رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإرهاب الفكري».. زين العابدين فؤاد: مع عودة دعاوى الحسبة يصبح السلفيون أشد خطورة من الإخوان

جريدة الدستور

علّق الشاعر الكبير «زين العابدين فؤاد» على ما تعرضت له الشاعرة أمينة عبدالله والشاعر الشاب إسلام نوار من تهم بالتكفير وخدش الحياء العام٬ من قبل أحد الحاضرين في ختام مهرجان طنطا الدولي للشعر، قائلا: "لقد استبدلنا جماعة الإخوان الإرهابية بالسلفيين، وهم أشد خطورة، فهم من يكفّرون المسيحيين ويمنعونهم من الصلاة أو إقامة كنائس، وحتى مع بناء كنائس يشترط ألا يرفع عليها صليب أو تكون لها قبة٬ ويرفضون الترحم على أي شهيد مسيحي وهو يدافع عن المرضي في وباء كورونا٬ أو عن أي مقاتل مصري عظيم استشهد وهو يدافع عن مصر في 1973 والآن في سيناء أو غيرها".

وتابع زين العابدين، في تصريحات خاصة لـ"أمان": "هذا المسلسل الطويل في فرض الآراء الخاطئة باسم الدين يستمر في اتجاه الإرهاب الفكري والمبدعين والمفكرين٬ وهو ما شاهدناه في مصر في حملات واسعة٬ في قضايا التفريق بين الأزواج بدعوى أن أحد الطرفين كافر٬ والتي شملت مائة مفكر مصري٬ من بينهم أسامة أنور عكاشة٬ ونجيب محفوظ كانت الدعوى ضده للتفريق بينه وبين زوجته في مدينة دمنهور، وأساتذة الفلسفة في الجامعات".

وأضاف: "الآن يتم استخدام منصة الخطابة الدينية أو وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض على الناس ومخاطبة النائب العام وتقديم بلاغات للتحريض على المفكرين والمبدعين في إحياء لقانون الحسبة من جديد، وهو مسار متواصل٬ يتوقف حينا لكنه متواجد دائما".

وأردف زين العابدين: ما نشرته جريدتكم بعنوان "تكفير وتنمر بشاعرة وألفاظ فاحشة.. ملخص «حرب البوستات» في مهرجان طنطا للشعر" يعد نقلة خطيرة جدا ليس فقط فيما يخص قصيدة٬ إنما يمثل تحريضا على قتل شاعر وشاعرة «أمينة عبدالله وإسلام نوار»، وما جاء في تحريض المدعو البيومي محمد عوض فيه تحريض على عقاب الشاعرين، ليس تحريضا قانونيا فقط وإنما أيضا تحريض شعبي٬ فكلمة "التحريض الشعبي" التي استخدمها تدعو وتحرض أي شخص أو بلطجي ليضرب أيا من الشاعرين، لتتكرر قضية فرج فودة والاعتداء على نجيب محفوظ، أو الشهيد المغربي "عمر بن جلون" عندما حرض شيخ سلفي على قتله فاستشهد على يد شخص ضربه بسيخ حديد وخنجر في ظهره٬ وعندما قبض عليه، وفي التحقيق معه قال إنه يكتب ضد الإسلام٬ وعند سؤاله: ماذا قرأت له؟ قال: لا أعرف القراءة- وقعت جريمة اغتيال المفكر المغربي عمر بن جلون في المغرب عام 1975، وقد مات قاتله في السجن فحفظت القضية دون أن يعرف من الذي حرضه على قتل بن جلون.

وتابع: "تكرر الأمر في مصر أيضا مع الشخص الذي طعن نجيب محفوظ في رقبته وكاد يقتله٬ والشخص الذي أطلق النار علي فرج فودة وقتله٬ واليوم، وبعد ما حدث في مهرجان طنطا الشعري، نجد لدينا أناسا يدعون ويحرضون على تكرار هذا السيناريو أو الفعل الإرهابي".

واختتم زين متسائلا: هل التحريض على ما كتبه الشاعران ورفضه بحجة أنه يخدش الحياء أو أنه كفر، هل هذه معايير نقدية أم معايير استخدام الدين لأغراض أخرى؟ وهل أصبح الدين وسيلة القتل الشرعي؟ للأسف هذا النمط موجود منذ زمن.. أذكر أن الشاعر "صالح جودت" كان يصف شعراء العامية بأنهم "قرامزة حمر"، أي أنهم شعراء شيوعيون ويجب قتلهم٬ وهو ما يتكرر اليوم بواقعة الشاعرين إسلام وأمينة٬ لذا يجب أن نتصدى لهذا التحريض، فلا يمكن أن نحارب إرهاب الجماعات التكفيرية والمتطرفة ونترك الإرهاب الفكري.