رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتنة المدخلي والجابري تمتد لإغلاق الموقع السلفي الأشهر في الجزائر

أرشيفية
أرشيفية

اشتعلت أزمة جديدة داخل التيار السلفي في الجزائر بسبب الصراع حول ملكية منتديات التصفية والتربية التي يشرف عليها الداعية الشيخ لزهر سنيقرة، والتي تعد من أكبر المنتديات السلفية في الجزائر وفي العالم الإسلامي، على خلفية الفتوى التي أصدرها الداعية السعودي عبيد الجابري على موقع شبكة سحاب السلفية الممولة من "قطر" والتابعة للشيخ ربيع بن هادي المدخلي، زعيم التيار المدخلي.

ونشرت إدارة موقع التصفية والتربية رسالة على الصفحة الرئيسية قالت فيها: "عفواً، المنتديات مغلقة لتصحيح سيرها ومراقبة بعض مواضيعها، لن يستغرق الأمر طويلاً بإذن الله".

فتوى عبيد الجابري

وجاء إغلاق الموقع السلفي الأشهر في الجزائر؛ استجابة لفتوى طلبها تقنيّو الموقع من الشيخ عبيد الجابري الأسبوع الماضي قالوا فيها:

"فضيلة الشيخ نحن الأعضاء المؤسسون لمنتديات التصفية والتربية قمنا بإنشاء هذه المنتديات سنة 1427 للهجرة الموافق لعام 2007 ميلادي، وقمنا على مصاريف المنتدى بالكامل من أول يوم، وبعد حوالي ثلاث سنوات، أي سنة 1430 للهجرة، وبعد عدة اجتماعات تم الاتفاق على أن يشرف على المنتدى الإشراف العلمي كل من الشيخ لزهر سنيقرة والشيخ عبد المجيد جمعة، وباشرنا العمل، واستمر الأمر حتى سنة 2013 للميلادي، حيث انضم الأخ صهيب إلى الأعضاء التقنيين، ومن يوم تأسيس المنتديات لم يدفع الشيخ لزهر سنيقرة حقوق الاستضافة إلا سنتي 1436 ،1437 الموافق لـ 2015، 2016ميلادي، وأما قبل ذلك فكان الأعضاء المؤسسون هم من يدفعون الحقوق، وفي سنتي 1438، 1439 الموافق لـ 2017، 2018 دفع أخونا صهيب الحقوق عن طريق أحد المحسنين، هذا وإن الشيخ لزهر سنيقرة بعدما عزلنا نحن المؤسسين ظلما وعدوانا، قد انحرف بمنتديات التصفية والتربية فجعلها حربا على أهل السنة السلفيين، فبدأ بحذف نصائح العلماء الداعية للم الشمل ورأب الصدع، وفتح الباب أمام تصدر الشباب الصغار والمجاهيل من أصحاب الأسماء المستعارة للكلام في الفتن بمباركة منه لذلك.

الجابري يصف سنيقرة وأتباعه بالرافضة

وجاء رد الشيخ الجابري مؤيدا لموقف المؤسسين وأفتاهم بضرورة التمسك باسترداد الموقع، وقال في الفتوى:
"يجب عليهم صيانة ما أنشأوه، صيانة الموقع الذي أنشأوه، يجب عليهم هذا، حتى لا يتداوله المنحرفون، نعم ويعبثوا به، يجب عليهم".

وأشار الجابري في فتواه إلى أن أتباع الشيخ لزهر سنيقرة انحرفوا بالموقع عن المقصود منه، وقال: "فهؤلاء الذين انحرفوا بالموقع عما أسس له، ومن أجله من التربية والتصفية أعني على وفق الكتاب والسنة فليسوا على شيء...".

وأضاف: "هذه الفئة فيها شبه من الرافضة، الرافضة عندهم مقولة وهي: "أن أهل البيت أدرى بمن فيه، فهذه الفرقة التي ذكرت في السؤال فيها شبه من الرافضة من هذا الوجه، ولست أعني أنهم رافضة، لكن تشبيه المقولة بالمقولة.

فأقول لكم يا أبنائي في الجزائر وحيث ما كنتم، استعينوا بالله واصبروا وردوا عليهم، ولا تخشوا في الله لومة لائم".

ردود الشيخ سنيقرة

وبعد الفتوى مباشرة استطاع التقنيون استرداد الموقع من جديد، مما زاد من حالة الانقسام المشتعلة بين السلفيين في الجزائر، واشتعلت حالة الحرب الكلامية والتراشق بالألفاظ والسباب بين السلفيين في الجزائر.

واتهم سنيقرة مؤسسي الموقع بأنهم سرقوه وأصدر بيانا استنكر فيه بشدة مزاعم التقنيين الذين أسسوا المنتدى قال فيه:

"أطالب التقنيين بإرجاع المنتدي وجميع ملحقاته فهو لم يسهم فيها براي ولا فلس، إن كان يقصد الموقع والمركز والإذاعة وحساب التويتر والفايسبوك والتليجرام... فليس من العقل بله الشرع والدين أن يطالب فيها، وليس له فيها ناقة ولا جمل، فما أسست هذه اللواحق إلا بعد انسحابه وتخليه عن المنتدى...".

وتابع: " لم أدع يوما أني المالك لهذه المنتديات، بل هي ملك لجميع أعضائها والمشاركين فيها، بل هي ملك لجميع إخواننا السلفيين من المتابعين لها في ربوع العالم الإسلامي ومع إشرافنا على هذه المنتديات اكتسبت مصداقية وقبولا عند إخواننا السلفيينن بل حتى عند بعض مشايخنا، وأسهمت لسنوات في نشر الخير، والدعوة إلى هذا المنهج بوسطية أهل السنة والجماعة، وكنت المشرف على المنتدى ومن يتكفل بجميع مصاريفه بعدها انتقلنا من المنتدى إلى الموقع، أي موقع التصفية والتربية، الذي فتحنا له مقرا، ووظفنا فيه مشرفينا، وخصصت لهم رواتب، إضافة إلى المصاريف الأخرى كتأجير الموقع الذي كنا ندفعه منذ ذلك الحين خلافا لما ادعاه الخائن".

ونشر لزهر سنيقرة تدوينة على صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم الثلاثاء 24 يوليو، طالب فيها مريديه بالخروج من الحسابات القديمة، قال فيها: " نرجو من إخواننا الأوفياء الخروج من حسابات التصفية القديمة المسروقة، والدخول على الجديدة" ونشر حسابات المنتدى الجديدة ومنها قناة التصفية الرسمية والمنتدي الجديد.

خلافات قديمة خلف الفتنة الحالية

وتأتي الفتوى في إطار الصراع المشتعل بين الشيخ الأزهر سنيقرة، وأتباع الشيخ عبيد والشيخ ربيع بن هادي المدخلي في الجزائر، الذي بدأ منذ ما يزيد على عام، حول خلافات في بعض المسائل الفقهية، والمواقف الشخصية والطعن المتبادل بين الطرفين.

وكان موقع "كل السلفيين" التابع للداعية الأردني علي الحلبي، ساهم بدوره في إزكاء هذه المعركة، ونشر تسجيلا صوتيا منسوبا للشيخ الأزهر سنيقرة يطعن فيه في الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، أكد فيه أنه يزكي من لا يعرف، وأن بطانته يتحكمون فيه، وينشرون له باسمه بدون علمه ولا إذنه، مشيرا إلى أن الشيخ ربيع اعترف بذلك.