رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جريمة وهمية».. التفاصيل الكاملة لمزاعم اغتصاب «خديجة اليمنية» في مصر

خديجة اليمنية
خديجة اليمنية

«فيديو مؤلم.. 3 مصريين يغتصبون الطفلة اليمنية خديجة».. كلمات مثيرة تدفعك سريعًا لفتح الرابط أو «الشير» على مواقع التواصل الاجتماعي بدافع الإنسانية إذا كنت إنسانا سويا دون أن تعي ما وراء القصة.. مهلا الواقعة التي ملأت منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية العالمية والإخوانية خلال أيام قليلة مفبركة وغير حقيقية ويقف وراءها مجموعة منظمة.

الحقيقة نرصدها في التقرير التالي، فكيف بدأت؟.. وفقًا لبيان السفارة اليمنية في القاهرة فإن الطفلة خديجة غادرت مقر سكنها بمنطقة الدقي لشراء بعض الأدوية لوالدتها التي تخضع للعلاج في القاهرة ولم تعد إلى المنزل، وبعد تلقي السفارة بلاغا من والدتها، قام المختصون في السفارة بناءً على توجيهات ومتابعة حثيثة ومتواصلة من السفير الدكتور محمد علي مارم بالتواصل مع الجهات الأمنية في بلد الاعتماد والتي تعاونت مشكورة في البحث عن الطفلة المفقودة التي عادت إلى مقر سكنها بمساعدة أحد المواطنين المصريين صباح الخميس 13 أغسطس الجاري.

بيان السفارة جاء واضحًا فأكد أنه بعد إجراء التحقيقات من قبل الجهات الأمنية المصرية وعرض الطفلة على الطب الشرعي تأكد أنها في حالة جيدة ولم تتعرض لأي اعتداء أو أذى من أحد كما روجت بعض الجهات ومواقع التواصل الاجتماعي.

السفارة اليمنية كشفت عن جهات معينة تقف وراء الإدعاءات الكاذبة، هذه الجهات نشرت هاشتاجًا على مواقع التواصل الاجتماعي يزعم تعرض الفتاة للاغتصاب وبدأ من جروب الجالية اليمنية في مصر على موقع "فيس بوك" الذي شن حملة إهانة ضد الدولة المصرية وتبعه بعد ذلك اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية سواء في مصر أو اليمن.

وقال الدكتور ماجد الحمامي، الطالب اليمني بكلية طب القصر العيني، إنه شكل وأطباء يمنيون في القاهرة لجنة طبية وفحصوا الفتاة التي تبلغ 13 عامًا، وتبين أنها "سليمة" ولم ولن تتعرض للاغتصاب، مؤكدًا أن ما حدث مسرحية من أجل جمع الأموال بمساعدة صحفي يمني يدعي "العزي العصامي" وهو معروف عنه الاتجار والارتزاق.

وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة عائشة العواقي المسئولة بالسفارة اليمنية بالقاهرة في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن قصة خديجة "كذب في كذب"، وأن الفتاة لم تغتصب وما حدث مسرحية من الأم وبعض النشطاء على رأسهم الصحفي "العزي العصامي" من أجل الهجرة الإنسانية إلى كندا.

وقالت العولقي، إن الفتاة عرضت على الطب الشرعى وتبين أنها لم تتعرض لأي أذى، وأن الفتاة هربت من الأم بسبب خلافات أسرية، وعقب عودتها حصلت الأم على مساعدات مالية من السفارة للانتقال إلى سكن أفضل، مشيرة إلى أنه بعد نشر يمنيون القضية واختلقوا قصة الاغتصاب لإضفاء صبغة سياسية عليها بهدف الهجرة إلى كندا.

وأكد مصدر دبلوماسي بالسفارة اليمنية بالقاهرة لـ"الدستور"، أن وراء إدعاءات الاغتصاب الصحفي اليمني العزي العصامي وإبراهيم الجهمي موظف مفصول من السفارة وفؤاد أزال ناشط يمني مقيم في القاهرة، مطالبًا السلطات المصرية بترحيلهم من القاهرة نظرا لأنهم لهم أهداف سياسية تريد ضرب العلاقات المصرية اليمنية.
وقال أسامة فؤاد محمد، ناشط سياسي يمني مقيم في القاهرة، إن والدة الفتاة تريد الحصول على الأموال والهجرة إلى كندا بمساعدة ناشطة يمنية تدعي سميرة الحوري والصحفي العزي العصامي وفؤاد أزال.

وأوضح وجدي أبو محمد الحوشبي اليمني المقيم بالقاهرة في شهادته عن القصة قائلا: "عندما علمت بقصة الطفلة خديجة ذهبت إلى قسم الدقي بصحبة الناشط مختار الجونة فوجدنا المسئول الأمني بالسفارة خالد العقيلي والمستشار القانوني بالسفارة محمد الدعيس، وتناقشنا مع رجال الأمن وأخذنا الطفلة خديجة وأمها إلى طبيبة نساء وولادة وتم الفحص عليها وتبين أنها سليمة ولا فيها أي ضرر.. وخرج الكل فرحان".
وأضاف أن والدة الطفلة كانت تتعامل ببرود وعقب ذلك قررنا نقل مسكن الأسرة من الدقي إلى فيصل خوفا عليها وهذا كله تبنته السفارة اليمنية.

وبعيدًا عن الشهادات اليمنية التي تؤكد زيف إدعاءات اغتصاب الطفلة، فإن تحريات الإدارة العامة لمباحث الجيزة كشفت أن الطفلة تقيم بصحبة والدتها التي حضرت إلى مصر في رحلة علاجية، وأقامت في شقة مستأجرة بالدقى وخلال فترة الإقامة بمصر، تعرفت الطفلة على فتاة تقيم بالدقى إلا أن والدتها طلبت منها إنهاء علاقتها بها لعدم الاطمئنان إلى صديقتها وعائلتها.

وأوضحت التحريات أن خديجة رغم طلب والدتها بإنهاء علاقة صداقتها مع الفتاة إلا أنها لم تستجب لها، وتركت مسكن والدتها، وتوجهت إلى مسكن صديقتها، وأقامت بصحبتها عدة ساعات، خشية تعرضها للعقاب بعد عودتها لمسكنها، أخبرت والدتها أن مجهولين اختطفوها واعتدوا عليها جنسيا، مما دفع والدتها لتحرير محضر بالواقعة.
وعقب تحرير محضر بالواقعة، تم إخطار النيابة التى قررت عرض الطفلة على الطب الشرعي، وتبين عدم تعرضها لأى اعتداء جنسى، وبدأ رجال المباحث فى مناقشة الطفلة، حتى اعترفت بحقيقة الواقعة.

وأكدت الطفلة أنها لم تتعرض لأى اختطاف أو اعتداء جنسي، وأنها اختلقت واقعة اختطافها واغتصابها خوفا من عقاب والدتها لها، بسبب استمرار صداقتها مع الفتاة، فتم استدعاء صديقة الطفلة، وأفراد أسرتها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه الواقعة، وباشرت النيابة التحقيق.