رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"صافيناز ذو الفقار" الفريدة التي أسرت قلب الملك فاروق من أول نظرة.. سويسرا شاهدة على توهج قصة الحب.. وولي العهد كلمة السر في الانفصال

جريدة الدستور

صافيناز ذو الفقار أو الملكة فريدة الزوجة الأولى للملك فاروق ملك مصر وآخر من حكم مصر من سلالة محمد علي، ووالدة بناته الثلاث فريال وفوزية وفادية، والتي كانت شاهدا حيا علي ربيع وخريف الأسرة الملكية.

في العاصمة الثانية لمصر مدينة الإسكندرية، تنسمت "صافيناز" أول نسائم الحياة لأسرة عريقة النسب والجاه ألا وهي عائلة ذو الفقار صاحبة السلطة والحظوة، حيث شغل العديد من أفرادها آنذاك العديد من المناصب السياسية المرموقة.

ترددت " صافيناز" على القصر الملكي عن طريق والدتها السيدة زينب ذو الفقار، حيث كانت واحدة من الصديقات المقربات للملكة نازلي والدة الملك فاروق.

لعب القدر دوره في التقريب بين قلب صافيناز وفاروق، ففي أعقاب تتويج ولي العهد ملكًا على مصر خلفًا لوالده الملك فؤاد، ذهبت زينب ذو الفقار إلى القصر لتهنئة صديقتها بصحبة ابنتها، وفي تلك الأثناء رأى " فاروق" للمرة الأولى "صافيناز" فوقع أسيرًا في شباك حبها، وصمم على إصطحابها معها في رحلة العائلة إلى أوروبا وتحديدًا دولة سويسرًا، والتي أعلن القصر السبب في القيام بها بأنها رحلة تثقيفية تهدف إلي إثقال الملك بالخبرات اللازمة للحكم كونه صغير السن.

ساهمت الرحلة في تحطيم الحواجز بين الطرفين بعد تقارب صلات الود والحب، ليقرر "فاروق" التقدم لخطبتها، ورغم اعتراض أهلها في بداية الأمر بحجة صغر سنها التي لم يتجاوز السادسة عشرة، لكن في نهاية الأمر رضخت الأسرة لمطلب الملك، وبالفعل تم عقد القرآن، في ليلة لم تشهد مصر نظيرًا لها من قبل وبعد.

وقد اختار الملك "فاروق" لها لاحقًا اسم "فريدة" بديلا عن صافيناز، غير أن زواجها بالملك فتح الطريق أمامها للدخول في رحلة العذاب، والتي عاشتها داخل أروقة القصر الملكي.

لم تدم حبال الود طويلا بين الطرفين، فعقب مرور عام واحد على زواجها بالملك فاروق، ذاقت خلال تلك العام صنوفًا شتي من السعادة، انحدرت العلاقة بين الطرفين لتتخذ مسارًا مغايرا نحو الأفول، بعدما دبت الخلافات بينهما نتيجة انحراف الملك لقضاء العديد من السهرات، وارتباط اسمه بوجود العديد من العلاقات غير الشرعية التي تجمع بينه وبين العديد من سيدات المجتمع الملكي، بجانب عدم إنجابها لولي العهد، الذي يحمل اسم الملك "فاروق" من بعده، لينتهي الأمر بالانفصال.

وعقب ثورة يوليو1952، ظلت الملكة " فريدة" في القاهرة تلامس الوحدة، بعد أن تم منعها من مغادرة القاهرة، قبل أن يتدخل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عبر إصدار أوامره طالبًا لها حرية الحركة والتنقل دون قيود، وقد توسطت لديه لأجل دفن "فاروق" بمصر وهو ما وافق عليه.

وقد قضت حياتها لاحقا كرحالة متنقلة بين العديد من العواصم العالمية، حيث عادت إلى ممارسة هوايتها الأولى وهي الرسم، متخذة منها سبيلا نحو التكسب بهدف جني الأموال اللازمة لتدبير معيشتها، قبل أن يستدعيها الرئيس السادات طالبًا منها العودة من جديد إلى أحضان القاهرة، باسطًا ذراعيه أمامها لتنفيذ كل طلباتها، لكنها لم تغال في طلباتها، حيث اقتصرت في الحصول على شقة علي ضفاف النيل، وهو ما وافق عليه السادات على الفور، حيث أقامت بشقة بضاحية المعادي، قضت بها الشطر الأخير من حياتها حتي وافتها المنية.