولية حماية أرواح سكان القطاع تقع على عاتق حكومة تل أبيب بحكم القانون الدولي.

ونبه بأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض مخطط لجعل الحياة داخل القطاع أمرًا مستحيلًا، بضرب البنى التحتية وتسوية المباني بالأرض، بل تخطى الأمر إلى استهداف وكالات الإغاثة الأممية، بما يتنافى مع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية، مشددًا على أن وقف إطلاق النار داخل القطاع شرط أساسي لاحتواء الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة.

ولفت إلى تحذير الرئيس عبدالفتاح السيسي من المخطط الإسرائيلي الساعي لتنفيذ عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، ومن أن ممارسات إسرائيل تهدد حياة ما يزيد على واحد ونصف مليون نازح تتحمل إسرائيل مسئولية حمايتهم وفقًا لقواعد القانون الدولي.

وأعرب السفير حازم خيرت، في هذا الصدد، عن اعتقاده بأن اسرائيل لا تريد مواجهة مع مصر؛ لأنها تعلم جيدًا مدى قوة الدولة المصرية، وماذا تعني الخطوط الحمراء التي تضعها القاهرة في تعاملها مع كافة الأزمات التي تمس أمنها القومي بشكل مباشر.

واعتبر إعلان واشنطن عن أن "أي عملية عسكرية إسرائيلية على رفح دون حماية المدنيين أمر لن يحظى بدعم الرئيس جو بايدن"، جاء نظرًا لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم تمامًا أنها المسئولة عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهل القطاع وعن المجاعة التي تفتك بأطفال غزة؛ بعد أن قدمت دعمًا لا محدود لحكومة تل أبيب في تلك الحرب، كما أنها عرقلت كافة قرارات وقف إطلاق النار بمجلس الأمن الدولي، لذا تسعى اليوم لإدخال المساعدات الإنسانية في محاولة لإنقاذ صورتها أمام العالم.

ورأى السفير حازم خيرت أنه بعد نحو 5 أشهر من الحرب فإن المجتمع الدولي لم يتحرك ويضغط بشكل كافٍ على إسرائيل، وأنه لولا الجهود المصرية لما دخلت مساعدات إغاثية بهذا الكم إلى قطاع غزة، مشيرًا، في هذا الشأن، إلى أن نحو 80% من المساعدات الإنسانية هي مصرية في الأساس، وباقي المساعدات دخلت بالتنسيق مع مصر. 

وجدد التأكيد على محورية الدور المصري في التعامل مع الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، قائلًا: "لا مزايدة على دور وموقف مصر، فالقاهرة تبذل جهودًا غير طبيعية وتضع القضية الفلسطينية على أولوية قضاياها باعتبارها تمس الأمن القومي المصري".

واختتم سفير مصر السابق لدى إسرائيل تصريحه بالتأكيد على أن القيادة المصرية تواصلت ولا تزال مع كافة الدول، وبذلت جهودًا استثنائية لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ونفذت جولات مكوكية من المفاوضات بين كل الأطراف لتقريب وجهات النظر سعيًا لحلحلة الوضع المتأزم داخل القطاع المنكوب.