رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

16 عامًا أنجيلا ميركل.. أبرز المحطات في الحياة السياسية للمستشارة الألمانية

أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل

تصدرت المشهد السياسي فى ألمانيا على مدار 16 عاما، وسط مؤيدين ومعارضين لها، شهرا واحد يفصلنا على نهاية حقبة أنجيلا ميركل المرأة الحديدية فى السياسة ألمانية.

وكان أثر ميركل بالغ على الساحة سواء الداخلية أوالدولية .

وتقلبت مواقف ميركل التي اتهمها خصومها أحيانا بعدم تبني أيديولوجية واضحة.

كما ارتفعت الانتقادات ضدها في السنوات الأخيرة، بسبب موقفها من اللاجئين، وفتح الأبواب الألمانية لهم على مصراعيها.

فيما ظلت ميركل متمسكة بمبادئ سياسية واقتصادية، وإنسانية وأخلاقية لا تتزحزح، علما أنها في الكثير من الأحيان أبدت ليونة لا متناهية مع خصومها دوليا.

بداية مسيرة ميركل السياسية

وعقب سقوط جدار برلين في عام 1989، انضمت ميركل إلى حركة الصحوة الديمقراطية التي كانت تأسست حديثًا آنذاك.

 وفي فبراير 1990 أصبحت المتحدث الصحفي باسم الحزب، وفي ذلك الشهر، انضم الحزب إلى التحالف المحافظ من أجل ألمانيا، وهو تحالف مع الاتحاد الاجتماعي الألماني والاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وفى مارس من العام ذاته أصبحت ميركل نائبة المتحدث باسم حكومة لوثار دي ميزير.

وفى أغسطس من العام ذاته، انضمت لاحقا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي اندمج مع نظيره الغربي في 1 أكتوبر، أي في اليوم السابق لإعادة توحيد ألمانيا.

أول مقعد برلماني لميركل

وفي أول انتخابات بعد الوحدة، وتحديدا فى ديسمبر 1990، فازت ميركل بمقعد في مجلس النواب الألماني عن شترالسوند-روغن-جريمين.

وفى يناير 1991 عينت ميركل وزيرة للمرأة والشباب من قبل المستشار هيلموت كول، إذ لقبت انذاك بـ"فتاة كول".

وفى سبتمبر 1991 شغلت ميركل منصب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى عقب اندماج الأحزاب الألمانية الشرقية والغربية، واستقالة الرئيس من منصبه.

وبعد انتخابات 1994، أصبحت ميركل وزيرة البيئة، وترأست مؤتمر الأمم المتحدة الأول للمناخ في برلين في مارس - أبريل 1995.

في سبتمبر 1998، تم الإطاحة بالاتحاد الديمقراطي المسيحي من قبل غيرهارد شرودر والحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني SPD وتم انتخاب ميركل أمينا عاما لاتحاد CDU في 7 نوفمبر.

أول امرأة تتزعم حزب ألماني

في أواخر عام 1999، ضربت فضيحة مالية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وثبت تورط كول في قبول واستخدام مساهمات غير قانونية في الحملة الانتخابية.

ودعت ميركل في رسالة مفتوحة نشرت في 22 ديسمبر، أبناء الحزب إلى بداية جديدة بدون رئيسه الفخري. 

وقد زاد موقفها هذا من شعبيتها لدى الألمان، على الرغم من أنه أزعج الموالين لكول.

في 10 أبريل 2000، انتخبت رئيسة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، لتصبح أول امرأة وأول مسؤول غير كاثوليكي يقود الحزب.

وفي 22 نوفمبر 2005، تولت ميركل منصب المستشارة، لتصبح أول امرأة في ألمانيا، والأولى من ألمانيا الشرقية التي تتولى هذا المنصب.

كما كانت أصغر شخص يشغل هذا المنصب حيث لم يكن عمرها يتجاوز انذاك 51 عاما.

الولاية الثانية لميركل فى ألمانيا

وفى عام 2009 جددت ولايتها في الانتخابات البرلمانية، وتمكنت ميركل من تشكيل حكومة مع شريكها المفضل، الحزب الديمقراطي الحر الكلاسيكي.

تميزت ولايتها الثانية إلى حد كبير بدورها الشخصي الكبير في الاستجابة لأزمة الديون في منطقة اليورو، جنبا إلى جنب مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

ودافعت بشراسة عن سياسة عن التقشف التي اعتمدتها باعتبارها الطريق إلى التعافي في أوروبا المتضررة.

كان النجاح الأكثر وضوحا الذي حققته ميركل في هذا المجال هو دخول الاتفاق المالي حيز التنفيذ في يناير 2013، وكان يلزم الحكومات الموقعة بالعمل ضمن أطر متوازنة محددة.

الولاية الثالثة لميركل

في الانتخابات الفيدرالية التي جرت في سبتمبر 2013، حقق تحالف CDU-CSU فوزا رائعا، وحصل على ما يقرب من 42% من الأصوات - أي أقل بقليل من الأغلبية المطلقة. 

ولكن نظرا لأن شريكها في الائتلاف، الحزب الديمقراطي الحر، فشل في الوصول إلى عتبة 5% للتمثيل، واجهت ميركل احتمال تشكيل حكومة إما مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي أو حزب الخضر، وكلاهما كان من المرجح أن يكونا شريكين مترددين.

و حصلت ميركل على اتفاق مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي لتشكيل حكومة ائتلافية كبرى أخرى.

وفي 17 ديسمبر، أصبحت مستشارة لألمانيا للمرة الثالثة في فترة ما بعد الحرب.

الولاية رابعة 

استفادت الأحزاب الصغيرة من الاستياء من التحالف الكبير، وحصل حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر واليسار على أصوات كافية لكسب التمثيل في البرلمان.

لكن النتيجة الأكثر دراماتيكية كانت لحزب البديل من أجل ألمانيا، الذي احتل المركز الثالث بقوة خلف الحزب الديمقراطي الاشتراكي.

تعهدت ميركل بإشراك الناخبين المحافظين الذين حولوا دعمهم إلى حزب البديل من أجل ألمانيا، وصرح مارتن شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن حزبه سيعود إلى المعارضة، مستبعدًا أي نقاش حول ائتلاف كبير آخر.

لكنه في النهاية، تراجع عن موقفه، بعدما بقيت ألمانيا بدون حكومة لأشهر. وانهارت المحادثات مع الحزب الديمقراطي الحر في نوفمبر، لكن لاحت آفاق انتخابات جديدة في الأفق.

لم تفعل الخلافات البارزة بين الأحزاب الشقيقة المحافظة الكثير لمساعدة الاتحاد الاجتماعي المسيحي على أرضه.

بداية النهاية والتخلي عن المنصب

ففي أكتوبر 2018، سجل الاتحاد الاجتماعي المسيحي أسوأ أداء له منذ أكثر من نصف قرن في الانتخابات الإقليمية في بافاريا.

وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، أدى أداء كئيب لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الانتخابات الإقليمية في ولاية هيسن إلى إعلان ميركل أنها لن تسعى إلى إعادة انتخابها كزعيم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

كما أعلنت عزمها التخلي عن منصب المستشارة في نهاية فترة ولايتها عام 2021.