رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتاب يكسرون متلازمة «فيروز والقهوة»: بنحب الشاي وأم كلثوم

جريدة الدستور

يبدو أن ثمة متلازمة بين شرب القهوة وصوت فيروز، هذا مانشهده طول الوقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر قراءاتنا العابرة لقصة أو رواية ـ لدرجة أن كاتب في وزن إميل حبيبي صدر أبواب روايته المعنونة ب "سعيد ابي النحس المتشائل" بالعديد من مقاطع لأغاني فيروز.

عن كسر تلك المتلازمة وإعلان براءة فيروز من ارتباطها بالقهوة جاء هذا التقرير.

بداية يقول الكاتب والروائي أحمد القرملاوي: "شرب القهوة لدي مرتبط بالكتابة والقراءة. سماع الموسيقى والغناء عندي لا يمكن دمجه مع أي نشاط آخر، لأن المزيكا بتشفط تركيزي بشكل كامل، وطبعًا بحب فيروز، بس مزاج المزاج عندي عبدالوهاب ومحمد عمران"


- أم كلثوم والشاي

ومن جهتها أكدت الروائية سامية بكري "أنا مش كييفة قهوة.. بحب الشاي، وبحب فيروز طبعا، هذا لا يمنع أن عشقي الأول لأم كلثوم. فإذا كانت فيروز ارتبطت بالقهوة اللي بتنبه وتشد الأعصاب، فأم كلثوم عندي ارتبطت بكوب الشاي المزاج الرايق اللي بيديك الانتباه مع عدم التوتر والقلق وبيلمس شجونك القديمة وذكرياتك.

وتضيف بكري "كان جدي رحمه الله يقول أن كل غناء أم كلثوم مديح وتقرب إلى الله وكان يقول آخر الليل اعملو ا لي كوب شاي لكي أنام ".
وتوضح بكري "أما فيروز فأنا أسمعها في أي وقت، وأحب صوتها وغنائها لكن ذلك جاء على كبر، ولم يرتبط بالطفولة ولا بالصبا".".

- فيروز والقهوة متعتان لا للجمع بينهما

من جهته يؤكد الناقد جمال الطيب على أن "لا توجد علاقة بين شرب القهوة وصوت فيروز، لكل منهما "طقس" منفرد، ولا يمكن الجمع بين المتعتين وتتوقف على المكان والتوقيت.

ويلفت الطيب إلى أن "شرب القهوة مرتبط بالقراءة أو الكتابة أكثر وفيروز مرتبطة بالتعمق في عذوبة كلمات الأغنية التي تشدو بها والتحليق مع رقة وجمال اللحن"

- لا أشرب القهوة ونادرا ما استمع إلى فيروز

الكاتب المسرحي والمترجم ميسرة صلاح الدين يقول "بالنسبة لي لا يوجد أي ارتباط من أي نوع بين القهوة وفيروز، أو القهوة والموسيقى
ويضيف القهوة مرتبطة بعض الشئ بحالة ذهنية لها علاقة بالعمل والتركيز وفي بعض الأحيان بالهدوء وتصفيه الذهن، ومحبة القهوة لها علاقة لتذوق البن ونكهة التحويجة.

ويؤكد ميسرة صلاح الدين "بالنسبة لفيروز هي فنانة كبيرة ملهمة ومهمة، صاحبة صوت شجي وألحان فاتنة. قدمت فيروز تجربة موسيقيّة غنائية براقة ومختلفة يمكنني الاستمتاع بأغاني فيروز في أي وقت فكل الأوقات مناسبة للغناء وفيروز الأغنية المناسبة لكل حالة مزاجية وشعورية، بدءا من "شط إسكندرية" و"حبيتك بالصيف" ومرور "بكيفك أنت" و"ع هدير البوسطة" وحتى نصل لأغانيها ذات العطر الوطني المقاوم للزمن "كالقدس وبيروت". لا أشرب القهوة ولا أستمع إلى فيروز إلا نادرا..

- أعطني القهوة وغني

ونختم بالروائية رشا سمير والتي تؤكد على أن "القهوة بالنسبة إلي هي مذاق الحياة كل يوم.. هي عادة تتحول إلى إدمان مع التكرار في بداية كل صباح.. وكلما حاولت الهروب من الكلمات إلى فترة استراحة تحملني لسطور جديدة.

قهوة الصباح هي إدماني اليومي، تؤنسني حين أمسك القلم وابدأ في كتابة مقالي الأسبوعي أو أثناء كتابة الروايات.

وتوضح رشا سمير "بعيدا عن الكتابة، أئتنس بفنجان القهوة على صوت فيروز وهي تشدو وتصدح بكلماتها العذبة أو بنغمات عزف عمر خيرت على البيانو.. فأجدني أنساب مع الكلمات والألحان، بل ويسكنني نوع من الحنين إلى تلك اللحظات كلما حاوطني الضجيج والزحام اليومي، وقتها أتوق إلى الهروب الى البحر مع صوت فيروز أو غناء العندليب وفنجان قهوتي المسحور".

وتستطرد مع كل فنجان قهوة أتذكر شعر الرائع نزار قباني وهو يتحدث عن قهوة أمه الشهيرة (أم المعتز) وأتذكر كيف كنت أقرأ تلك القصيدة وأتوقف دائما عند تلك الأبيات وأكاد أن أقسم أنني كنت وقتها أشعر بمذاق قهوتها ونكهتها من خلال أبياته التي أحفظها ظهرا عن قلب وهي تقول:
قهوة أمي مشهورة
فهي تطحنها بمطحنتها النحاسية فنجانًا.. فنجانًا
وتغليها على نار الفحم.. ونار الصبر
وتعطرها بحب الهال
وترش على وجه كل فنجان قطرتين من ماء الزهر
لذلك تتحول شرفة منزلنا في الصيف
إلى محطةٍ تستريح فيها العصافير
وتشرب قهوتها الصباحية عندها."

كم تمنيت أن أزور دمشق وأجلس في شرفة منزلهم لأستمتع بهذا الفنجان الذي رسمت صورته طويلا في مخيلتي.

سيظل فنجان القهوة هو الإلهام لكل الأدباء وبداية كل سطر في كتاب جديد.