رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد نجيب.. الرئيس المظلوم

محمد نجيب
محمد نجيب

ربما قادت الصدفة محمد نجيب لكى يكون أول رئيس للجمهورية، بعد الإطاحة بالنظام الملكى فى ثورة ٢٣ يوليو، لكن المؤكد أنه صار ذا شعبية بين غالبية المصريين، الذين لم يعرفوا، لحظتها، من هو القائد الحقيقى لهذه الثورة. 

محمد نجيب يوسف قطب القشلان، الذى تحل ذكرى وفاته اليوم ٢٨ أغسطس ١٩٨٤، من مواليد ٢٠ فبراير ١٩٠١ بالخرطوم، التحق بالمدرسة الابتدائية فى وادى حلفا ثم بالكلية الحربية فى عام ١٩١٧ وتخرج عام ١٩١٨، وفى نفس سن والده التحق بذات الكتيبة المصرية التى كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط فى الجيش المصرى بالكتيبة ١٧ مشاة، ومع قيام ثورة ١٩١٩ أصر على المشاركة فيها رغم مخالفة ذلك قواعد الجيش.

انتقل إلى سلاح الفرسان، ودخل مدرسة البوليس لمدة شهرين وخدم فى أقسام شرطة، ثم عاد إلى السودان ١٩٢٢، وانتقل بعد ذلك إلى الحرس الملكى بالقاهرة فى ٢٨ أبريل ١٩٢٣، ثم إلى الفرقة الثامنة بالمعادى بسبب تأييده المناضلين السودانيين.

حصل على شهادة البكالوريا عام ١٩٢٣، والتحق بكلية الحقوق وكان يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والعبرية، وفى عام ١٩٢٧ كان أول ضابط فى الجيش المصرى يحصل على ليسانس الحقوق ودبلوم الدراسات العليا فى الاقتصاد السياسى عام ١٩٢٩، ودبلوم آخر فى الدراسات العليا فى القانون الخاص عام ١٩٣١.

كان جمال عبدالناصر قد بدأ فى تشكيل تنظيم «الضباط الأحرار» منذ عام ١٩٤٩، بعدما تسببت هزيمة فلسطين فى حالة من السخط والرغبة فى القضاء على الإقطاع والفساد وإنشاء جيش قوى، وكان التنظيم يريد أن يقوده أحد الضباط الكبار لكى يحصل على التأييد، وعرض «عبدالناصر» الأمر عليه فوافق على الفور.

فى ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢، أعلن أول بيان للثورة باسم اللواء محمد نجيب، القائد العام للقوات المسلحة، وبعد الإطاحة بالملك فاروق، أصبح رئيسًا لمجلس قيادة الثورة، وفى ١٨ يونيو ١٩٥٣ أصبح نظام الحكم فى مصر جمهوريًا، وعين اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر، واستمر فى منصبه حتى ١٤ نوفمبر ١٩٥٤، بعد أزمة مارس الشهيرة، وظل تحت الإقامة الجبرية حتى قرر الرئيس السادات تخفيف القيود عنه، وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى جرى رد اعتباره بإطلاق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية فى إفريقيا والشرق الأوسط.