رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنها أرضى وليست أرض اليونان


من الواضح - الواضح جدا- أن مقال العبد الفقير إلى الله.. فى المكان نفسه من الأسبوع الماضى قد أغضب منى البعض، بحجة أن الوقت ليس مناسبا لنشر معلومات عن تجاوزات المطران اليونانى «ديمترى» على أرض جنوب سيناء.. ولمثل هؤلاء أقول إن الوضع فى هذه البقعة المباركة لم يعد يحتمل الصمت أكثر من ذلك

... ليه وإزاى؟.. لأن هذا المطران ومن معه من رهبان يونانيين استطاعوا تغيير أسماء الوديان والجبال الموجودة فى المنطقة نفسها لأهداف لم تعد خافية على طفل رضيع .. يضاف إلى ذلك تعدى هؤلاء الأجانب على «71» موقعاً.. حسب معلومات ووثائق مجلس مدينة سانت كاترين .. هذا إلى جانب جريمة أخرى لا تقل خطورة عما سبق وهى الاستيلاء على «27 موقعاً» أثرياً مسجلة باسم الآثار.. لكن الدير اعتبرها ملكا له وأصبح يديرها. ولم يقف الأمر عند هذا الحد.. بل نجح هؤلاء الغرباء فى استبدال اسم محمية «الوادى المقدس طوى» إلى «محمية كاترين».. والمصيبة الكبرى التى لا يعلمها الكثيرون ومنهم من غضب منى على نشر هذا الموضوع.. هى قيام ديمترى ورجاله بطمس عيون موسى الاثنى عشر والتى تبعد 15 دقيقة من مدخل الوادى المقدس - حسب تأكيد علماء الآثار وقادة عسكريين سابقين بالقوات المسلحة قضوا أعمارهم فى هذه المنطقة - وليس صحيحا أن عيون موسى تقع فى مدينة السويس كما يقولون.. فما هو موجود فى المدينة الباسلة عبارة عن آثار رومانية لا علاقة له بالأمر لا من بعيد أو من قريب.

طيب إيه المطلوب؟.. أبدا والله .. كل ما نريده ونسعى لتحقيقه دون مزايدة أو إلقاء التهم يمينا أو شمالا.. هو رجوع الحق لأصحابه ورحيل هؤلاء الدخلاء إلى بلادهم ..فما تعلمته منذ صغرى من أبى وأمى - رحمة الله عليهما - أن الانتماء للوطن والدفاع عنه شرف لا يعادله شرف.. وما تعلمته من قادتى فى القوات المسلحة يؤكد أن العقيدة القتالية جزء أساسى من تكوين كل مصرى بعيداً عن الميول السياسية والمذهبية .. وأن المقاتل المصرى - جنديا كان أم مدنياً - يجب عليه الاستعداد للتضحية بالنفس إذا تعرضت بلاده للخطر.. وها نحن مستعدون للدفاع عنها ضد العدو الداخلى والخارجى معا.ولكل من اختلف معى أقول له إن السيناريو الاستعمارى الغربى الصهيونى قد فشل فى تحقيق سيطرته على مصر بالحروب فى «1956و1967و1973».. والآن هم يريدونها فوضى خلاقة عن طريق عملاء الداخل الذين ساعدتهم يد الإرهاب والغدر فى الانتشار والإقامة داخل سيناء لإنشاء ما يسمى الإمارة الإسلامية فى الشمال.. ومن ثم يسهل إقامة دولة كهنوتية - دينية يونانية فى الجنوب.. وهذا هو «مخلب القط» الذى أحذر منه فى سانت كاترين .. إزاى الكلام؟.. نقول إزاى.. مساحة سيناء 64 ألف كيلو متر مربع.. وعدد سكانها لا يتجاوز النصف مليون .. وبحسبة بسيطة سنجد أن كل كيلو متر مربع يقيم فيه 8 أشخاص.. وهذا يعنى أن الطمع والجشع والتآمر على سيناء قائم ويمكن حدوثه فى أى لحظة إن لم نستيقظ من غفلتنا ونوحد صفوفنا ونتصدى بحسم وحزم للإرهاب الحمساوى وتنظيمه الدولى فى شمال سيناء.. والتخطيط الأوروبى اليونانى بواسطة الدير فى جنوب سيناء .. ولأن اليونان ضمن دول الاتحاد الأوروبى.. فإن هذا التحالف الشيطانى يسهل له بعد اكتمال مؤامرته عن طريق مجلس الأمن - أن ينشر قوات حلف الأطلنطى فى جنوب سيناء ومن ثم يصبح مسيطراً بعد ذلك على خليج العقبة وخليج السويس ويتحكم فى المصالح الاقتصادية بين آسيا وأوروبا من مرور ناقلات البترول والبضائع المتبادلة، كما كشف هذه الخطة ابن مصر البار العالم الفذ جمال حمدان عندما قال إن عبقرية مصر فى المكان.. وعبقرية المكان تكمن فى سيناء.. نعم سيناء المباركة .. سيناء مهد الأنبياء.. سيناء أرض الكنوز.. سيناء المستقبل التى تحمل الخير لمصر.

أخيراً.. هل عرف المختلفون معى الآن: لماذا أدافع عن أرضى وأهاجم الدخلاء؟!

■ كاتب صحفى


هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.