"أبو منجل”.. ما حكاية المعبود تحوت في مصر القديمة؟
ارتبط المصريون القدماء، بعدد من الرموز والكائنات الحية التي قدسوها من حولهم، وجعلوا لها مكانة خاصة في قلوبهم، وفي حياتهم اليومية، وفي السطور التالية نستعرض حكاية المعبود "تحوت" الذي قدسه المصريين القدماء وأطلقوا عليه العديد من الألقاب.
من هو المعبود "تحوت"
يعد المعبود تحوت، من أهم الرموز الإلهية وكان يصور بجسد أدامي ورأس أبو منجل أو طائر أبو منجل أو قرد البابون، وبدأ المصريون القدماء في عبادته من فترة ما قبل التأريخ واستمرت طوال التاريخ المصري القديم، وفقًا لقطاع المتاحف بوزارة الآثار والسياحة.
ونشأ موطن عبادته الرئيسي من مدينة الأشمونين في مصر الوسطى، حيث تم وصفه في كتاب الموتى أنه كاتب عدالة المجمع المقدس ويحمل في يديه ريشة الكتابة ووعاء الحبر، وكان يٌنظر إليه أنه "معبود الحكمة"، ويٌعرف أكثر بمعبود "العلم والطب"، وكان له دور كبير في أسطورة إيزيس وأوزوريس لأنه قدم لإيزيس المساعدة لإعادة أوزير للحياة وإنجاب حورس واستطاع شفاء حورس فيما بعد من لدغة العقرب.
كان تحوت هو الوسيط في الصراع بين حورس وست ولقد عاصر ثلاثة صراعات بين الخير والشر ودائمًا ما كان يقف إلى جانب الخير ويسانده.
تحوت.. رمزًا للقضاء
اعتبر المصريين القدماء تحوت رمزًا القضاء ويعزى إليه أنه علم المصريين الكتابة بصفته كاتب الإله فهو مصدر البلاغة ومخترع الكتابة والحساب والفلك، كما يعتبر نائب رع في المساء، وسُميت أول شهور السنة المصرية باسم "توت" نسبة للمعبود تحوت.
وإذا كنت من محبي الآثار، فيمكنك زيارة متحف تل بسطا، الذي يزخر بالعديد من القطع الأثرية التي تصور المعبود تحوت في هيئة طائر أبو منجل وقرد البابون، وهو ما عبر عنه المصريون القدماء من شدة إعجابهم وتقديسهم للمعبود "تحوت".