رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. ثروت الخرباوى: قوات دولية كانت ستدخل مصر لو استمر اعتصام رابعة كما خططت له جماعة «الإخوان»

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز مع ثروت الخرباوى

استكمل الدكتور ثروت الخرباوى، المفكر والخبير فى شئون حركات «الإسلام السياسى»، توثيق شهادته على نصف قرن من عنف الجماعة الإرهابية، خاصة ما يتعلق بعملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مرورًا باعتصام «رابعة». 

وقال «الخرباوى»، خلال حواره مع برنامج «الشاهد» تقديم الإعلامى الدكتور محمد الباز، عبر قناة «إكسترا نيوز»، إن جماعة «الإخوان» الإرهابية هى من تقف وراء التخطيط والتنفيذ لعملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مؤكدًا أن كل أعضاء التنظيم المنفذ لهذه العملية «إخوان قلبًا وقالبًا». 

وكشف المنشق عن «الإخوان» تفاصيل مخطط «الإخوان» لتحريض «قوات دولية» على دخول مصر، عن طريق «إعلان حكومة» من اعتصام «رابعة»، بالتزامن مع العمل على تصاعد الأحداث ووقوع قتلى.

■ كيف ترى إنكار «الإخوان» عنف الجماعة؟

- فى كتابى «قلب الإخوان» تناولت نقطة فيصلية، هى أنه بعد خروج مرشد «الإخوان» مصطفى مشهور من السجن، وآخرين سبقوه فى الخروج، عقد اجتماعًا مع قيادات التنظيم السرى للجماعة فى منزل أحمد حسانين بمدينة قليوب، وهو أحد رموز التنظيم الخاص.

قالوا فى هذا اللقاء إن «حسن البنا عندما أنشأ التنظيم الخاص، أصبح ملتصقًا التصاقًا لا يقبل الانفصال بجماعة الإخوان، وعندما نفذنا عمليات اغتيالات، أصاب ذلك (إخوان المجال العام) بأضرار، كما أن المؤرخين يقولون إن الجماعة تمارس العنف، لذلك نريد عمل شىء مختلف».

اتفقوا على دعم «كيانات إسلامية جهادية» موجودة أو قائمة، بعضها تشكل مثل «الجهاد» الذى بدأ فى مصر الجديدة خلال فترة الستينيات، على ألا تحمل تلك التنظيمات الجهادية اسم «الإخوان»، ويكون لها اسم آخر، لكن يكون هناك خط تواصل مع الجماعة.

تم التوافق على هذا الرأى، ونتجت عنه قضية «الفنية العسكرية» سنة ١٩٧٤، فصالح سرية فلسطينى إخوانى جاء من العراق، وبدأ فى إقامة كيان اعتمدت فكرته على اغتيال محمد أنور السادات، ليتولى «الإخوان» بعد ذلك الحكم.

واتضح من كتابات مختلفة وشهادات حية من بعض أفراد تنظيم «الفنية العسكرية»، أنهم بايعوا زينب الغزالى، التى أوصلتهم بحسن الهضيبى قبل موته، والذى قال لهم عن هذا المخطط: «افعلوا ما تشاءون، لكن لا يُنسب الموضوع إلى الإخوان.. السادات لسه مخرجنا من السجون... اعملوا اللى إنتوا عاوزينه، لكن مش باسم الإخوان».

بعد ذلك حدثت محاولة السيطرة على كلية «الفنية العسكرية»، ثم الذهاب إلى مقر «الاتحاد الاشتراكى» وقت اجتماع الرئيس السادات، على أن يكون ذلك بالتزامن مع السيطرة على «ماسبيرو»، وأعطوا بعض رجال الحرس عصيرًا مُخدرًا، إلا أنه تم اكتشاف العملية فى الكلية، والقبض عليهم ومحاكمتهم، وأخذ بعضهم حكمًا بالإعدام.

■ ما علاقة شكرى مصطفى مؤسس «التكفير والهجرة» بـ«الإخوان»؟

- شكرى مصطفى زار خالد الزعفرانى وابن عمه إبراهيم الزعفرانى، وأعطاهما كراسة لقراءة أفكاره اسمها «التوسمات»، فأعجب بها بشدة الشاب صاحب المشاعر خالد الزعفرانى.

خالد الزعفرانى ذهب إلى مرشد الجماعة، مصطفى مشهور، لأخذ رأيه فى أفكار شكرى مصطفى، فرد عليه «مشهور» بقوله: «خليك معاه.. ده مننا.. إخوان.. كان فى السجن معانا.. ومن تلاميذ سيد قطب»، فأخذ الموافقة منه، وأصبح أميرًا من أمراء هذه الجماعة، ثم انشق وتم اعتقاله.

■ ما ظلال الفكرة الإخوانية عند تنظيم اغتيال السادات؟

- التنظيم الذى اغتال الرئيس الراحل أنور السادات، المكون من محمد عبدالسلام فرج وخالد الإسلامبولى وعبود الزمر، كلهم «إخوان» قلبًا وقالبًا.

«الإخوان» تنقسم إلى «المجال العام» و«التنظيم السرى»، ومصطفى مشهور قال: نطلق عليهم «الجهاد» أو «الجماعة الإسلامية»، وليس «إخوان»، على الرغم من أنهم «إخوان» وكلهم تربوا «تربية إخوانية».

محمد عبدالسلام فرج وعبود الزمر وطارق الزمر، وكذلك عمر عبدالرحمن، أمير الجماعة الإسلامية الذى جعل كل الدنيا خصومًا للإسلام، ووضع كتب سيد قطب فى رسالة الدكتوراه، كلهم إخوان الفكر والعقيدة والانتماء.

وعمر عبدالرحمن من الدعاة لـ«الإخوان» فى السعودية، وكان على علاقة بالجالية المصرية هناك، وعملوا داخل المملكة فى السر، لأنهم تعهدوا للملك فيصل بألا يكون لهم نشاط حركى فى السعودية، لكنهم خالفوا ذلك وعملوا فى السر وأنشأوا ٣ تنظيمات، هى: «التنظيم المصرى»، و«التنظيم السعودى»، و«التنظيم المختلط».

وكانت هناك علاقة قوية جدًا بين عمر عبدالرحمن والدكتور يوسف القرضاوى، فقد كان الأول يعتبر نفسه «تلميذ الشيخ القرضاوى»، وكان يقول إنه «فقيه هذه الأمة»، وإن «فتاوى القرضاوى فى العبادات والمعاملات نأخذها منه»، أما ما يتعلق بالجهاد فقد وضع كتابًا رائعًا عن «الجهاد»، وتحدث فيه عن جهاد الدفع وجهاد الطلب.. وجهاد الطلب هذا يعنى الخروج خارج بلادنا وغزو البلاد الأخرى.

وأول من تواصل مع عمر عبدالرحمن من التنظيم السرى فى مصر، كان اللواء صلاح شادى، أحد رموز هذا التنظيم، والذى قسّم الجماعة إلى «وحدات»، كانت تضم ضباط جيش وشرطة، ممن تمت السيطرة على عقولهم ومشاعرهم وأفكارهم وتجنيدهم داخل الجماعة.

وكان هناك فريق فى قسم «الوحدات» من الأقسام الخاصة السرية، ولا ينبغى لأحد أن يعلم عنه شيئًا، وكان إبراهيم شرف، سكرتير مكتب الإرشاد، عميد جيش سابقًا، وقبلهم عبدالمنعم عبدالرءوف وحسين حمودة.

■ كيف تم التواصل الحاصل بين عمر عبدالرحمن وصلاح شادى؟

- صلاح شادى قال لـ«عمر عبدالرحمن»: «لن نستطيع أن نزيح الطاغوت الذى يحكم بغير شرع الله- المتمثل فى السادات- والبرلمان ومؤسسات الدولة، إلا بالقوة»، معتبرًا أن «هذا النظام لن تنفع معه انتخابات أو مظاهرات سلمية، وأن من يملك القوة هو الجيش».

وجماعة «الجهاد» فى «الإخوان» كانت مكونة من عبود الزمر وخالد الإسلامبولى وحسين عباس وعطا طايل، ومحمد عبدالسلام، والذى كان شقيقه هو عفت عبدالسلام، عضو مجلس نقابة المحامين، الذى دخل قائمة «الإخوان» فى ١٩٩٢، وكان من «الإخوان المستترين».

وصلاح شادى هو من أوصل عمر عبدالرحمن بـ«خالد الإسلامبولى» وبقية المجموعة، لأنه لم يكن يعرفهم، وكذلك عبدالله السماوى، الذى كان مفتتنًا بنفسه ويرى أنه رجل وسيم، وكان يضفر شعره ويقول: «هكذا كان يفعل الرسول»، وتم إيصاله بمجموعة «الجهاد»، وجلسوا جلسات فقهية كثيرة لإعطائهم «دروسًا» وليس «فتاوى» عن «كيفية إزالة الطاغوت من الحكم».

وكانت هناك تعهدات بالإعاشة حال فشل العملية، إعاشة للأهالى، وكان مصطفى مشهور يعرف تفاصيل المخطط، ويبلغها أولًا بأول لـ«عمر عبدالرحمن»، والأخير بدوره يبلغ صلاح شادى.

فى نهاية أغسطس، قبل اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات بشهرين، فر مصطفى مشهور ومحمود عزت هاربين خارج البلاد، حتى عندما يحدث اغتيال «السادات» يكونا غير موجودين داخل مصر، وسافرا بالتحديد إلى اليمن، ومنها إلى السعودية ثم الولايات المتحدة، وهناك جندا محمد مرسى.

■ ما سبب هروب مصطفى مشهور إلى الخارج؟

- مصطفى مشهور تلقى أخبارًا من داخل النظام، مفادها بأن «السادات» يعتزم اعتقال قيادات «الإخوان» فى نهاية سبتمبر.

ونُفذت خطة اغتيال الرئيس «السادات» فى العرض العسكرى، وظل مصطفى مشهور خارج مصر، ثم عاد فى عام ١٩٨٤، وكان عمر التلمسانى هو مرشد «الإخوان» من يناير ١٩٧٦.

ولم يكن هناك وفاق بين «التلمسانى» و«مشهور»، وكان الأخير يريد أن تُرجح كفته، وكان معه عصام العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح، كما أنه أحضر سليم العوا من السعودية، وكان ذلك بهدف دعمه عبر تشكيل لجنة قانونية.

وإجمالًا، أؤكد أن من اتفق على اغتيال «السادات» ونفذ هذه العملية هم «الإخوان»، وليس كما قيل لسنوات طويلة أن المسئول هو «جماعة خرجت من تحت معطف الإخوان»، فمن رتب لهذه العملية هم رموز وقيادات «الإخوان».

■ كيف رأيت اعتصام «رابعة» الإرهابى.. وكيف استثمرته «الإخوان»؟ 

- لو استمر اعتصام «رابعة» كما خطط له «الإخوان»، لما كنا نجلس الآن هذه الجلسة، ولما كنا على الأرض من الأساس.

و«الإخوان» فى المرحلة الأولى لتحركاتها، تحاول الانتشار برفق- دون أن يشعر المجتمع- فى مؤسسات الدولة الصلبة مثل الجيش والشرطة والقضاء، لمحاولة السيطرة على هذه المؤسسات، لكن لأن هذه المؤسسات كانت قوية ولديها مناعة، لم يستطع أحد أن يغير قناعاتها.

المرحلة الثانية تتمثل فى التخلص من كل الخصوم والمعارضين، إما بالسجن أو الاغتيال أو الإعدام، وكانت هناك قوائم معدة لذلك، وقالوا إن «ثورة الخمينى» فى يناير ١٩٧٠ لم تنجح إلا عندما علق المشانق، وأنها بدأت ليبرالية، وبعد ذلك من كانوا فى المقدمة عُلقوا على المشانق فى الشوارع والميادين، وهذا السيناريو كان سيُطبق فى مصر بـ«معايير مصرية».

الاستمرار فى اعتصام «رابعة» كان له هدف واضح، يبدأ بتصعيد الأحداث إلى أكبر قدر ممكن، واستلزم هذا زيادة أعداد المعتصمين، لذا بدأوا البحث عن «عمل عاطفى أو مشاعرى» مثل «موقعة الجمل»، وكان من ذلك ما ادعوه أن «الحرس الجمهورى أطلق النار عليهم وهم ساجدون يصلون الفجر»، بعد محاولتهم اقتحام «المنصة»، لكن هذه الادعاءات لم تقنع أحدًا، فمن غير الطبيعى أن تكون صلاة الفجر فى السادسة صباحًا!!

«الإخوان» كانت تريد أن تعلن «حكومة شرعية» من «رابعة»، ويكون بينها وبين الشرطة صراع مسلح، ويسقط قتلى هنا وهناك، وعندما يحدث ذلك يطلبون اعترافًا بحكومتهم من دول خارجية.

«الإخوان» كانت تثق فى أن الولايات المتحدة ستعترف بحكم الجماعة، وأنها صاحبة الشرعية والصندوق، وكذلك بريطانيا وتركيا وقطر ومنظمة «هيومن رايتس ووتش».

وعندما تكون هناك حكومة حصلت على اعتراف مع وجود أخرى، ويحدث اشتباك وقتلى هنا وهناك، تأتى «قوات حفظ السلام» للفصل بين القوتين المتصارعتين، مثلما حدث فى كثير من دول العالم.

ولذلك كله، كانت «الإخوان» حريصة على استمرار اعتصام «رابعة»، وأن يكون هناك قتلى، وهذا ما يُطلق عليه فى تاريخ الجماعة «صناعة الدم»، من أجل تحقيق أهدافها عن طريق إثارة مشاعر الناس أو الحصول على التأييد الدولى.

■ ما كواليس لقاء الشيخ محمد حسان بـ«الإخوان» فى «رابعة» للتفاوض حول الاعتصام؟ 

- عندما ذهب الشيوخ للتفاوض مع صلاح سلطان وعبدالرحمن البر فى اعتصام «رابعة» حول ضرورة السماح بوجود طريق يُتاح من خلاله السير والمرور إلى مطار القاهرة، حتى لا تتوقف مصالح الناس، وكان من بين هؤلاء الشيوخ محمد حسان، استنكر «الإخوان» مجيئه وقالوا له: «إنت جاى تتفاوض معانا؟... اجلس وجاهد معنا.. نحن نبغى رفع راية الإسلام!».

ووفقًا لشهادة شهود فى هذا الموقف، قال الشيوخ لـ«الإخوان»: «لو كنا نعلم بأن هذا الاعتصام فيه رفع راية لا إله إلا الله، لكنا فيه قبلكم، لكن هذا الاعتصام سيترتب عليه إراقة دماء، ليست دماء الإخوان فقط وإنما الشرطة أيضًا، كما أن هناك إخلالًا بالأمن والسلم العام يتسبب فيه هذا الاعتصام»، فرد عليهم «الإخوان» بقولهم: «ليس عندنا رد عليكم إلا أننا سنستمر».

والشيخ محمد حسان قال لـ«الإخوان»: «لا أريد أن يزايد علىّ أحد.. كنت فى عمرة ونزلت خصيصًا سعيًا وراء حقن الدماء.. نحن ننتصر للإسلام قبلكم.. وما تفعلونه ليس من الإسلام على الإطلاق».

■ لماذا ادعوا نزول سيدنا جبريل للصلاة معهم فى اعتصام «رابعة»؟

- كما قلت سابقًا، جماعة «الإخوان» الإرهابية كانت حريصة على استمرار اعتصام «رابعة»، ووقوع قتلى وإراقة دماء، ولتحقيق هذا الهدف تعمدت إثارة مشاعر المشاركين حتى يستمروا فى الاعتصام.

هذه «جريمة نصب عالمية»، أهان فيها «الإخوان» الدين، وأهانوا فيها سيدنا جبريل عليه السلام، بعدما ادعوا أنه نزل وصلى معهم فى اعتصام «رابعة»، والذى كان ادعاءً الغرض منه إثارة المشاعر وإلغاء العقل.

■ ما تاريخ الخرافة والتصديق بها عند «الإخوان»؟ 

- مسألة استقبال الخرافة وتصديقها تكون سهلة عند العقلية الجاهزة لهذا الاستقبال، حتى لو كان صاحب هذه العقلية حاصلًا على الدكتوراه.

عندما كنت فى تنظيم «الإخوان»، وتم القبض على مختار نوح ومجموعة النقابيين والحكم عليهم بالسجن ٣ سنوات، كنت أزورهم دائمًا فى السجن، وسمعت وأنا فى لقاء الأسرة الإخوانية أن المجموعة التى فى السجن نزل عليهم سيدنا محمد وهم مستيقظون، وقال لهم: «اثبتوا فأنتم على حق».

وقد استغربت كثيرًا من هذه القصة، لأننى كنت فى زيارة لهم، ولم يقل لى أحد شيئًا عن هذه القصة، فذهبت لهم ثانى يوم، وقابلت مختار نوح ومحمد بديع ومحمد بشر، وقلت لهم: «بقى كده النبى ينزل عليكم ويقولكم اثبتوا ومحدش يقولى»، قالولى: «نعم!! نزل علينا فين؟!»، فقلت لهم: «نزل عليكم فى الزنزانة»، قالولى: «زنزانة إيه.. إحنا مش قاعدين فى زنزانة واحدة ولا عنبر واحد.. كل اتنين قاعدين فى غرفة فى سجن مزرعة طره.. هينزل علينا إزاى؟!.. هذا الكلام لم يحدث».

وقد وجدت أن هذا الكلام منتشر انتشارًا غريبًا داخل «الإخوان»، والكل يصدقه، وعندما ذهبت إلى لقاء الأسرة فى الأسبوع التالى وقلت لهم: «يا جماعة الكلام الذى قلتوه لم يكن صحيحًا ولم يحدث»، كان رد فعلهم أنهم قالولى: «نعم!.. كيف تكذب هذا الأمر وتكذب أن النبى نزل عليهم؟!».

■ ما تفاصيل لقائك مع عصام العريان أثناء اعتصام «رابعة»؟ 

قابلت عصام العريان داخل أحد المحال، كان هناك لتغيير شريحة الموبايل، وأنا كنت ساكنًا فى مدينة نصر، وعندما رآنى سألته: «إنتوا هتستمروا لحد إمتى فى الحكاية دى؟»... قال لى بنفس التعبير: «إحنا هنرجع للحكم تانى وهنعلقكم على أعواد المشانق، وسيحكم الإسلام مصر».

وكان ردى على «العريان» وقتها: «أنتم تعيشون فى أوهام، وهى أوهام غير حقيقية، الإخوان لم يستطيعوا أن يقرأوا طبيعة الشعب المصرى، وتعاملوا مع المصريين كأنهم أعضاء فى التنظيم، إذا أمروهم لا بد أن يطيعوا، وإذا لم يطيعوا فكأن عضوًا من التنظيم لم يطع، ومن الواجب اتخاذ إجراءاتكم التنظيمية ضده، لم تدركوا أنكم تديرون دولة ولا تديرون تنظيم الإخوان، وبالتالى أخطأتم أخطاء كبيرة، الخصومة فى الماضى كانت تقوم بينكم وبين أنظمة، الآن الخصومة بينكم وبين الشعب».

لماذا يردد «الإخوان» دائمًا أن «الإسلام سيحكم مصر بحكمهم»؟

- الإسلام عقيدة وشريعة وشعائر، فالعقيدة هى أننا نؤمن بالله وكتبه ورسله، ونحن نفعل ذلك، والشعائر هى أننا نصلى ونصوم ونحج، ونحن نقيم الشعائر، والشرائع هى العلاقات بين الناس، والتى من الممكن التدخل فيها للإضافة أو التوضيح حسب تطورات العصر.

الإسلام فيما يتعلق بالمبادئ العليا مُطبق فى مصر، لكن «الإخوان» يعتبرون قطع يد السارق وتقصير الثياب وارتداء غطاء الرأس للرجال أثناء الصلاة من الإسلام!.. فأى إسلام يريدون تطبيقه؟!... إن صلاة الرجل تعتبر باطلة إذا لم يضع غطاءً على رأسه، بحسب فتاوى «الإخوان»؟!

كما أن مذكرات أحمد السكرى مليئة بالوثائق التى تكشف علاقة «الإخوان» بالمخابرات البريطانية، ثم الفرنسية، وأخيرًا الأمريكية.