رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة «الصفدى» لسوريا بعد 12 عامًا.. هل تعود دمشق للحضن العربى؟

بشار الأسد ووزير
بشار الأسد ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي

أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي زيارة إلى سوريا، اليوم الأربعاء، لإظهار التضامن، بعد الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف.

وتعد زيارة الصفدي الأولى منذ سنوات طويلة تقارب الـ12 عامًا منذ بداية الحرب السورية، فهل ستكون زيارة الصفدي بداية لحل الأزمة وعودة سوريا لمحيطها العربي مرة أخرى.

ونرصد من خلال التقرير التالي، من خلال نواب وخبراء سوريين، سيناريوهات الفترة المقبلة عقب زيارة الوزير الصفدي ولقاء الرئيس بشار الأسد.

النائب حسين راغب: الزيارة تأتي ضمن مساعي الأردن لإيجاد حل نهائي للحرب في سوريا

علق النائب السوري حسين راغب، على زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي للأراضي السورية عقب وقوع الزلزال المدمر الذى ضرب سوريا وتركيا الأسبوع الماضي.

وقال «راغب»، إن هذه الزيارة تأتي تتويجًا سياسيًا للعلاقات الإنسانية ووقوف القيادة الأردنية والشعب الأردني الشقيق إلى جانب سوريا منذ اللحظات الأولى للزلزال الكارثي المدمر الذي ضرب سوريا، حيث تم تقديم التعازي للشعب السوري وإرسال مساعدات إنسانية وإغاثية.

وأضاف «راغب»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»،  أن هذه الزيارة تأتي ضمن مساعي الأردن وعدد من الدول العربية لإيجاد حل نهائي وعاجل للحرب في سوريا يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها، ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين، ويخلص سوريا من الإرهاب الذي يشكل خطرًا على الجميع.

وتابع: «نستطيع القول بأن حجم التعاطف العربي رسميًا وشعبيًا تجاه التداعيات الكارثية للزلزال في سوريا، يشير إلى أهمية مكانة سوريا في الوجدان العربي الأصيل، وحرص جميع الأطراف على إنهاء القطيعة مع سوريا، وأن تعود سوريا إلى موقعها الطبيعي والتاريخي ودورها في تعزيز التضامن العربي وتفعيل جهود العمل العربي المشترك في حل القضايا والتحديات التي تواجه الدول العربية برؤية عربية مشتركة وإرادة سياسية عربية موحدة لا تستبعد أي طرف عربي».

السياسي السوري محمد الجفا: الزيارة تحمل رسالة سياسية ذات مغذى كبير 

من جانبه، قال الدكتور محمد كمال الجفا، المحلل السياسي السوري والخبير العسكري: في التوقيت وضمن الظروف التي تمر بها سوريا وبعد حملة التعاطف الدولي مع سوريا وخاصة من معظم شعوب العالم العربي بكل مكوناته وطوائفه وجمعياته ومؤسسات المجتمع المحلي والنقابات- بتنا نتلمس موقفًا جامعًا عربيًا وحتى دوليًا ولأول مرة مع سوريا الدولة والشعب وبدون تفصيل وبدون تحديد لا في الجغرافيا ولا في السياسية، حيث جاءت زيارة الوزير الأردني لسوريا مبنية على قواعد ثابتة ومدعومة بزخم شعبي واسع ومحملة بضوء أخضر سعودي ومصري وخليجي، وربما صمت أمريكي أو أقله عدم ممانعة أو تحذير أمريكي كما كنا نتابعه خلال السنوات السابقة.

وأضاف «الجفا»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»: «صحيح في الإطار العريض هي زيارة تضامن وتعزية وتعاطف ورسالة إنسانية يحملها الصفدى مكلفًا من جلالة الملك عبدالله، لكنها بالمضمون رسالة سياسية ذات مغذى كبير سيبنى عليها خطوات لاحقة مدروسة بعناية سينتج عنها حتمًا حلحلة وتفاهمات في كثير من الملفات الإقليمية والأمنية العالقة بين البلدين والتي تعسر تفكيك طلاسمها بسبب الضغوطات الهائلة التي كان يتعرض لها الأردن خلال السنوات السابقة، إن كان من المحيط العربي أو من الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية».

وأشار «الجفا» إلى أن زلزال سوريا وتركيا أدى إلى انزياحات ضخمة وخطيرة في بنية المنطقة بأكملها من الناحية الجيولوجية لكنه سبب أيضًا في حدوث انزياحات كبيرة في المواقف والتحالفات والتكتلات السياسية في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بمواقف دول المنطقة مما جرى في سوريا وانزياح محيطها العربي بأكمله إلى جانب المعارضة السورية وتطبيق حصار شامل وقاسي على قسم من الشعب السوري، والذي هو داعم وحاضن وحامي لأسس الدولة السورية، وعلى النقيض وفي الطرف الآخر من حواضن المعارضة السورية كانت أبواب الجنة مفتوحة أمام المكونات العسكرية والسياسية والشعبية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المسلحة خلال أكثر من 12 عامًا.

وأوضح أن: اليوم هناك رؤية جديدة ومقاربة جديدة وإعادة تقييم جديد لكل دول العالم فيما يتعلق بموقفها من القيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، وبالتالي زلزال سوريا أحدث انزياحًا سياسيًا وإنسانيًا وشعبيًا اتجاه التعاون مع سوريا كدولة ومؤسسات وجيش يرأسها رئيس شرعي حارب لمدة اثنى عشر عامًا حاميًا لشرعية حقيقية حاولت منه دول ما يسمى أصدقاء الشعب السوري انتزاعها بناء على مخطط أمريكي إسرائيلي رفع شعار الربيع العربي لتقسيم وتدمير وتفتيت محيطنا العربي بأكمله.

وتابع: الوزير الأردني حط رحاله في ضيافة الرئيس الأسد، وكانت علامات الحفاوة والاستقبال والحميمية واضحة على غير العادة، وحمل الوزير الأردني رسالة الرئيس الأسد إلى كل دول العالم العربي وغيرها بأن سوريا ترحب بكل المواقف الإيجابية لجميع دول العالم، وهي مفتوحة على الجميع، وبالتالي سقطت كل الخطوط الحمراء والعراقيل التي وضعت لمنع التواصل أو الاعتراف أو التنسيق مع سوريا كدولة مستقلة ذات سيادة تتمتع باستقلالية قرارها المحلي والخارجي، مترافق مع إهمال واضح وراسخ من كل دول العالم لكل قيادات ما يسمى المعارضات السورية المتفتتة والمنتشرة في عشرات الدول والتي لم تجلب إلا الويلات للشعب السوري.

وأكد «الجفا»: أن سوريا في قلب العالم العربي ولم تخرج منه حتى تعود، بل نتيجة مواقف سياسية ومشاريع غربية وأمريكية فرضت على المنطقة ونجحت في تونس وليبيا، وفي مصر تحطمت أو ربما فشلت في آخر محطة وصل إليها الربيع العربي، وأصبحت عملية الاستمرار فيها ضربًا من الانتحار لكل دول المنطقة وكارثة اقتصادية واجتماعية وديمغرافية، وبالتالي جاء الزلزال الإلهي في لحظة يحتاج فيها الجميع لصدمة إلهية للعبور والخلاص من هذه العشرية السوداء التي اجتاحت عالمنا العربي.

واختتم: «نحن على أعتاب مرحلة جديدة وتاريخية لم يصنعها حكام العالم لكن كانت بقرار إلهي رباني ستساعد الجميع على الخروج من هذا المستنقع الذي أتعب وأرهق الجميع».