رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جميل الذيابي يكتب عن "خاشقجي": فتش عن المستفيد.. وابحث خلف قطر

جميل الذيابي
جميل الذيابي

-ليس من سلوكيات وأخلاقيات المملكة احتجاز شخص فى مبنى بعثتها الدبلوماسية ولم يُعرف عنها الاختطاف أو الاغتيال والمؤسف خروج تصريحات لا مسئولة من بعض الأتراك

يروّجون لمقتل الإعلامى السعودى جمال خاشقجى ويغردون بكل ثقة فى وقت واحد بتغريدات شبه متطابقة، ومثل تلك «الحقيقة الدامغة» لا يتحدث بها إلا جناة والغون فى الجريمة، وفى علم الجريمة كثيرًا ما يستدل المحققون على المجرم بمثل تلك الشبهات!.
يُقال دائمًا «ابحث عن المستفيد»، الجميع قرأ وشاهد جوقة القطريين والإخونج، وهم الأكثر كذبًا وراء نبأ اختفاء جمال عبر ترويج الأباطيل والفبركات، بل بلغت بهم الحالة الهستيرية «اللا مهنية - اللا إنسانية» إلى تقطيع جسده فى تغريداتهم وعلى شاشات إعلامهم «المأزوم»!.
خاشقجى لم يكن معارضًا خشنًا فى يوم ما، وكانت تغريداته الأخيرة تشير إلى رغبته فى العودة إلى بلاده، وهنا «فتش عن المستفيد» من إحداث تلك الشوشرة وراء اختفائه لتشويه صورة المملكة وتوظيف ذلك لأغراض سياسية مخزية وعدوانية.
لاتزال هناك أسئلة عدة، أهمها؛ ما خلفيات الترويج الإعلامى القطرى – الإخوانى لاختفاء جمال فى هذا التوقيت وأن السعودية وراءه، بما يشبه إعادة سيناريو «أبوعدس» وكذبة «الجزيرة» القطرية آنذاك بهدف توريط المملكة وتشويه صورتها عالميًا حتى تكشفت الحقائق لاحقًا وتورط القناة ومراسليها؟.
ثم لماذا تم اختيار إسطنبول مكانًا لاختفاء خاشقجى تحديدًا وليس فى واشنطن مثلًا التى يقيم فيها منذ ١٥ شهرًا.
و‏ما دور خديجة ‏(الخطيبة المزعومة) وما علاقتها بالمخابرات القطرية التركية؟ الحقائق ستتجلى تباعًا، وستعلن نتائج التحقيقات، وسيواجه العقاب المتورطون فى مسرحية اختفاء جمال بعد خروجه من القنصلية السعودية.
يرجح أن «الدوحة المنبوذة» تورطت، فلم يعد هناك ما يثير الأزمة ضد السعودية إلا ارتكاب الجرائم بهدف تشويه سمعتها وهى غاية سعى إليها تنظيم «الحمدين» منذ ٢٢ عامًا!.
الكل يعلم أن فى لندن معارضة سعودية، تشتم وتفترى وتفجر فى الخصومة وتهاجم رموز البلاد ليل نهار، ولم تتعرض لأذى!.
وما أكثر الذين يهاجمون المملكة من عرب وعجم فى الإعلام كذبًا وزورًا ولم تتعرض لهم، ولم يهتم بهم أحد، وقد قالوا ما لم يقله خاشقجى أو غيره، وقد شهد بذلك كساب العتيبى فى تغريدة له أخيرا: إنه عارض بلاده ٢٠ عامًا ولم يهدده أو يتعرض له أحد.
‏الإعلام القطرى «حاقد - مريض» ويروج فبركات يتمناها بهدف تحقيق مكاسب ضد المملكة، لكنها فى الوقت نفسه تزيد الشكوك حول تورط بلاده.
وفى حالة خاشقجى، السعوديون يعلمون أن بلادهم حريصة عليهم، والأولى بمعرفة مصير مواطنيها، ومحققوها لم يتأخروا فى الوصول إلى إسطنبول، ولا تقبل أن يزايد عليها قطيع «الإخوانجية» و«القطرجية» و«القومجية»، والمنافقون والمستأجرون والمتاجرون كذبًا وزورًا!.
المملكة ترفض أى محاولات من أى دولة أو جهة كانت لتسييس قضية اختفاء جمال قبل ظهور المعلومات الرسمية عن تفاصيل اختفائه، وبيان القنصلية السعودية يفند كل تلك المغالطات والأكاذيب، وقد منحت وسائل الإعلام حرية الحركة والتجول داخل القنصلية، ولم تترك غرفة أو دولابا دون أن يُسمح بالتحقق منها، وهو ما يؤكد ثقة المملكة بنفسها وبسياساتها. وكما قال ولى العهد الأمير محمد بن سلمان «ليس لدينا ما نخفيه».
وتاريخيًا، ليس من سلوكيات وأخلاقيات المملكة احتجاز شخص فى مبنى بعثتها الدبلوماسية، ولم يُعرف عنها الاختطاف أو الاغتيال، والمؤسف خروج تصريحات لا مسئولة من بعض الأتراك وإطلاق أحكام متسرعة بناء على «تخرصات» كاذبة وليست حقائق دامغة، حتى أعاد الرئيس أردوغان الأمور إلى انتظار نتائج التحقيقات. وتركيا تبقى مسئولة عن سلامة خاشقجى طالما اختفى على أراضيها، وتلاحقها «التهمة» إذا لم تقدم ما يبرئ ساحتها!. الأكيد أن التحرك القطرى و«الإخوانجى» اللافت والمثير للجدل عبر الوسائل الإعلامية والمنصات الاجتماعية يؤكد من خلال الحقن والتجييش العدوانى مع قصة اختفاء خاشقجى تورطهما فى اختفائه، واستمرار حماقات الدوحة السياسية والعمل بأسلوب العصابات المارقة الخارجة عن القانون، كما اعتادت عليه منذ تولى تنظيم الحمدين سدة الحكم فى قطر إثر انقلاب حمد بن خليفة على والده.. والقادم كفيل بتعرية أزلام «الحمدين» وقطيع «الإخوانج»، وكل الأمنيات بسلامة جمال.