رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حان وقت العمل


يقتل بعضنا بعضا لصالح الغرب.. يتآمر بعضنا على بعض لصالح الغرب.. يخون بعضنا بعضا لصالح الغرب.. باختصار هم يحاولون بمساعدة عملائهم من أبناء جلدتنا.. محو تاريخنا وطمس جغرافيتنا.

سيدى الرئيس مع وصولك لسدة الحكم فى هذا التوقيت الفارق من عمر المحروسة، وبعد ثلاث سنوات عجاف أكلت ما تبقى من الأخضر واليابس، بات السواد الأعظم ممن أحبوك ووثقوا فيك ومنحوك أصواتهم يحلمون بما نص عليه الدستور من مأكل وملبس ومشرب ومسكن وصحة وتعليم وعمل وأمن وأمان وحقوق سياسية و...

سيدى الرئيس الجميع الآن مستعد للعمل والإنتاج باستثناء قلة قليلة ستعرف قدرك وإخلاصك بعد ذلك.. لكن السؤال المطروح هنا هو: من أين أبدأ وكيف وأنا العاطل الذى أبحث عن فرصة عمل منذ سنين ولم أجدها؟.. وما ينطبق على العاطل يشمل المريض والمسن والمطلقة والأرملة والعانس وأصحاب الحالات الخاصة و...

من وجهة نظر العبد الفقير إلى ربه واستنادا إلى كلام خبراء علماء مصر فى شتى المجالات.. فنحن أثرياء جدا بما نمتلكه من ثروات منهوبة لصالح شخصيات معروفة تعد على أصابع اليد.. هذا إلى جانب ما يتقاضاه مستشارو القطاع العام وأصحاب الحد الأقصى من أموال وامتيازات على حساب الفقراء دون وجه حق.. ويؤكد الخبراء والعلماء أن رجوع الثروات المنهوبة ووقف اغتصاب أموال القطاع العام سينهض بالاقتصاد المصرى ويلبى جميع مطالب ثورتى 25 يناير و30 يونيو وعلى رأسها العدالة الاجتماعية.

سيدى الرئيس .. نعلم جيدا أن المسئولية جسيمة .. لكن هذا هو قدرك ولابد أن تقابل هذا بإيمان قوى وعزيمة لا تلين.. فأنت صاحب رسالة ولن يخزيك الله أبدا.. ولتعلم أنه حينما تلتحم الجيوش فى ساحات القتال فإنها لا تكون أفراداً تتقاتل.. وإنما حضارات ومبادئ ومُثل وسلوكيات ومعتقدات وأفكار تلتحم ليمتحن الله أيها قد صنع إنسانا أقوى وأفضل وأكثر علما وأعمق محبة.. وحينما حارب المسلمون فى معارك: بدر والخندق وتبوك وأحد والقادسية واليرموك، مشركى الجزيرة وعمالقة الفرس والروم.. فإنهم لم يكونوا مجرد فرسان يستعرضون شجاعتهم.. بل كانوا أصحاب رسالة وممثلى حضارة جديدة تحمل كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

لم يخونوا ولم يكذبوا أو يتآمروا.. بل كانوا يحملون إلى الناس جميع مبادئ التوحيد وحقوق الإنسان وقدسية العلم ومشعل الحرية وحكم الشورى ومكارم الأخلاق.. فجاءت النتيجة الحاسمة من رب السماء لصالح المسلمين عندما صرعوا الحضارتين الرومية والفارسية صاحبتى القوة العملاقة والتيجان اللامعة على الرءوس الجوفاء والقلوب القاسية الخاوية من معرفة الله.

سيدى الرئيس.. مما سبق أذكرك ونفسى وغيرى أن حضارتنا فى الوقت الراهن بلغت أدنى درجات الضعف وفقدت العديد من مقوماتها.. فى حين تتربع الحضارة الغربية على عرش الاقتصاد والعلم والتكنولوجيا.. وقد استطاعوا «دق الأسافين» فيما بيننا حتى وصلنا إلى ما نحن فيه.. يقتل بعضنا بعضا لصالح الغرب.. يتآمر بعضنا على بعض لصالح الغرب.. يخون بعضنا بعضا لصالح الغرب.. باختصار هم يحاولون بمساعدة عملائهم من أبناء جلدتنا.. محو تاريخنا وطمس جغرافيتنا.. لذا فإن أمل العرب والمسلمين معقود الآن على مصر وعليك سيدى الرئيس فى وأد هذا الضياع الذى أرخى ظلاله على ليبيا وتونس والعراق واليمن والسودان.. حفظ الله مصر وسدد على طريق الحق خطاك.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.