المشروعات الصغيرة.. أمل مصر الجديدة «2»

الدكتور - عبد العزيز على حسن

لا شك عندى أن العالم المتقدم قد بدأ رحلة النهوض والتقدم من خلال قاطرة الصناعات الصغيرة وهاكم اليابان والصين والهند ودول النمور وغيرها شاهدة على هذا الذى أقول. ولا حيلة ولا وسيلة لمصر الجديدة ولمشروع النهضة

الذى يتبناه السيد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية للتقدم والنهوض إلا بتشجيع الصناعات الصغيرة وحل جميع مشكلاتها التمويلية والبشرية والإنتاجية والتسويقية والتحديات التى تقف حجر عثرة أمام نهضة الصناعات الصغيرة حتى يترك العنان لهذا القطاع الاقتصادى الحيوى الذى يساهم فى حل الكثير من المشكلات الاقتصادية فى مصر وأهمها حل مشكلات البطالة والفقر ونقص الإنتاج وزيادة الواردات وقلة الصادرات وغيرها. لذلك أرى أن يطلق العنان لرجل الأعمال الكامن داخل كل فرد فى الشعب المصرى عامة وخريجى الجامعات والمعاهد والمدارس الفنية بصفة خاصة.

عزيزتى القارئة وعزيزى القارئ، هل تفكر فى أن تبدأ مشروعك الخاص؟ هنيئا لك على ذلك! فأنت بصدد الإقلاع فى أكثر الرحلات إثارة وتحدياً وإفادة وإحباطا بل ومكافأة مجزية أيضاً. وعلى أى حال قبل أن تقلع فى هذه الرحلة أدعو الله لك بالتوفيق وأن يجعل رحلتك تتميز بالثراء والإثمار لك ولمصرنا الحبيبة الجديدة التى نتمنى لها كل تقدم وإزدهار بصفة عامة وفى عالم الصناعات الصغيرة بصفة خاصة. إذا كنت تحلم بأن يكون لك فى يوم من الأيام مشروع خاص بك فأنت لست الوحيد، فالملايين يشاركونك هذا الحلم، وهذه هى المقالة الثانية ضمن هذه السلسلة التى نتناولها من خلال منبر «الدستور» والتى سوف تساعدك على النجاح فى تحقيق هذا الحلم الجميل. وإذا كنت قد قلت يوما ما: «أود أن يكون لدى مشروعى الخاص» أو أن أحد الأمور التى تعيقك عن إطلاق مشروعك أنك لست متأكدا من المشروع المناسب الذى تبدأ فيه. أو أن لديك بضعة أفكار جادة لمشاريع مختلفة، لكنك لا تعرف كيف تختار أحدها وتشرع فى تنفيذه. أو أنه ليست لديك أى فكرة على الإطلاق أى مشروع تبدأ فيه، وأى منها يناسبك ويناسب احتياجاتك ونمط شخصيتك واهتماماتك وموقفك المالى وأهدافك. أو أن لديك فكرة خاصة بمشروع لكن ترغب فى التأكد أنه المشروع المناسب قبل أن تخطو الخطوة الأولى وتقدم التزامات. أو إذا كنت فى نقطة تحول لحياتك أو لطريقك المهنى وتبحث عن توجيه. أو أن أصدقاءك وأفراد أسرتك يواصلون اقتراح أفكار للمشاريع عليك، لكن لا شئ منها يبدو مناسباً لك.

أو إذا كنت خريجاً حديث التخرج وتريد أن تقرر ما إذا كنت ستدخل مشروعا خاصاً بك أم تبحث عن وظيفة. إذا كنت كل ما سبق أعرض لك 7 خطوات عملية لاكتشاف المشروع المثالى لك. الخطوة الأولى ــ اكتشف طرازك الخاص: حدد إلى أى طراز من طرز المشتغلين بالأعمال الحرة تنتمى. لكى تحدد طرازك الخاص فلتجر على نفسك إختباراً شخصياً لتحديد طرازك كرجل أعمال حرة. بعد إجراء الإختبار ستكتشف الشخصية الحقيقية لرجل الأعمال الكامن داخلك، وسيتضح لك أى طراز من الطرز التسعة يصف نمطك كرجل أعمال بصورة أفضل وسوف نعرض لك فى مقال لاحق هذه الطرز التسعة وكيفية إجراء الإختبار.

الخطوة الثانية ــ حدد طموحاتك: قم بتحديد أهدافك المالية وتطلعاتك فى العمل. ماذا تريد أن تحقق؟ ما مقدار المال الذى تريد أن تربحه؟ ما مفهومك للنجاح؟ الخطوة الثالثة- تعرف على مواهبك وهواياتك: إمتحن قدراتك واهتماماتك. بالطبع أنت ترغب فى عمل تجده محفزاً ومميزاً. يمكنك أن تكون منافساً من العيار الثقيل إذا كان لديك بالفعل خبرة وتجارب سابقة فى المجال الذى اخترته. سوف نساعدك فى أن تقدر وتقيم وتتذكر مواهبك وهواياتك. بعد أن تقيم هواياتك ومواهبك عليك أن تربطها وتستفيد منها فى المشروع أو العمل الحر المحتمل.

الخطوة الرابعة ــ تتبع خطوات النجاح: اكتشف أين وجد الآخرون النجاح. تعرف على الأعمال التى يمكن أن تلقى نجاحاً على أرض الواقع. قد يكون من المدهش لك معرفة أنواع الأعمال التى تنمو وتتطور لتحذو حذوها. وتلك التى تفشل لتتجنب أسبابها. تعلم أفضل الأعمال وأفضل التطبيقات لرجال الأعمال الناجحين للإقتداء بها.

الخطوة الخامسة ــ اكتشف خياراتك: اكتشف قطاعات العمل المختلفة والصناعات والمشروعات التجارية ذات النوعيات الخاصة. ألق نظرة فاحصة دقيقة على بعض الأعمال المفضلة لرجال الأعمال الحرة المبتدئين. تعرف على التكلفة المادية والوقت الذى تستهلكه تلك الأعمال والمشروعات. حدد مقدار النجاح المتوقع لكل من هذه المشروعات. أحصل على المئات من الأفكار عن المشروعات الأخرى.

الخطوة السادسة ــ حدد النشاط الملائم لك: اختر العمل الملائم لكفاءتك. يمكنك أن تزيد من فرص نجاحك عن طريق توجيه كل اهتمامك نحو هدف معين محدد (هدف ذكى). تعلم كيف تقسم قاعدة العملاء إلى شرائح (تجزئة السوق). إختر شريحة العملاء أو القطاع السوقى الذى يحقق لك التميز عن منافسيك. الخطوة السابعة ــ صنف وقيم ملامح مشروعك: رتب وقيم فرص المشروعات التى أمامك. بعد هذه الخطوة تكون قد حددت عددا من الأفكار الواقعية لمشروع المستقبل. نحن نساعدك على الاختيار من بين هذه المشروعات على ضوء قمة إهتماماتك. نساعدك على ترتيب أولويتك من المشروعات البديلة باختيار المشروع الذى يحقق لك حلم حياتك. بيدك أن تصنع مستقبلك وتحقق حلم حياتك.

وأخيراً أذكرك بالحكمة التى تقول: «ومن يخش صعود الجبال يبقى أبد الدهر بين الحفر» خالص تمنياتى بالتوفيق والنجاح فى عالم الأعمال.. وإلى لقاء قادم ومقالة جديدة فى المشروعات الصغيرة أمل مصر الجديدة. والله من وراء القصد.

■ أستاذ الإدارة – جامعة المنصورة