رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد دهنه بالألوان.. ماذا حدث لمسجد زغلول في «رشيد»؟

مسجد زغلول
مسجد زغلول

منذ أيام ظهرت صورة لأحد أجمل وأعرق المساجد الأثرية في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة وهو مسجد "زغلول"، وأظهرت الصور شكله قبل الترميم وبعده، إلا أنه واجه الكثير من الانتقادات، لاتهام البعض لمرمميه بأنه تم طمس المعالم الأثرية فيه.

وبعدها، انطلقت تصريحات للدكتور محمود درويش، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا، ومدير منطقة آثار رشيد الأسبق، يؤكد فيها أن ترميم "زغلول" هو "الجريمة مكتملة الأركان"، معللًا أن الترميم تم بشكل خاطئ ما نتج عنه ضياع أثرية المسجد، موضحًا أن تلك الأخطاء هي تغيير معالم المئذنة بالكامل، وإزالة الأحجار الأثرية واستبدالها بأحجار جديدة لا تناسب الأثر، ولم يتبق من العناصر الأثرية للمسجد إلا دكة المبلغ، متابعًا أنه أيضًا تم إفساد محراب المسجد بالكامل وطلاؤه بألوان زاهية لا تتناسب مع طبيعة الأثر، مؤكدًا أنه رغم ذلك فإن الإصلاح أمره سهل.

جولة لـ"الدستور" في "زغلول"
وكانت لـ"الدستور" جولة سابقة مع "محمود"، أحد سكان "رشيد" إلى مسجد "زغلول" قبل ترميمه الأخير، فهو يبعد عن دهليز الملك بضعة مترات، وهو المسجد الأشهر في "رشيد" والذي أطلق إشارة الجهاد لمقاومة حملة فريزر، ففي 21 مارس عام 1807، اتفق علي بك السلانكلي محافظ رشيد والشيخ حسن كريت على أن تنطلق إشارة مقاومة الحملة من المسجد.

وتم ترميم المسجد وفتحه بعد سنوات طويلة من غلقه وإهماله في 15 مايو 2018، وعدنا إلى جولتنا مع "محمود" الذي أوضح أن المسجد سمي بالمسجد الجامع لتشابهه معماريًا مع جامع الأزهر الشريف، وتم بناؤه عام 1577م، أسسه "زغلول" أحد مماليك السيد "هارون"، أحد الأمراء الذين عاشوا في القرن 17، وبهذا الجزء يوجد ضريح زغلول.

لميس جابر: "زغلول" عبارة عن جامعين
وفي حديث تلفزيوني، تحدثت الكاتبة والأديبة لميس جابر، حول مسجد زغلول، الذي قدمت فيه شرحًا أنه يتكون من جامعين، الأول: الديواني، على اسم صاحبه "متولى الديوانى"، والثانى: "زغلول"، وهو أحد أمراء القرن الـ 17 الميلادى، ويوجد به ضريح سيدي زغلول.

مهندس معماري: أصالة المئذنة أضاعتها التكسية بالحجر
وعقب مهند فودة، مهندس معماري، أن ما تم لمسجد "زغلول" تدمير للأثر محو لأي قيمة أثرية له، موضحًا أن مئذنة المسجد بهذا الشكل كأنها جديدة وليست أثرية، والزائر لن يدرك قيمتها الأثرية إلا إذا تم شرحها له، متابعًا: "الشكل القديم اللي ما بين طبقاتها بيمنحها أصالة وقِدم أضاعه التكسية بالحجر".

خبير ترميم مباني أثرية: شتان ما بين ما كان عليه وما حدث له
وتساءل الدكتور سامح عباس، خبير ترميم مباني تراثية، عن الأعمدة القديمة للمسجد، مشيرًا إلى أنه قام بعمل بحث عنها منذ 20 عامًا قبل أي ترميم يلحق به عندما كان منسوب المياه به يصل إلى متر ويزيد، حيث قربه من فرع رشيد والتربة الطينية والنباتات تزدهر، لكن شتان ما بين ما كان عليه وما حدث له الذي من المفترض أن نطلق عليه ترميمًا!.