رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أمريكي يدعو إدارة بايدن لتجنب سياسات أوباما في دعمه للإخوان

بايدن
بايدن

دعا إيريك بوردنكيرشر، الباحث في مركز تنمية الشرق الأوسط التابع لجامعة لوس أنجلوس كاليفورنيا "UCLA"، الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى تجنب السياسة التي اتبعها سلفه باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط، لا سيما فيما يخص دعمه لجماعة الإخوان في مصر وليبيا، وتوسيع النفوذ الإيراني ضد السعودية.

وأضاف الباحث في مركز تنمية الشرق الأوسط، في مقال له على موقع "ويكلي بليتز" الآسيوي، أن أوباما كان يعمل على إنكار عنف وتطرف الإخوان ويسعى لتبييض أجندتهم التوسعية، ما أدى إلى الإضرار بمصالح دول المنطقة وخلق حالة من الفوضى، وموجات من العنف سمحت بانتشار جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، وعلى رأسهم داعش والقاعدة فضلا عن تعزيز التدخلات الخارجية في أزمات دول المنطقة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

ولفت " بوردنكيرشر " إلى أن تخلي إدارة أوباما عن الرئيس حسني مبارك، حليف الولايات المتحدة المقرب منذ 30 عامًا، والمؤيد للحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرها- في أواخر يناير 2011، ودعمه لصعود جماعة الإخوان، أدى إلى تخريب الأنظمة العربية الحاكمة بسبب استخدامها العنف والتطرف لتوسيع نفوذها في المنطقة ككل.

وأوضح أن أوباما ومستشاروه أساءوا تقدير- أو تجاهلوا- فهم الخصائص والوقائع الإقليمية الرئيسية لمنطقة الشرق الأوسط، ووضعوا ثقتهم بشكل متكرر في الشركاء والجهات الفاعلة التي لم تكن راغبة على تحقيق النتائج المرجوة، وأبرز تلك الجهات هي جماعة الاخوان، مما أدى إلي تفاقم الصراعات والنزاعات والبعد عن مسار الديمقراطية وانتشار الإرهاب المبنى على استخدام الدين بشكل خاطئ.

وقال الباحث إنه "لا ينبغي على بايدن إحياء سياسة أوباما في الشرق الأوسط، نظرا لأن سياساته فعلت الكثير لجعل الوضع السيئ أسوأ، وألحقت الضرر بعلاقات أمريكا مع الحلفاء الإقليميين الرئيسيين، كما إنها أضعفت المصالح الإقليمية للبلاد بشكل عام"، وتابع أن سياسات أوباما أدت إلى خلق حالة فراغ في السلطة ساهمت في زيادة تهديدات تنظيم داعش الإرهابي، وتعميق النفوذ الإيراني، في حين أدى تدخلاته في ليبيا إلى خلق حالة من الفوضى المماثلة، إلى جانب جعل الباب مفتوحًا أمام الحصول على أسلحة نووية إيرانية واستمرار توسعها المهيمن، ما أدى إلى خسارة أمريكا أبرز حلفائها الإقليميين.

وأشار "بوردنكيرشر" إلى خطاب أوباما حول الشرق الأوسط أثناء حملته الانتخابية وخطاباته الرئاسية في أنقرة والقاهرة عام 2009، وحديثه عن إعادة العلاقات مع الشرق الأوسط والعالم الإسلامي من خلال البحث عن أرضية مشتركة، قائلا "كان أوباما يعتقد أن واشنطن ومجتمعات الشرق الأوسط يمكن أن تواجه التهديدات معًا من خلال دعمه للاخوان وجماعات الإسلام السياسي والأحزاب المحلية التابعة لها، ولكن هذا لم يحدث. الأمر الذي ترك المنطقة والعلاقات الأمريكية أسوأ مما ورثه عن سلفه".

واختتم الباحث مقاله "لن يكون من الحكمة أن ينظر الرئيس المنتخب بايدن إلى الوراء أو إلى حقبة أوباما بشأن سياساته في الشرق الأوسط، وعليه بدلًا من ذلك إعادة التفكير في بعض الافتراضات الأساسية حول المنطقة من أجل تبني سياسات جديدة تأخذ في الاعتبار الاتجاهات والديناميكيات طويلة الأمد في المنطقة وكذلك حقائق جديدة."