رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يرحبون بعقوبات واشنطن ضد تركيا: الكل سئم من تصرفاتها العدائية

أردوغان
أردوغان

أعرب مجموعة من الخبراء والمحللين عن ترحيبهم بقرار الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها لمنظومة الدفاع الجوية الصاروخية الروسية " S-400"، قائلين أنها خطوة هامة للغاية لأنها تشير إلى أن تركيا لم تعد محصنة ضد عواقب أفعالها.

وأشاروا، في تصريحات لصحيفة "ذا ديسباتش"، إلى أن الهدف من العقوبات الأمريكية هو إرسال رسالة لأنقرة مفادها بأن الكل سئم من تصرفاتها العدائية، سواء في سوريا والعراق وليبيا أو فيما يخص تنقيبها المستمر عن الغاز في شرق البحر المتوسط وانتهاكها للحقوق البحرية لدول الجوار.

وقال مايكل روبين، الباحث الأمريكي المقيم في معهد "أمريكان إنتربرايز" والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية للصحيفة: أن الخلاف بين امريكا وتركيا بشأن منظومة S-400 ما هو إلا مجرد واحد من قائمة طويلة من القضايا النزاعية بين البلدين.

وتابع أن هنناك العديد من محاور النزاع بين واشنطن وأنقرة والتي أدت مؤخرا إلى توتر العلاقات بينهما، أبرزها: دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجماعات والميليشيات المتطرفة كداعش ضد حلفاء أمريكا في سوريا، إلى جانب جهوده لإثارة الفتنة في المنطقة وزعزعة استقرار مصر، الشريك الأمني لأمريكا.

كما تشمل محاور النزاع أيضا: مساعدة أنقرة لإيران في التهرب من عقوبات الأمم المتحدة، اعتقالها المواطنين الأمريكيين في تركيا ومسؤولي السفارات الأمريكية، والممارسات العدوانية التي تنتهجها تركيا في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن انتهاكها لحقوق الإنسان في البلاد؛ ومزاعمها بأن الولايات المتحدة دعمت الانقلاب الفاشل عام 2016، بحسب تقرير الصحيفة.

ونوهت الصحيفة أن رد فعل تركيا على العقوبات الأمريكية كان متناقضا، ففي حين عملت حكومة أردوغان ووسائل الإعلام الموالية للحكومة على التقليل من تأثيرها ووصفها بأنها "عقوبات خفيفة"، دعت وزارة الخارجية التركية الولايات المتحدة إلى تغيير تلك "العقوبات الجائرة" والتراجع عن هذا "الخطأ الجسيم"، مهددة بالانتقام إذا لم يتم التراجع عن الأمر.

وعلق هنري باركي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي الأمريكية،على ردود الفعل المتناقضة لأنقرة قائلا: إنها تأتي من رغبة حكومة أردوغان في حفظ ماء الوجه أمام شعبها، مشيرا إلى إنه في حال كان شراء أنقرة أنظمة S-400 قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد الدفاعي التركي، فإن أردوغان سيبذل قصارى جهده لإنكار مثل هذا التأثير.

فيما قال توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الضرر الأكبر الذي قد يصيب تركيا جراء تلك العقوبات هي إخراجها من البرنامج المشترك لصناعة المقاتلة F-35، نظرا لأنه لا يجوز دخولها في ظل إصرارها على منظومة S-400 الروسية.
وتابع: نظرًا لأنه من غير المرجح أن يعكس أردوغان مساره بشأن قضية S-400 (أو بشأن تعزيز العلاقات الدفاعية مع موسكو)، كان نشر ترامب للعقوبات بموجب قانون "مكافحة أعداء أمريكا"، خطوة رمزية إلى حد كبير.