رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون وخبراء لبنانيون: ممتنون لمصر ودورها فى حل أزماتنا

الدكتور مصطفى مدبولى
الدكتور مصطفى مدبولى و رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتى

التقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، لاستعراض عدد من ملفات العمل خلال الفترة الراهنة.

واستعرضت وزيرة التعاون الدولى، خلال اللقاء، عددًا من الخطوات المرتبطة بتعزيز التعاون الثنائى بين مصر وعدد من البلدان العربية، ومنها الترتيبات الخاصة بعقد اللجنة المصرية اللبنانية المشتركة قريبًا، وبدء تجهيز ملفات العمل المشترك، بالإضافة إلى ملخص عن موقف المشروعات المشتركة مع الجانب العراقى.

كما استعرضت وزيرة التعاون الدولى الموقف التنفيذى لمشروع مصرف «كيتشنر»، الذى يستهدف استحداث منظومة مستدامة لإدارة النفايات الصلبة، وإعادة تأهيل البنية الأساسية بالمصرف، بما يحقق فوائد بيئية واقتصادية وصحية لـ١٨٠ قرية فى محافظات كفرالشيخ، والغربية، والدقهلية.

واستعرضت كذلك أوجه التعاون المقترحة مع شركاء التنمية الدوليين، بشأن مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وكذا التعاون مع الجهات الدولية بهدف الاستثمار فى قطاع تحلية مياه البحر.

وأكدت أنه يتم التنسيق مع الجهات الدولية بشأن العمل على توفير اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا، كما يتم التنسيق بصورة كاملة مع وزارة الصحة والسكان فى هذا الشأن.

وتناولت وزيرة التعاون الدولى، أيضًا، الترتيبات الخاصة باستعداد مصر للمشاركة فى الدورة الـ٢٥ لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادى الدولى، المزمع انعقاده فى يونيو ٢٠٢٢، خاصة مع الإعلان عن أن مصر هى الدولة الضيف فى اليوبيل الفضى لهذا المنتدى الاقتصادى المهم، لافتة إلى أن ذلك الأمر سيتيح فرصًا واعدة للتعاون والتنسيق بين الجانبين المصرى والروسى على الصعيد الاقتصادى.

رحب سياسيون ومحللون لبنانيون بنتائج زيارة رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتى إلى القاهرة، ووعود الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتقديم مزيد من الدعم للبنان، وإمداده بالغاز الطبيعى، مع توجيه الحكومة بتقديم كل الدعم للأشقاء اللبنانيين لعبور أزمتهم الاقتصادية والسياسية.

وأكدوا، خلال حديثهم إلى «الدستور»، أن كثيرًا من اللبنانيين يعولون للغاية على الدور المصرى لحلحلة الأزمة اللبنانية، مشيدين بالدور المصرى فى دفع دول المنطقة إلى الاستقرار، وتجربة مصر التنموية فى السنوات الأخيرة، التى تشكل نموذجًا يستحق الاقتداء به.

وأشاد شارل جبور، المتحدث الإعلامى باسم حزب «القوات اللبنانية»، بعمق العلاقات اللبنانية- المصرية، قائلًا: «مصر ولبنان تربطهما علاقة استراتيجية، فمصر دولة إقليمية تلعب أدوارًا على مستوى استقرار المنطقة، وكانت دومًا فى موقع الداعم لسيادة لبنان واستقراره، وفى موقع الصديق الحريص على استقرار لبنان وتوازناته الداخلية».

وأضاف: «الدور الذى تلعبه مصر يدفع باتجاه قيام دولة أولًا، والحفاظ على الاستقرار ثانيًا، وثالثًا حماية السلم الأهلى، ورابعًا تطبيق الدستور، كما تدرك مصر طبيعة الخلافات الداخلية فى الدولة اللبنانية، وتدرك أن حل الخلافات يستلزم دبلوماسية ورعاية، وهى تقوم بهذا الدور على أكمل وجه، على أمل أن تتكلل المساعى المصرية بالنجاح المطلوب من أجل قيام دولة حقيقية فى لبنان».

وتابع: «نأمل من خلال الدفع المصرى والخليجى والرعاية السعودية أن نتمكن من الوصول إلى شاطئ الأمان».

وقال الكاتب الصحفى اللبنانى فادى عاكوم: «إن القاهرة والدبلوماسية الناعمة التى تعتمد عليها منذ سنوات معروف عنها أنها بوابة الحلول اللبنانية، لا سيما أن تلك الدبلوماسية هى الوحيدة التى تستطيع التواصل مع جميع الفرقاء فى لبنان، وذلك عبر سعى القاهرة الدائم لتقريب وجهات النظر المختلفة بين الفرقاء المتخاصمين فى لبنان، خصوصًا فى الفترة الحساسة الحالية».

وأضافت: «الملف الأول الذى تناوله ميقاتى، خلال زياته إلى القاهرة، هو طلب لبنان من مصر أن تقوم بدور الوسيط بين بيروت ودول الخليج، لمحاولة ترميم العلاقة بعد أن وصلت للخطوط الحمراء، وبالتالى فإن هذه المسئولية التى تقع على عاتق القاهرة كبيرة للغاية، لكنها فى نفس الوقت قد تمثل إنجازًا قويًا عبر إقناع دول الخليج بالدخول عبر الاستثمارات القوية والعاجلة إلى لبنان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».

وعن تدخل مصر فى حل أزمة الطاقة بلبنان، قال الكاتب اللبنانى: «هذا الملف ليس بجديد، وطرحه رئيس الحكومة السابق سعد الحريرى، الذى كان يبحث عن نقل كامل التجربة المصرية إلى لبنان لحل أزمة الكهرباء بأقصى سرعة ممكنة، لكن حسابات من قبل بعض السياسيين عرقلت مساعيه فى تلك الفترة».

وواصل: «ميقاتى يسير بنفس الاتجاه لنقل التجربة المصرية لإنقاذ الاقتصاد وحماية العملة الوطنية، وكلنا نعلم أن التجربة المصرية فى هذا الخصوص لها خبرة استثنائية، وأثبتت نجاحها، واستطاعت مصر، خلال الفترة الماضية، القفز إلى مصاف الدول التى تمتلك بنى تحتية جاهزة للاستثمارات الخارجية، والتى بدأت تتدفق بالفعل».

واختتم حديثه بالقول: «إذا تم الاتفاق داخل لبنان على اعتماد التجربة المصرية، فإنها ستكون مفتاحًا للحل الاقتصادى والمالى للأزمة اللبنانية، وزيارة ميقاتى ستتبعها زيارات ممثلى الدبلوماسية المصرية إلى لبنان والعكس، لتحقيق التقارب فى وجهات النظر، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات اللبنانية».