رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرائم الحزب والجماعة ... «7»


كشفت جماعة الإخوان عن كراهيتها العميقة للقضاء المصرى، رغم أن هذا القضاء نفسه هوالذى كان يحميها من جميع الأنظمة وعلى مر كل العصور!!

وفى لحظات من الأزمة التى تفجرت عندما رفعت الجماعة السيوف... تريد ذبح العدالة وجه المستشار «أحمد الزند» الدعوة لبعض رموز الحركة الوطنية من كل الاتجاهات لحضور الجمعية العمومية للقضاة وبحضور ممثل عن القضاء الدولى.. كانت جماعة الإخوان قد استولت على التشريع ورئاسة الدولة نفسها..

كان المخطط هو إزالة جميع مؤسسات الدولة وأخونتها، كانت السلطة القضائية أهم السلطات أمام الجماعة، وكان لابد من السيطرة على هذه السلطة بكل الطرق حتى يتم السيطرة على جميع سلطات الدولة.. كونت الجماعة مجموعة متوحشة تحتوى فى صدورها على جبال من الكراهية والانتقام الشديد حيال السلطة القضائية..

توصلت هذه الجماعة إلى توجيه ضربة للقضاء المصرى بذبح شيوخ القضاء نفسه، كانت ساحة الإعدام داخل قانون السلطة القضائية وتحدد الهدف بإنهاء خدمة كل القضاة بعد سن الستين حتى السبعين وعددهم حوالى ثلاثة آلاف من المستشارين وهم يمثلون جميع المحاكم العليا واستبدالهم بعناصر إخوانية من خارج القضاء، حتى يتم أخونة السلطة القضائية وتصبح المحاكم بجميع درجاتها تخضع لجماعة الإخوان.. وفى الوقت نفسه هناك وزير عدل متأخون وشقيقه نائب لرئيس الجمهورية، بالإضافة إلى نائب عام إخوانى أصيل!!

وفى ظل هذه الأجواء انعقدت الجمعية العمومية للقضاء المصرى ، كنت أحد من وجهت لهم الدعوة وحضرت الجمعية بل ووجهت لى الدعوة لإلقاء كلمة أمام القضاء المصرى، صعدت إلى المنصة وأنا فى حالة خجل شديد من كلمات رئيس نادى القضاة عنى وهويقدمنى للقضاة، وجهت أولى كلماتى بالاعتذار للقضاء المصرى، لأننى أتحدث من منصة تعلو عن مقاعد جلوس القضاة أنفسهم مما جعل القاعة تصفق طويلا سألت ـ ما هوالموقف من برويز مصر بعد أن تم سجن برويز مشرف باكستان بتهمة إهانة القضاة؟ وما عقاب من أصدر الأوامر بحصار المحكمة الدستورية العليا ومنعها من إصدار أحكام تحل مجلس شورى الإخوان، ولجنة صياغة الدستور؟ كانت القاعة تصفق طويلا كلما تحدثت دفاعا عن هذه السلطة القضائية وانشغل القاضى الأجنبى ممثل القضاة الدولى بـكتابة ملاحظات عما أقول..

وفى نهاية كلمتى عرض المستشار «أحمد الزند» قرارا للتصويت عليه بمنحى عضوية شرفية لنادى القضاه وعرض القرار للتصويت برفع الأيدى لم يكتف القضاة برفع الأيدى، بل وقفوا فى تصفيق طويل.. وتمر الأيام وتسقط جماعة الإخوان ويصبح ساكن قصر الاتحادية وجماعته نزلاء فى كل السجون، وهم الآن تحت حماية العدالة التى أرادوا ذبحها !! وأصبح فى العالم رئيسان متهمان بإهانة القضاة فى مصر وباكستان!! إننى أقول هذا من واقع ما تم كى يعلم الجميع إن جماعة الإخوان كان مشروعها هو تدمير الدولة المصرية وسحق جميع مؤسساتها.. هذه هى وحشية الجماعة حيال العدالة نفسها فماذا كانت ستفعل مع كل المواطنين والطبقات؟ إن حماية السلطة القضائية إنما هى حماية للوطن نفسه فقد صمدت هذه السلطة فى وجه جماعة متوحشة تملك السلطة التنفيذية بكل ما لديها من قوة.. لكن القضاء المصرى كان أقوى ولم تستطع الجماعة أن تفهم إن العدالة لا تتجزأ.. وسقط مشروع جماعة الإخوان وبقى القضاء المصرى يحمى كل الفئات حتى جماعة الإخوان نفسها!!