رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أروقة" تطرح "مسارات متقاطعة حوارات بين الصحافة والسياسة" بمعرض الكتاب

غلاف الرواية
غلاف الرواية

يشارك كتاب "مسارات متقاطعة حوارات بين الصحافة والسياسة" للكاتبة الصحفية زينب عبدالرزاق الصادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، والذي تقدم له الكاتبة الكبيرة القديرة سناء البيسي في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024.


ويجمع الكتاب بين دفتيه نخبة من الحوارات التي أجرتها الكاتبة الصحفية زينب عبدالرزاق مع بعض الشخصيات المصرية ذات الثقل التاريخي والثقافي والعسكري والسياسي والاجتماعي والصحفي في الفترة ما بين 1994 و2012 صفحات مجلة نصف الدنيا. 

وتقول البيسي في مقدمة الكتاب:"يسعدني تقديم أحدث كتب زينب عبدالرزاق "مسارات متقاطعة"..فهي من يومها ولديها الموهبة المتأججة المتميزة في بلاط صاحبة الجلالة، بتوليفتها الخاصة الشاملة الإطلاع والدماثة وحسن الاستماع والصبر على المراوغة ودراسة الشخصية والتوقيت المثالي لتسديد السؤال المنبثق عنه السؤال الذي لم يسئل من قبل لتلقى إجابات لم تعرف من قبل يمنحها لها محدثها عن طيب خاطر حتى إنها من خلال حصيلتها السهبة معه تخرج بكتاب عنه يلقى انتشارا واسعا مثل كتبها عن فاتن حمامة، لطفي الخولي، زاهي حواس، وإحسان عبد القدوس.

حوارات المسارات المتقاطعة ما بين الصحافة والسياسة

وتضيف البيسي في مقدمتها "في حوارات المسارات المتقاطعة ما بين الصحافة والسياسة".. توقفت عند سؤالها لمصطفى أمين حول علاقة الملك فاروق بأصحاب القلم، فأجابها بأنه كان يحترمهم ويخاف من نقدهم، ولا يستمر سجن صاحب قلم أكثر من ستة شهور مثل عباس محمود العقاد.
وتسأله زينب في حوارها الثاني بعد سجنه الطويل عن أسوأ يوم في حياته، فيجيبها مصطفى بك بأنه يوم أن دخل على ضابط السجن وقال لي: إن الرئيس قرر حذف اسمك واسم علي أمين من الأخبار وأخبار اليوم وآخر ساعة وسألني الضابط بشماتة: ما رأيك؟ !.. قلت: الهرم الأكبر لم يكتب عليه اسم خوفو!!.


وفي لقائها بخالد محيي الدين، أحد الضباط الأحرار، سألته عما إذا كان هيكل يحتكر الأخبار وحده عن جميع الجرائد وأنه الوحيد الذي حاز ثقة عبدالناصر فيجيبها بأنه كان يقدم له الآراء التي تأتي الأيام لتؤكد صحتها وكأنه يقرأ الغيب، ومن هنا أحبه عبدالناصر ومنحه ثقته.


وتواصل البيسي: "سألت زينب حسين الشافعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق وأحد قادة ثورة يوليو، عن أهم عيوب الإخوان، فأجابها بأنهم تصوروا أنهم يصنعون أساسا جديدا للإسلام، وأنهم مبعوثو العناية الإلهية، فإذا قالوا هذا مسلم وهذا غير مسلم يكون ذلك حكما لا رجعة فيه، وهذا خطأ رهيب".
وجلست زينب إلى رشاد مهنا، الأب الروحي لثورة يوليو وعضو مجلس الوصاية على عرش الملك أحمد فؤاد الثاني، لتتعرف منه على ظروف سجنه في عهد الملك فاروق فأجابها بأن التهمة التي وجهت إليه كانت تهريب السلاح والعمل ضد الملك، حيث ظل سجينا لفترة أقل من الشهر كان فيها حاصلا على جميع امتيازاته، حيث الزنزانة نظيفة بداخلها شباك وسرير والمعاملة كريمة، وإذا ما رغب في دخول الحمام ينقر على الباب فيفتح له على الفور لتؤدى له التحية العسكرية ذهابا وعودة.


وفي عالم الصحافة.. تتوجه زينب للصحفي الكبير سلامة أحمد سلامة نائب رئيس تحرير الأهرام لتمطره بالأسئلة السياسية والاجتماعية. 


وعبر حواراتها مع فاروق حسني وزيرالثقافة قبل 25 يناير 2011، سألته عن حبه لأصوات المقرئين خاصة الشيخ محمد رفعت فيجيبها بأنه العاشق لصوته منذ الطفولة حتى إنه قد حفظ أجزاء كبيرة من القرآن الكريم من خلال تلاوته؛ حيث يساعد ترتيله بنبرته الخاشعة المتلقي على تذوق جلال القرآن ومن ثم حفظ آياته البينات. 


وتنهي سناء البيسي كلماتها قائلة: تجربتي مع القلم أن لا شيء يدوم سوى الكتاب، هنيئا لك كلماتك بين ضفتي كتابك المشوق الجديد.


 وتقول زينب عبدالرزاق مؤلفة الكتاب: زينب اضطررت كثيرا للإجابة عن سؤال: لماذا لا تجمعين في كتاب كل أو بعض الحوارات التي أجريتها مع الشخصيات المهمة في التاريخ المصري، وخاصة الحوارات ذات الأثر الممتد، وحتى الأجيال الجديدة التي لم تعاصر أيا منهم؟ وكنت دائما أجيب بأنه قد يحين الوقت لذلك، أما وقد رأيت أن الوقت قد حان، لكنني لم أكن أعتقد أبدا أن الإعداد للكتاب سوف يكون شاقا إلى هذا الحد.


وتضيف: كان من المهم انتقاء شخصيات وحوارات بعينها، من بين عشرات الحوارات، التي نشرتها مجلة نصف الدنيا، في عهدها الذهبي الوحيد والفريد للأستاذة الكبيرة سناء البيسي وجريدة الأهرام، وكان من المهم أن تكون القضايا المطروحة ذات فاعلية حتى لحظة طباعة الكتاب وما بعد ذلك، وكان من المهم استبعاد الأسئلة والإجابات التي لا تنطبق عليها هذه المواصفات، وكان من المهم أيضا أن يضيف الكتاب للقارئ في ظل طوفان الكتب، الذي تغرق به الأسواق من جهة، وفي ظل التراجع الحاصل للكتاب أصلا من جهة أخرى. 


وتابعت زينب عبدالرزاق مؤلفة الكتاب: اخترت شخصيات سياسية وفكرية وثقافية، عاصرْت عن قرب الحياة المصرية بكل ملابساتها منذ ما قبل ثورة 1952، أي في ظل النظام الملكي المثير للجدل، ثم النظام الثوري في فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وما واكب ذلك من ازدهار ثم انكسار، ثم الرئيس الراحل أنورالسادات، وما رافق ذلك أيضا من نصر، وانفتاح اقتصادي، وسلام مشوب بالحذر، ثم الفترة الممتدة للرئيس الراحل حسني مبارك، بما لها وما عليها، علي كل المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية. 


وتقول: إذا كان الفاعلون والقادة في أنظمة الحكم التي تطرقت إليهم الحوارات جميعهم قد فارقوا الحياة، فإن كل الشخصيات التي اخترتها لإعادة نشر الحوارات معهم في هذا الكتاب، قد فارقوا الحياة أيضا، باستثناء الفنان الوزير فاروق حسني، أطال الله في عمره، ذلك أن هذه الحوارات أجريت في الفترة ما بين عامي 1994 و2012، وهو ما يجعل من حق الأجيال الجديدة الوقوف على تاريخ وطنهم إن سلبا أو إيجابا، وهذا حقهم علينا قبل أي شيء آخر. 


وتضيف زينب عبدالرزاق مؤلفة الكتاب: يجمع بين المتحاورين أيضا أن معظمهم تم التنكيل بهم ما بين السجن أو الإبعاد من المسؤولية، لأسباب جوهرية أحيانا وهامشية في أحيان أخرى، غير أنهم جميعا كان لديهم من المعلومات والأسرار ما يجعل الحوار معهم سبقا صحفّيا أثرى المجلة المشار إليها في توقيت النشر أيما إثراء، وقت أن كانت الصحافة المقروءة تمثل أهمية قصوى للقارئ والمسؤول في آن واحد، لذا فإن ترتيب اللقاء مع أي منهم لم يكن سهلا في حينه، ومن ثم الإعداد للحوار أيضا، ذلك أن الكلمة كان لها ما لها خلال العقود الماضية، التي شهدت ازدهارا غير مسبوق للصحف والمجلات في آن واحد.


وتتابع: من الأمور الشائكة التي واجهتني ترتيب نشر الحوارات داخل صفحات الكتاب؛ الشخصيات جميعها مرموقة ومهمة ومؤثرة سياسيا وعسكريا واجتماعيا وصحفيا وثقافّيا.. هل النشر بالترتيب الأبجدي؟ هل الترتيب بالأكثر شعبية؟ وجدت أن الأسلم ترتيب الحوارات بحيث يعتمد عل تاريخ نشر الحوار في وقته.. فكان الحوار الأول للكاتب الكبير مصطفى أمين وذلك في عام 1994. 


  وتضيف زينب عبدالرزاق مؤلفة الكتاب: هذه الحوارات نشرت بعيدا عن شبكة الإنترنت، كان دوري هو البحث عن الحقيقة، ولكن للحقيقة وجوها عدة، وما أنا مسؤولة عنه هو طرح السؤال والنقل السليم والتدقيق للشهادات، علي أية حال، هي شهادات على التاريخ وللتاريخ، من كل الوجوه، وعلى كل الأصعدة، في مسارات متقاطعة، آمل أن تمثل إضافة للقارئ على مختلف الأعمار والثقافات، الإجابات أنقلها بصدق دون تدخل، وقد تتضارب في جزء منها مع شهادات أخرى، وقد تتجمل في بعضها، وتتعمد المراوغة في البعض الآخر، إلا أنها في كل الأحوال جزء مهم، بل مهم جدا من تاريخ مصر الحديث الذي لا يمكن إغفاله بأي حال.