رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صورة

على ظهر دراجة

مثل طير 

فضاء سماواته لا يحد

ويبحث عن مسلك للهروب

له من ملامح وجهى القديم:

التفرس فى كل شىء رآه 

وزم الشفاه

وإطراقة الحزن

قبل البكاء

ويضحك.. لكنه يستريب..

تأخر عن كل شىء

وغاب

وراوغ.. حتى انسكاب الحليب

وسابق سرب العصافير

نحو الشموس التى نسيت أن تغيب

وفى الليل

باغته الخوف؛

راح يعمد صلصاله

فى المياه

لكيما يدين له بالولاء

ويدخل ما يرتئى

من حروب

هو الآن مستسلم أو يكاد؛

رهين الإطار الزجاجى..

نهب لهذا الغبار 

الذي خلفته 

- على غفلة منه -

تلك السنين 

هو الآن مستسلم أو يكاد..

على أننى 

بين حين وحين

أقاسمه حصتى فى السؤال:

أكان على الجسد المتداعى

التمزق ما بيننا هكذا؟!

ويمنحنى حظه فى الندوب

أحدثه عن زمان يجىء

وعن وخزة الشعر بين الضلوع

وعن شمع أحلامه

أن يذوب

وعما تقول الفتاة التى أخلفتنى المواعيد

- ذات انتظار -

إذا كان فى وسعها أن تؤوب

وعن لوعة

في عواء القطار؛ 

بريق العواصم فى أول الأمر،

ليل الشتاء..

زوايا المقاهى التى بددتنى؛

حنينى إلى بلدة فى الشمال 

وإن قيل:

كل 

الجهات 

الجنوب

وطفلين فى موحش الليل ناما 

على جانبى 

هما الآن تعويذتى للنجاة

وخدشى بوجه الزمان الكذوب

وعنى..

ركضت ثلاثين عامًا

لكى ألتقينى؛

ولكننا فرقتنا الدروب

وقفت 

كأن طلل ما أراه

كأن طلل

لا أرانى سواه

لكى يلتقى بالغريب الغريب

أخاف

على صورة الطفل 

من عقرب الوقت 

فوق

الجدار