رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكرامة وحقوق مواطن 30 يونيو


فى موقف رائع لقائد مصرى بطل ورمز من رموز الوطنية المصرية، حدث فى أواخر الزمن الناصرى أن أدلى الفريق عبدالمنعم رياض برأيه للقائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر: «أرجوك يا سيادة الرئيس لا تقبل عودة سيناء بلا قتال حتى لو عرضوا عليك الانسحاب الكامل منها بلا قيد أو شرط»، فقد كان يرى الفريق النبيل الوطنى أن عودة سيناء بلا قتال سوف ينشأ عنها خلل اجتماعى وإنسانى وقيمى، ورسالة سلبية نصدرها للأجيال القادمة والطالعة بقبول فكرة النكوص عن النهوض لدفع ضريبة الدم لاسترداد الكرامة الوطنية.
إنها «الكرامة» التى حدثنا عنها هنا قائد صادق ووطنى نبيل فى الجيش المصرى العظيم، واستشهد من أجل كرامة الوطن وسط الميدان بين جنوده فى معركة القرن العظيمة على أرض سيناء، لتعود لها مصريتها وللمواطن المصرى والعربى كرامته.
إنها «الكرامة» التى أعادها للمواطن المصرى فى مثل هذه الأيام الزعيم الوطنى «عبدالفتاح السيسى» فى الانتصار وتحقيق النتائج السريعة المبهرة، يوم أن وعد بالثأر والنيل من الجناة الأوغاد حتى لو كانت جريمتهم قد وقعت خارج حدود الوطن.. وحقق ما وعد به قبل ٤٨ ساعة عندما دفع بأبطال جيشنا العتيد لاسترداد حق أبناء الوطن الذين استشهدوا على السواحل الليبية، من أجل كرامة الوطن وكرامة الدين.. وأيضًا من أجل الكرامة الإنسانية التى كان الدفاع عنها وعن إعادة الهوية المصرية أحد الأهداف التى من أجلها كانت ثورة ٣٠ يونيو التى فوّض فيها شعبنا الرئيس السيسى لتحرير البلاد من حكم جماعة الأوغاد، فكانت استعادة الكرامة بسقوطهم المدوى.
إنها «الكرامة» أحد حقوق الإنسان التى تُحدثنا عنها المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، فتعلن أن أكثر من عشرة بالمائة من سكان العالم يعيشون فى أحياء فقيرة أو مستوطنات عشوائية تسودها على الأغلب ظروف وأحوال بائسة مكتظة بالسكان، أو لا تتوافر لهم خدمات مياه الشرب النظيفة أو المراحيض أو الرعاية الصحية، ولا تتوافر الحماية للعديد من الذين يعيشون فى الأحياء الفقيرة أو المستوطنات العشوائية.. وهى الأحوال التى أعلن الرئيس السيسى فى مواجهتها أنه سيعيد لمواطن تلك العشوائيات حقوقه فى العيش بكرامة على أرض الوطن، وبدأت المعركة بسرعة تشييد العديد من الأحياء الجديدة، وتوفير السكن المفروش بالأثاث فى مجتمعات عصرية التصميم والخدمات والمرافق، ونقل سكان العشش المبنية بالصفيح والكرتون وكسر الطوب، وتقديم الرعاية الصحية والخدمات التعليمية والأمنية وغيرها لهم.
ورأى العالم لأول مرة رئيس جمهوريتنا يصطحب معظم وزراء الحكومة إلى واحدة من المناطق التى تعانى العديد من المشاكل وافتقاد الحياة الكريمة، ويخاطب رموز الحكومة بصوت مرتفع قائلًا: «الناس دى من حقها تعيش فى كرامة».. وهو من أطلق مبادرة «تكافل وكرامة» التى استفاد من فعالياتها ٣٠٠ ألف أسرة بالقرى الأكثر فقرًا ضمن مبادرة «حياة كريمة»، وتم تخصيص ٩.٥ مليار جنيه لتطوير ٢٣٢ قرية بالمرحلة الثانية من المبادرة، و١٢ مليون مستفيد حتى ٢٠٢٣٢٠٢٤، بنسبة إنجاز ٨٦٪.
وعليه كان البيان المهم لوزارة الخارجية المصرية بمناسبة اليوم العالمى لحقوق الإنسان، وجاء فيه أن «مصر ماضية بخطى جادة وواثقة نحو ضمان تعزيز الكرامة الإنسانية المتأصلة لجميع أبناء شعبها، إعمالًا لنصوص الدستور واستنادًا إلى مقابلة شاملة لموضوعات حقوق الإنسان تراعى الأولويات الوطنية لتحقيق التنمية الشاملة»، حسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط».
وأضافت الوزارة أن «ذلك يتم على ضوء قناعة راسخة بالمسئولية والالتزام أمام الدستور والقانون، وأولًا وأخيرًا الشعب المصرى، بالعمل الدءوب لمجابهة جميع التحديات، والسعى لترسيخ بناء دولة ديمقراطية حديثة تتأسس على قيم المواطنة، تضم قضاء فاعلًا ومستقلًا يضمن المساواة أمام القانون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة وعدم التمييز، وبرلمانًا منتخبًا يشرع ويراقب ويعبّر عن مصالح المواطنين».
وأكدت الخارجية أن «مصر تبقى منفتحة على الحوار، راعية فى توثيق التعاون مع مختلف الشركاء، على أرضية من الندية، وتأسيسًا على الملكية المشتركة لمبادئ حقوق الإنسان والحريات الأساسية».
إنها «الكرامة الإنسانية» و«جودة الحياة» و«تطوير الخطاب الثقافى والدينى والإعلامى» أهم أهداف أعلنها الرئيس كأهداف تحقق منها الكثير، وتحديات وضعت على مكاتب الحكومة لتنفيذها وفق خطط علمية وبرامج زمنية محددة.