رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النمور والشياطين الحمر.. ماذا ينتظر الأهلي أمام اتحاد جدة في مونديال الأندية؟

الاهلي
الاهلي

مصحوبًا بآمال جماهيرية عريضة، يبدأ فريق كرة القدم بنادى الأهلى مشواره فى كأس العالم للأندية، حينما يلتقى اتحاد جدة السعودى، فى الثامنة مساء اليوم، ضمن منافسات ربع النهائى.

طوال أسابيع مضت، نظرت الأغلبية من محبى الأهلى إلى اتحاد جدة بتقليل كبير، بسبب النتائج السلبية التى مر بها بطل السعودية فى جدول البطولة المحلية، لكن لما جاءت مواجهة أوكلاند سيتى رغم ضعف مستواه، وفاز «النمور» بثلاثية نظيفة، تبدلت النظرة بشكل كبير، وعاد الكل ينظر إلى الفريق السعودى باعتباره الطرف الأكثر قوة فى المواجهة المرتقبة، على ضوء عناصره وأفراده المميزة.

لكن بين النظرتين الأولى والثانية حقائق وتفاصيل كثيرة، نستطيع من خلالها قراءة الواقع الحقيقى لبطل السعودية، وما يمكن أن يخبئه للأهلى فى هذه المباراة.

كانت سلسلة النتائج السلبية لـ«اتحاد جدة» طوال الفترة الماضية؛ نتيجة إصابات وصلت إلى ١٠ لاعبين فى وقت واحد، لذا لم تعبّر أبدًا عن قيمة المجموعة، ولا مدربها مارسيلو جالاردو، الذى لم يتمكن من اختيار تشكيله بأريحية، فى ظل حاجته إلى استبدال من ٣ إلى ٦ لاعبين كل مباراة، بينما أمام أوكلاند استعاد قوته شبه كاملة.

يتميز المدرب الأرجنتينى بنقطة قوة كبيرة، هى إجادة لعب مباريات الكئوس والأدوار الإقصائية.. أرقامه تقول ذلك.

خلال قيادته فريق «ريفر بليت» الأرجنتينى، حطم أرقام رامون دياز، أسطورة التدريب فى بلاد التانجو، ونجح فى تحقيق ١٤ لقبًا، لكن اللافت فى تلك الرحلة أنه تميز فى التتويج بالكئوس، ولم يفلح فى حصد الدورى سوى بعد ٨ سنوات.

أول بطولة حققها كانت «سودا أمريكا»، وهى التى تشبه «الكونفيدرالية» فى إفريقيا، و«اليورباليج» فى القارة العجوز، كما أنه حقق بطولة الكأس ٣ مرات، رغم أن النادى لم يعرف التتويج بها قبل وصوله، وكذلك جلب الـ«كوبا ليبارتادوريس» مرتين، ومثلها كأس السوبر الأرجنتينى.

قرابة ٨٠٪ من مبارياته مع الفريق لم يتعرض فيها للهزيمة، وله رقم قياسى مهم، هو الوصول إلى ٣٦ مباراة متتالية دون أن يهزمه منافس.

تقول هذه الأرقام بوضوح إننا أمام مدرب يجيد لعب المواجهات المباشرة، وبارع فى إدارة المباريات الإقصائية، ولديه منهجية واضحة فى الدفاع وتضييق المساحات.

هذه ملاحظات عامة يجب أن نضعها فى الاعتبار لنفهم مَن سنواجه، بينما بالنظر إلى تشكيلة «اتحاد جدة» وطريقة لعبه، سنجد فريقًا لديه العديد من نقاط القوة، وكذلك جوانب ضعف.

أبرز ما يميز هذه المجموعة جودة العناصر الفردية، وتميزهم فى موقف لاعب على لاعب، هذا فى كل مناطق الملعب تقريبًا، بداية من الأطراف، حيث تجد التفوق الفردى للظهيرين الأيسر والأيمن، زكريا هوساوى وسعد الشنقيطى، اللذين يتميزان بسرعة كبيرة، وجودة عالية فى الثلث الأخير من الملعب، ويلعبان أدوارًا هجومية كبيرة.

وتزيد قوة الفريق السعودى على الجانبين بوجود جناحين صاحبى قدرات فردية هى الأعلى داخل الملعب فى الفريقين، ما يكوّن ثنائيات قوية للغاية، بين «هوساوى» وكورونادو يسارًا، و«الشنقيطى» ورومارينو يمينًا.

يحتاج الأهلى إلى جناحين يدافعان بشكل ملتزم دون هفوة، ويقظة كبيرة للظهيرين على معلول ومحمد هانى، لأن العقاب- إن حضر- سيكون من تلك المساحة.

يتميز «اتحاد جدة»، أيضًا، بحرية نكولو كانتى بين الخطوط، دائمًا يلعب حلقة الوصل والمحطة التى تتعاون مع الجانبين، ويحول اللعب من العمق ومناطق الوسط إلى الثلث الأخير من الملعب، حيث تظهر المساحات، وهنا سيكون على مارسيل كولر أن يدفع بأحد لاعبى الوسط لشل حركة اللاعب الفرنسى، فمع ذلك سيفقد المنافس الكثير.

أما عن مُنهى الهجمات كريم بنزيما، فجميعنا يعرف جيدًا مَن هو، وماذا يمكن أن يفعل إذا أعطيته مساحة.

وفيما يتعلق بأسلوب الضغط، فإن «اتحاد جدة» فريق متنوع. أمام الفرق الأضعف يلعب بضغط عالٍ ويتقدم بكل قوته، لكن ذلك ربما يكون مستبعدًا فى مواجهة إقصائية، خاصة أن الأمر مرتبط بالأهلى صاحب الخبرات، وإن كان أقل جودة على مستوى العناصر حاليًا.

سينوع «جالاردو» فى عملية الضغط، فلن يلعب بوتيرة واحدة، خاصة أنه لا يريد الانجرار لمعركة بدنية قد يخسرها بفعل معدل الأعمار العالى عند فريقه، فغالبية لاعبيه تتجاوز أعمارهم الثلاثين.

ربما تكون البداية فى ربع الساعة الأول ضاغطة، فى محاولة لاستغلال حماسة جماهيره، لكن بعدها سيعود إلى اللعب المتوازن.

إجادة الأهلى عملية الخروج بالكرة تعنى حصوله على فرصة، لأن ظهيرى جدة فى عملية الضغط العالى دائمًا ما يتقدمان، كما أنهما يهاجمان كثيرًا، فتظهر خلفهما مساحات كبيرة.

يستطيع الأهلى أن يصنع الفارق الليلة من خلال تمركز حسين الشحات، وبيرسى تاو، ودقة تمريرات لاعبى الوسط، وسيكون من المهم الفوز بفكرة التحولات، المعركة ستكون قائمة على التحولات، بين مدربين يجيدان هذه الفكرة.

السرعة فى الخروج بالكرة، دقة تمريرات إمام عاشور، المناطق التى سيتحرك فيها «تاو» و«الشحات» لطلب الكرة، هى الأمور المحددة لمدى قدرة الأهلى على استغلال المساحات، ومنها يستطيع معاقبة «جالاردو» ورجاله.