بين «الاغتيال والسجن والوفاة خلف القضبان».. نهايات مرشدوا الجماعة الإرهابية

على مدار 89 عامًا سعت فيها جماعة الإخوان المسلمين إلى الوصول للحكم، من خلال تنصيب مرشديها الثمانية، خلال فترات زمنية معينة، ولقوا مصيرهم كل منهم على حدة، منذ جلوسهم على كرسي «مرشد الجماعة»، فتنوعت نهاياتهم بين الاغتيال والسجن والوفاة خلف القضبان، منذ إنشائها على يد حسن البنا عام 1928.

وفي ذكري وفاة المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين «حسن الهضيبي» نرصد التسلسل الزمني لجلوس المرشدين الثمانية، على الكرسي في زمن الجماعة، وكيف آل بهم المصير.

حسن البنا
مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها الأول، ووضع على عاتقه مهمة تكوين وإرساء قواعد الجماعة وضم الإخوة لها.
كان الاغتيال مصيره في 12 فبراير 1949، حيث تم إطلاق النار عليه في أثناء خروجه من مقر جمعية الشبان المسلمين، القائم بشارع نازلي سابقا رمسيس حاليا، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى القصر العيني.

حسن الهضيبي
احتل حسن الهضيبي المركز الثاني، في قائمة مرشدين جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن رشحه حسن البنا مؤسس الجماعة، ليتولى إرشاد الجماعة في أثناء فترة الخلاف مع رجال الثورة وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وشهدت في تلك الأثناء مقتل ومحاكمة عدد من شباب الإخوان، إلى أن طالت يد النظام المرشد نفسه، وتم سجنه آواخر عام 1954 وصدر ضده حكمًا بالإعدام ثم خُفف إلى المؤبد، وتم نقله من السجن للإقامة الجبرية في منزله فيما بعد، وأعيد اعتقاله بأغسطس 1965 للمرة الثالثة، إلى أن توفى في 11 نوفمبر 1973 بمنزله عن عمر يبلغ 82 عامًا.

عمر التلمساني
المرشد العام الثالث هو المنصب الذي تولاه عمر التلمساني عام 1973، حيث أعاد تنظيم أفراد الجماعة بعد خروجهم من السجون في أثناء حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات للبلاد، لكنه توفي في 22 مايو 1986، بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز 82 عامًا.

محمد حامد
محمد حامد أبو النصر أعقب «التلمساني» بعد وفاته، واستمر في منصبه لـ10 أعوام، عاصرت خلالهما الجماعة أحداثًا بارزة على الصعيد السياسي، أبرزها تغلغلها في العديد من النقابات المهنية، ونوادي التدريس الجامعية والجمعيات الأهلية، وخوضها الحياة النيابية تحالفة مع عدد من الأحزاب حينذاك، توفي في القاهرة فجر السبت 20 يناير عام 1996 عن عمر ناهز 83 عامًا.

مصطفي مشهور
مصطفى مشهور، المرشد العام الخامس ومؤسس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، في أثناء هروبه خارج مصر لفترة قبل أيام من اعتقالات سبتمبر 1981، وتم سجنه لعدة مرات وتوفي 14 نوفمبر 2002، بعد غيبوبة إثر نزيف في المخ دام أكثر من 15 يومًا، عن 83 عامًا.

محمد مأمون الهضيبي
منصب المرشد العام السادس، كان فيما بعد من نصيب محمد مأمون الهضيبي، ابن المرشد الثاني حسن الهضيبي، ولكنه كان الأقل حظًا بين المرشدين، فلم يشغل ذلك المنصب سوى عامين فقط، ووافته المنية سريعًا إثر تعرضه لمشاكل صحية بالمعدة متعددة، وتوفي في 27 نوفمبر 2002 عن عمر 82 عامًا، وكان رئيسًا لمحكمة غزة عام 1956 لكنه اعتقل في ‏1965‏، وتم إقالته إثر ذلك من منصبه، وقدّم إلى المحاكمة العسكرية وحكم عليه بالحبس سنة، وجدد اعتقاله لمدة 5 سنوات بعد انتهاء مدة الحبس إلى أن أفرج عنه في 1971.

محمد مهدي عاكف
محمد مهدي عاكف، السابع في تلك القائمة، وتولى المنصب من 2002 وحتى 2010، الذي توفي أمس في مستشفى قصر العيني، عن عمر ناهز 89 عامًا، وكان محبوسًا على ذمة إعادة محاكمته في قضية مكتب الإرشاد، التي صدر فيها ضده مسبقًا حكما بالمؤبد، وكان قدم للمحاكمة العسكرية عام 1996؛ في قضية عُرفت بـ«سلسبيل»، وحُكم عليه بـ3 سنوات، خرج من السجن عام 1999، ورفض إعادة انتخابه مرشدا لـ«الإخوان»، ليكون بذلك أول من ينتخب مرشدًا آخرا وهو على قيد الحياة.

محمد بديع
آخر مرشدو الجماعة، وهو المرشد العام الثامن، حيث انتخب في 16 يناير 2010 خلفًا لـ«عاكف»، يعتبر أكثر من وجهت إليه اتهامات بين قيادات الجماعة في أعقاب «ثورة 30 يونيو»، حيث يتم محاكمته في 9 قضايا، ولكن لم يتم صدور حكم نهائي ضده سوى بالسجن المؤبد في قضية قطع الطريق الزراعي بقليوب، بينما كان قد صدر مسبقًا ضده حكمًا بالإعدام شنقا في 3 قضايا.