رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تورغورت أوغلو: المحكمة الدولية ستلاحق أردوغان لجرائمه فى سوريا وليبيا

تورغورت أوغلو
تورغورت أوغلو



توقع المعارض والمحلل السياسى التركى البارز، تورغورت أوغلو، إجراء انتخابات مبكرة فى تركيا فى ٢٠٢٢، أى قبل موعدها الرسمى بعام كامل، مشددًا على أن فرصة الرئيس الحالى، رجب طيب أردوغان، فى الفوز ضعيفة، أمام رموز المعارضة الأشداء. وأكد «أوغلو»، فى حواره مع «الدستور»، أن قطر تمثل إيران فى صفقة شراء مصنع الدبابات التركى، فى محاولة للالتفاف على العقوبات الأمريكية، مشيرًا إلى أن «أردوغان» يستفيد، شخصيًا، من الصفقات الاقتصادية مع قطر.

■ بداية.. كيف ترى عقوبات أمريكا والاتحاد الأوروبى ضد تركيا؟
- يدور الحديث عن فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى عقوبات على تركيا منذ شهور، وأخيرًا جرت الموافقة على فرض تلك العقوبات منتصف ديسمبر الجارى، وأرى أن تلك القرارات تفتح الباب أمام عقوبات جديدة منتظرة على الدولة التركية.
الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة يستهدفان بهذه العقوبات إجبار تركيا على الجلوس على مائدة الحوار، وقد منحا الرئيس رجب طيب أردوغان بعض الوقت بدلًا من التنفيذ الفورى للعقوبات الصارمة، الذى يعنى ضرب اقتصاد تركيا بشكل كامل، وانخفاض العملة التركية بشكل دراماتيكى.
■ ما رأيك فى موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من هذه العقوبات؟
- بذلت أنجيلا ميركل جهودًا كبيرة لتخفيف العقوبات على تركيا، وبالتزامن شددت على أنه يمكن اتخاذ قرارات جديدة بفرض عقوبات على أنقرة بعد قمة قادة الاتحاد الأوروبى.
أرى أن «ميركل» أرسلت- بموقفها هذا- رسالة تحذير أخيرة الى «أردوغان»، عندما فضلت انتظار تقرير الممثل الأعلى للعلاقات الخارجية والدفاع بالاتحاد الأوروبى، جوسيب بوريل، حول ما إذا كان يتعين توسيع نطاق العقوبات.
وإذا اعتبرنا أن هذا التقرير المتوقع سيجرى تقديمه للقمة التى ستجمع قادة الاتحاد الأوروبى، فى شهر مارس المقبل، فإن ذلك يعنى أن هناك مهلة ١٢٠ يومًا للرئيس التركى.
وأرجح أن يتعاون الاتحاد الأوروبى مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعقوبات التى ستفرض على أنقرة، ويمكننا أن ننظر من هذا المنظور إلى تفويض اتخاذ القرار بوقف بيع الأسلحة لتركيا.
■ كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على أنقرة؟
- وافق الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، دونالد ترامب- بتوصية من وزير الخارجية مايك بومبيو- على مشروع القانون الذى جرى تمريره فى مجلسى النواب والشيوخ الأمريكيين بأغلبية ساحقة، والذى ينص على فرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها أنظمة دفاع جوى روسية الصنع من طراز S-400.
وتنفيذ هذه العقوبات سيبدأ بعد ١٨٠ يومًا من صدورها، وهذه رسالة إلى أردوغان، مفادها: «هذا هو الوقت الممنوح لك لتصحح مواقفك». وقال الممثل الخاص السابق للولايات المتحدة فى سوريا، جيمس جيفرى، فى وقت سابق، إن «أردوغان لن يتراجع عن مواقفه حتى تكشر له عن أسنانك»، فى إشارة إلى أن معاقبة تركيا أمر لا مفر منه. وبالمضمون نفسه، قال رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، فى إشارة إلى قرار العقوبات بحق تركيا: «كنا بحاجة لإعطاء إشارة بأننا لسنا راضين، لكننا تركنا أيضًا الباب مفتوحًا أمام الأجندة الإيجابية وجميع قنوات الحوار».
وسواء قلنا إن هذه الأمور تحذيرات دبلوماسية أو تهديدات أخيرة، فإن الأمر متروك للرئيس «أردوغان» من الآن فصاعدًا.
■ ما احتمالات إجراء انتخابات مبكرة فى تركيا؟ وما مدى قوة المعارضة؟
- الموعد الرسمى للانتخابات المقبلة هو عام ٢٠٢٣، لكننى أتوقع إجراءها فى ٢٠٢٢، وأرى أن موقف «أردوغان» ضعيف أمام المعارضة، التى أصبحت تضم زعماء لهم تأثير كبير على الشارع التركى.
■ مَنْ المعارض القادر على منافسة «أردوغان» بقوة؟
- هناك أكثر من معارض قادر على منافسة أردوغان بقوة، مثل أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، ومنصور يافش، رئيس بلدية أنقرة، وعلى باباجان، المعارض البارز رئيس حزب «ديفا»، وحليف أردوغان السابق أحمد داود أوغلو، وكمال كليجدار أوغلو.
الانتخابات ستضم منافسين كثيرين، ومن المتوقع أن تتحالف أحزاب مثل، الشعب الجمهورى والخير والأكراد، فضلًا عن حزب «باباجان»، وهذا يعنى أنه من الصعب أن يفوز أردوغان، الذى يحاول تفتيت المعارضة بسبل كثيرة.
كما أن جميع استطلاعات الرأى فى تركيا تؤكد أن حزب «العدالة والتنمية» لم يعد يمتلك عددًا كبيرًا من المؤيدين، لذا فإن خسارة أردوغان فى الانتخابات المقبلة شبه أكيدة، خاصة مع احتمال تحالف الأحزاب السياسية مع الأكراد.
■ ما أسباب تفاقم أزمة ضحايا التفتيش العارى؟
- تعرضت نحو ٣٠ امرأة تركية لاعتداء مهين من خلال إجبارهن على الخضوع للتفتيش عاريات، فى مقر شرطة أوشاك، مع عدم وجود ما يلزم لذلك، ومر الأمر دون التحقيق مع المتورطين ومعاقبتهم. وقدم مدير أمن أوشاك، مسعود جزر، وعدد من عناصر الأمن، فى وقت سابق، بلاغًا فى دار قضاء مدينة أوشاك ضد النائب عمر فاروق جرجرلى، الذى كشف هذه الفضيحة، مستخدمين بحقه أغلظ العبارات من قبيل «الخائن»، و«مصاص الدماء» و«الذى لا تسيل من فمه إلا الدماء»، على حد تعبيرهم. وعقب هذه الخطوة نشر «جرجرلى» تغريدة على «تويتر» ذكر خلالها أن الحكومة اتهمته بالكذب، كما نشرت افتراءات بحقه، وذلك بعد كشفه عن قضية التفتيش، وأضاف: «لم يكتفوا بهذا فقط بل تقدموا أيضًا ببلاغ ضدى.. لكنى أحمد الله أننى لست مدعومًا من الحكومة بل من الشعب.. أنا شخص شريف وسمعتى نظيفة، ولم أكذب فى حياتى قط.. دعونا سويًا ننهى هذا الانتهاك».
■ ما تقييمك للعلاقات التركية القطرية حاليًا؟
- العلاقات بين تركيا وقطر غريبة وغير مفهومة. فالدولة القطرية، كنظام، تستفيد من تركيا وشعبها، أما «أردوغان» وعائلته فهم الوحيدون الذين يستفيدون من قطر.
وهناك أمر آخر أود أن أشير إليه، وهو شراء قطر مصنع الدبابات التركى بقيمة ٢٢ مليون دولار، وأنا أرى أن هذه الصفقة غير شريفة، إذ إن قطر تمثل إيران فى تلك العملية.
■ لماذا يسعى الرئيس التركى لخلق أعداء حول العالم؟
- كلما خسر أردوغان فى الداخل التركى تحول لمهاجمة الدول الأخرى، فتلك استراتيجية حزبه، وهى الهروب من أى أزمة سياسية أو اقتصادية أو حقوقية بمهاجمة الخارج.
■ لماذا يصر أردوغان على تهديد العالم بميليشياته؟
- الميليشيات التابعة لأردوغان وصلت لسوريا وليبيا وقره باغ، ووصل مجموع المسلحين الذين ينشرهم الرئيس التركى فى الخارج إلى ٢٥ ألفًا، معظمهم ينتمون لتنظيم «داعش» الإرهابى، وأظن أن المحكمة الدولية ستفتح هذا الملف بعد ثلاثة أعوام، لمحاسبة أردوغان على جريمة الاعتماد على الميليشيات غير الرسمية، وستكشف عن تفاصيل دعمه تنظيم «داعش».