مبادرة "مراكب النجاة".. هل ستكون حلًا لمواجهة الهجرة غير الشرعية؟
توغلت ظاهرة الهجرة غير الشرعية في المنطقة العربية وإفريقيا حتى أصبح حلم الأطفال والشباب الهجرة خارج البلاد، غير مدركين مخاطر هذه الرحلة التي قد تكلفهم حياتهم.
وخلال السنوات الماضية ارتفعت معدلات البطالة في المنطقة العربية وقارة إفريقيا، الأمر الذي دفع مصر إلى إطلاق المبادرة الرئاسية مراكب النجاة قبل سنوات من الآن، للتوعية بشأن الهجرة غير الشرعية.
وبالفعل واصلت المبادرة الرئاسية مراكب النجاة حملاتها للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، حيث نفذت المبادرة أكثر من مؤتمر توعوي بالمحافظات. وتستهدف المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" تحقيق حياة كريمة للمواطن المصرى والحفاظ على حياته من مخاطر الهجرة غير الشرعية.
أرجع الدكتور أيمن زهري، خبير السكان ودراسات الهجرة، أسباب الهجرة غير الشرعية إلى عدة أسباب تأتي الظروف الاقتصادية على رأسها، فإن الظروف الاقتصادية تنعكس على فرص العمل ومعدلات البطالة وهذا ما يدفع البعض إلى اللجوء إلى الحلول غير الشرعية.
وأوضح "زهري" أن المنطقة العربية وإفريقيا شهدت مؤخرًا نزاعات عديدة مثل حروب المنطقة العربية في سوريا واليمن والتي كان آخرها حروبًا واشتباكات اندلعت في السودان، فكل هذا يؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد.
وأضاف خبير السكان ودراسات الهجرة أن الحروب والنزاعات تؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة وعدم استقرار الأمن والأمان في البلاد، مما يؤثر بالتبعية على الهجرة غير الشرعية التي زادت في إفريقيا بالفترة الماضية ووصلت الى نحو 30%.
من جانبه؛ قال وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن الأزمات الاقتصادية تؤثر على استقرار سوق العمل للشباب في الدولة، وفي حال تدهور الحالة الاقتصادية تجد أن الأطفال والشباب يلجأون إلى مثل هذه الحلول والهجرة غير الشرعية، وتلك الدوافع تحدث في دول العالم أجمع.
وأوضح "النحاس" أن مصر تعمل جاهدة على تنفيذ المشروعات التنموية والمشروعات الصغيرة من أجل توفير فرص عمل للشباب وتقديم الدعم الكامل لهم لإنجاح مشروعاتهم.
وأضاف "النحاس" أن العديد من الجنسيات العربية مثل سوريا واليمن والسودان هاجرت إلى مصر لاستقرار الوضع الأمني فيها، مشيرًا إلى أهمية الوضع الاقتصادي في أي دولة لتقنين عملية الهجرة لمواطنيها وشبابها.
ما هي مراكب النجاة؟
- انطلقت مبادرة "مراكب النجاة" التي أطلقتها وزارة الهجرة والمصريين في الخارج في حوالي أكثر من 70 قرية على مستوى الجمهورية، ووصلت ميزانيتها إلى نحو 250 مليون جنيه.
- حرصت الدولة على تنفيذ استراتيجية كاملة لتنفيذ المبادرة الرئاسية للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية والتعريف بسبل الهجرة الآمنة مع توفير بدائل إيجابية وتدريب وفرص عمل وريادة أعمال للشباب بالمحافظات التي تنتشر فيها الهجرة غير الشرعية والبالغ عددها 14 محافظة.
وفق تقرير اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر كشفت فيه عن أن 58% من المهاجرين غير الشرعيين المصريين أطفال دون الـ18 عامًا، وحسب عدة حوادث رصدها «المصري اليوم» خلال آخر عامين كانت النسبة متقاربة تقريبًا، حيث تغدو سن المقبلين على الهجرة غير الشرعية ما بين 12 إلى 18 عامًا تقريبًا.