رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون: «الحرب العالمية الثالثة» مستبعدة.. والغرب سيكتفى بمعاقبة بوتين اقتصاديًا

اوكرانيا
اوكرانيا

استبعد محللون وخبراء فى الشأن الدولى تصاعد الأوضاع دوليًا لدرجة الوصول إلى «حرب عالمية ثالثة»، إثر العملية العسكرية الموسعة التى شنتها روسيا ضد أوكرانيا، صباح أمس، مشددين على أن موسكو تنتظرها حزمة جديدة من العقوبات المشددة، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى.

طارق فهمى:موسكو تخطط للتوسع فى القوقاز والسيطرة على البحر الأسود

قال طارق فهمى، نائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط أستاذ العلوم السياسية، إن العملية العسكرية الروسية ستترتب عليها تبعات جديدة فى منطقة القوقاز والمناطق المجاورة لها خلال الفترة المقبلة.

وأضاف: «من الواضح أن العمل العسكرى لا يستهدف أوكرانيا فقط، وأن هناك مخططًا روسيًا متكاملًا هدفه حماية الأمن القومى الروسى بالتمدد فى مناطق القوقاز، ما سيعنى أنه سيتجاوز أوكرانيا ليمتد إلى منطقة البحر الأسود، وهى منطقة نفوذ كامل للجانب الروسى، وبالتالى سيكون للعملية العسكرية تأثير خطير على أمن المنطقة بالكامل».

وواصل: «المخاوف هنا مما سيجرى على الأرض من الجانب الآخر، فهناك سيناريو غربى لإدارة الأزمة، وهو الذهاب إلى مجلس الأمن، الأمر الذى شاهدناه، فجر أمس الأول، فى جلسة ليس بها جديد ولا مشروع قرار، بل تصريحات وإدانات متكررة».

وأكمل: «من الواضح أن هناك تنسيقًا روسيًا صينيًا فى الأزمة، ينطلق من دعم بكين تحركات موسكو فى أوكرانيا، كما أن الجانب الروسى يستثمر فى الخلافات الألمانية الفرنسية مع الجانب الأمريكى، والقرار الذى أصدرته ألمانيا بتجميد التصديق على مشروع مد خط الغاز الروسى (ستريم) يبدو أنه تجميد على الورق فقط». وتوقع أن تكون حزمة العقوبات الأمريكية محدودة بالرغم من كل ما يُعلن، خاصة التهديد بطرد روسيا من النظام المركزى العالمى لتنفيذ الحوالات المالية المتبادلة بين البنوك إلكترونيًا، المعروف بـ«السويفت».

وبيّن أن خطوة مثل هذه تضر بالشركات الأمريكية والألمانية والفرنسية أيضًا، لأن القضية هنا تتعلق بنظام نقدى عالمى، متابعًا: «لا أعتقد أن يلجأ الأمريكان إلى تفعيل هذا التهديد إلا بعد التيقن من أن العملية العسكرية الروسية شاملة».

وبالنسبة للتداعيات على منطقة الشرق الأوسط، قال أستاذ العلوم السياسية: «التكلفة ستكون باهظة، وليست مقتصرة على سلاسل الإمداد بالغذاء أو القمح تحديدًا، لكن هناك تداعيات أخرى على الدول العربية المؤيدة للجانب الروسى فى علاقاتها بأمريكا والاتحاد الأوروبى». وأضاف: «التأثيرات السلبية لا تقتصر على الشرق الأوسط، بل ستمتد فى جنوب شرق آسيا وجنوب المتوسط، كما أن الأمر الآخر الأخطر هو التأثير على التحالفات العسكرية، لأن العودة للفضاء السوفيتى الذى يريد الروس العودة له أمر يهدد استقرار العالم».

مهدى عفيفى: واشنطن لا تستطيع دخول أى معركة 

قال مهدى عفيفى، المحلل السياسى العضو بالحزب الجمهورى الأمريكى، إن الولايات المتحدة تعهدت لأوكرانيا بدعمها بجميع السبل، لكنها لا تستطيع دخول معركة فى كييف؛ فى ظل أن الأخيرة ليست من دول حلف «الناتو» الدفاعى الذى يضم ثلاثين عضوًا.

وأضاف: «الأمر سيقتصر على العقوبات الاقتصادية التى يفرضها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى، وهى مهمة جدًا ومؤثرة للغاية، فقد انهارت السوق المالية فى موسكو بالفعل بنسبة ٤٥٪»، متابعًا: «الولايات المتحدة تعمل مع الحلفاء لممارسة جميع الضغوطات غير المسبوقة على روسيا، لوقف تمدد العملية العسكرية فى أوكرانيا».

محمد منصور:اختبار لـ«الناتو».. وتكراره فى تايوان وارد

أوضح محمد منصور، الباحث فى المركز المصرى للبحوث والدراسات، أن ردود الفعل الدولية والإقليمية لا تزال تدور فى فلك العقوبات الاقتصادية، مع استبعاد التدخل العسكرى المباشر أو غير المباشر، عملًا بما تعهدت به واشنطن وحلف «الناتو» سابقًا، بتأكيد أنه لا توجد نوايا للتدخل العسكرى ضد روسيا فى أوكرانيا. وأضاف «منصور»: «ستبقى الحالة الأوكرانية الحالية عامل ضغط على حلف الناتو، واختبارًا حقيقيًا لقدراته وقوته وتأثيره عالميًا، لأنه سيجد نفسه فى حالة ضعف مماثلة لما كان الحال عليه خلال أزمة ٢٠٠٨ فى جورجيا، وخلال ضم شبه جزيرة القرم عام ٢٠١٤، كما ستجد الولايات المتحدة نفسها أمام احتمالية قوية لإقدام الصين على وثبة عسكرية مماثلة فى تايوان.

محمود قاسم:هجمة خاطفة للحصول على مكاسب وأوراق ضغط 

رأى محمود قاسم، الباحث فى برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن التصعيد الأخير يضع العالم أمام عدد من المسارات خلال الأيام المقبلة، أولها هو مسار «الحرب الخاطفة»، بحيث يمكن أن تظل هجمات روسيا فى حدودها الحالية دون التمدد خارج إقليم «دونباس»، وأن يكون الاستهداف الروسى للبنية التحتية العسكرية لأوكرانيا مجرد محاولات لتحييد رد الفعل الأوكرانى، وتقييد فرص تقديم دعم للقوات الأوكرانية فى هذا الإقليم. والسيناريو الثانى هو مسار الغزو الكامل لأوكرانيا، لكن هذا السيناريو يظل مستبعدًا لأن روسيا تدرك تداعيات تلك الحرب- وفق «قاسم»- لذا «التصعيد لا يزال يستهدف الحصول على أكبر قدر من المكاسب وتجميع أوراق ضغط يمكن أن توظفها روسيا مستقبلًا.

محمد عبدالرازق:تصعيد محدود يستهدف نقاط القوة العسكرية لكييف 

أشار محمد عبدالرازق، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن الهجوم الذى تشنه القوات الروسية على أوكرانيا يعكس رسائل مهمة أراد الرئيس الروسى توجيهها إلى الدول الغربية وحلف «الناتو»، مفادها أن روسيا لن تقبل بزعزعة أمنها القومى أو العبث بمجالها الحيوى. وأضاف «عبدالرازق»: «طبيعة ما حدث تشير إلى أنه من المحتمل ألا يتطور إلى هجوم شامل على أوكرانيا، أو الوصول إلى العاصمة كييف، وأن يكون محدودًا يحقق عدة أهداف، أهمها ضرب التمركزات والبنى التحتية العسكرية لأوكرانيا، ودعم القوات الانفصالية فى شرق أوكرانيا بعد أن اعترفت موسكو بالجمهوريتين المستقلتين دونيتسك ولوجانسك، بغية فرض السيطرة التامة على إقليم دونباس».

فردوس عبد الباقى:فلاديمير يسعى لـ«تقليم أظافر الغرب»

أكدت فردوس عبدالباقى، الباحثة فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن سيناريو تطور المواجهة العسكرية لمرحلة «حرب عالمية» غير مطروح، لأن المواجهات المباشرة بين القوى العظمى لم تعد مقبولة، كما هو الحال فى السابق خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، بسبب وجود عنصر الردع النووى، إضافة لتبنى الإدارة الأمريكية سياسة «عدم الاستخدام الأول»، التى ركزت بشكل أساسى على عدم استخدام الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المحملة بالأسلحة النووية، كخيار أول فى الصدامات العسكرية. وأضافت أن ما يدور إنما هو دخول مرحلة جديدة من النظام الدولى يسعى خلالها الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، لـ«تقليم أظافر الغرب»، وكسر قيود العقوبات الاقتصادية.