"إعادة اكتشاف أمريكا".. كتاب يعيد سرد تاريخ الولايات المتحدة

يجادل المؤرخ بجامعة "ييل"؛ نيد بلاك هوك في كتابه الجديد "إعادة اكتشاف أمريكا: الشعوب الأصلية وتفكيك تاريخ الولايات المتحدة" بأن الشعوب الأصلية شكّلت أساسًا في تطور الديمقراطية الأمريكية. 

كيف يمكن لأمة تأسست على أوطان الشعوب الأصلية المجردين من ممتلكاتهم أن تكون الأكثر ديمقراطية في العالم؟ يفتتح هوك كتابه بهذا السؤال ليواجه التاريخ الشائع عن تأسيس الولايات المتحدة وعلاقة  ذلك بالسكان الأصليين.

التطور الأمريكي والسكان الأصليون 

حسبما أوضح موقع "نيويورك تايمز" في مراجعته للكتاب، فإن المؤلف يرفض الأسطورة القائلة بأن الأمريكيين الأصليين وقعوا ضحايا بسرعة وسهولة للغزاة الأوروبيين. بدلاً من ذلك، يؤكد أن الهنود الأمريكيين كانوا مركزيين في كل قرن من تطور الولايات المتحدة التاريخي. 

ويصر هوك على أن تجريد السكان الأصليين من ممتلكاتهم سهّل نمو ديمقراطية الذكور البيض وعبودية الأمريكيين من أصل إفريقي، مما أسهم في تشكيل نموذج أمريكا التاريخي.

يضيف التقرير: في الواقع، يستفيد هذا الكتاب من قراءة بلاك هوك الواسعة والذكية للعديد من العلماء الذين أعادوا، خلال الخمسين عامًا الماضية، الشعوب الأصلية إلى مكانتهم البارزة في تاريخ أمريكي أكمل وأكثر ثراءً.

ويتابع: نعم لا يزال لدينا قصة انتصار للمستوطنين البيض الذين تغلبوا على برية مليئة بالهنود لتحقيق الديمقراطية، لكن هذه الحكاية لا تزال قائمة بالكامل تقريبًا في الثقافة الشعبية وبين أركان السياسة اليمينية والإنترنت، بعيدًا عن المؤرخين الأكاديميين.

التكيف مع التحديات 

في الفصول الأولى، يفتقر كتاب بلاك هوك إلى التماسك والتدفق، ويتأرجح ذهابًا وإيابًا مع الكثير من التكرار حين يتحدث عن القرون الثلاثة الأولى بعد كولومبوس. يروي الكتاب في هذا الصدد قصة مألوفة الآن؛ بدعوى التفوق الديني والثقافي، قام الغزاة الأوروبيون بذبح العديد من الشعوب الأصلية وطردهم من أراضيهم، حصل الغزاة على مساعدة من الأوبئة المدمرة، التي أدت خلال الحقبة الاستعمارية إلى خفض عدد السكان الأصليين بنحو 90%.

وعلى الرغم من الخسائر الفادحة والنهب على طول السواحل، ظل السكان الأصليون يسيطرون على معظم المناطق الداخلية القارية حتى القرن التاسع عشر، واستمروا في التكيف بشكل خلاق مع التحديات الجديدة.

تصور الأسطورة الهنود كشعوب بدائية غير قادرة على التعامل مع الغزاة المزعومين. في الواقع، ابتكر السكان الأصليون طرقًا للحفاظ على هوياتهم المميزة.

ما بعد الفترة الاستعمارية

يكتسب كتاب "إعادة اكتشاف أمريكا" زخماً مع تحرك السرد إلى ما بعد الفترة الاستعمارية وصولاً إلى الثورة الأمريكية. يجد بلاك هوك أن الشعوب الأصلية تشكل أصول الثورة ونتائجها الأساسية ممثلة في دستور فيدرالي لتوحيد 13 ولاية وإدارة توسعها الإقليمي. 

بعد حصولها على الاستقلال، بدأت الدولة الجديدة بالدخول في خلافات على الأراضي الغربية خلال ثمانينيات القرن الثامن عشر، للسيطرة على واضعي اليد ومنع الحروب بين الدول، كان على الأمريكيين التعاون في التوسع الغربي على حساب السكان الأصليين. 

مع وصول سرد بلاك هوك إلى يومنا هذا، يوضح الكاتب كيف استمر الأمريكيون الأصليون في التعبير عن الازدواجية الأساسية في أسلوب حياتهم؛ القدرة على إدارة التغيير مع الحفاظ على الهوية والتقاليد والسيادة.