رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخطر 48 ساعة في البحرين.. إيران تهدد بإشعال المنطقة والمقاومة المسلحة بعد إسقاط الجنسية عن «زعيمها».. مصر والسعودية والإمارات تواجه الإدانة الأمريكية بدعم عربي موحد

جريدة الدستور

لم تهدأ نار إيران، منذ أن اتخذت البحرين حزمة من الإجراءات ضد الرموز الشيعية، وآخرها إسقاط الجنسية عن رجل طهران الاول، ونموذج حسن نصر الله في المملكة، آية الله عيسى قاسم، وهو ما حذر على أثره قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، من إمكانية ظهور مقاومة مسلحة في البحرين، باعتباره أحد أكبر الرموز الشيعية في البلاد، مؤكدًا أن هذا الإجراء من الممكن أن يشعل النار في المنطقة.

سليماني الذي أكد أن هذه الممارسات لن تُبقي خيارا للشعب إلا المقاومة المسلحة، لم يأت بجديد، إذ إن إيران هي المسؤول الأول عن الأحداث الطائفية، وزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، بل وتطور تحذيره إلى القول بأن "آل خليفة يعرفون جيدًا أن تعديهم على الشيخ عيسى قاسم خط أحمر، يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأكملها". (اقرأ .. أخطر مخطط إيراني في الخليج).

وكانت السلطات البحرينية أوقفت عددا من قيادات المنظمة المعارضة المعروفة باسم «جمعية الوفاق الوطني الإسلامية»، كما أنها أغلقت مقارها وأصدرت أمراً بتجميد الأصول المملوكة لها، كما استدعت الشيخ باقر الحواج «مرتين»، والسيّد هاشم البحرانيّ، والسيّد مجيد المشعل، والشيخ حسين المحروس والشيخ إبراهيم الأنصاري، وسط أقاويل عن احتمال اعتقال الشيخ عيسى قاسم، على خلفية وجود وثائق تؤكّد دعمه عمليّة استهداف رجال الأمن وتمويل عمليّة تهريب إرهابي.

إيران وحزب الله
الخارجية الإيرانية، وصفت قرار الحكومة البحرينية بإسقاط الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم، وتصعيد الممارسات الأمنية ضد الزعماء الدينيين والوطنيين، إجراءات تعسفية تبدد الآمال بإصلاح الأمور في البحرين عن طريق الحوار والوسائل السلمية.

من جانبه أدان حزب الله الإجراء القمعي الجديد الذي اتخذته السلطات البحرينية والذي تمثل بتعليق عمل جمعية الوفاق، وهي أكبر الجمعيات البحرينية المعارضة، وحل جمعيتي التوعية والرسالة الإسلاميتين، واعتبر أن هذه الإجراءات اعتداء صريح على الحقوق والحريات.

مصر ضد أمريكا
وفي الوقت الذي نقل فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قلق بلاده إزاء سحب الجنسية من رجل الدين الشيعي، أكدت وزارة الخارجية المصرية، دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها البحرين، ورفض مصر لمحاولات بعض التنظيمات التي تتلقى الدعم الخارجي انتهاك الدستور والقانون ومؤسسات الدولة البحرينية وتأجيج الطائفية السياسية في مواجهة مفهوم المواطنة.

وفي تغريدة له على موقع تويتر، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش: «إلى متى تصبر الدول على من يحرض على العنف و يمس الوحدة الوطنية والوئام المذهبي؟ قرار البحرين بإسقاط الجنسية عن عيسى قاسم هذا سياقه»، كما أكد مجلس الوزراء السعودي دعمه لكافة الإجراءات القضائية التي اتخذتها البحرين للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها.

أخطر 48 ساعة 
وشهدت البحرين بعد هذه الإجراءات، أخطر 48 منذ اندلاع مظاهرات فبراير 2011، حيث تجمع الآلاف من المتظاهرين، بالقرب من منزل قاسم عقب سماع أخبار عن سحب جنسيته حيث هتفوا بشعارات ضد ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والحكومة.

فيما دعى علماء الدين في البحرين، إلى إيقاف صلوات الجمعة والجماعة، حتى إشعار آخر، مشيرين في بيان «ممنوعون من الصلاة» إلى منع النظام أكبر صلاة جمعة في البحرين ومحاولته فرض قيود على اتباع أهل البيت في ممارسة شعائرهم وفقا لأحكامهم الفقهية.

وأعلن فضلاء البحرين في حوزة قم العلمية عن دعمهم الكامل لخطوة تعطيل صلاة الجماعة ليلة الجمعة ويوم الجمعة التي أعلن عنها علماء البحرين في الداخل إحتجاجاً على تدخلات السلطة في الشأن الديني، واضطهادها لعلماء الدين واستجوابهم.

منظمات حقوقية
وطالبت منظّمة هيومان رايتس ووتش حكومة البحرين بالتراجع عن قرار إغلاق جمعيّة الوفاق، ومصادرة أموالها ومحاولة حلّها، وكذلك إطلاق سراح الناشط الحقوقي المعتقل نبيل رجب، المتهم في قضايا تتعلق لانتقاده السلميّ للسلطات.

وقالت قالت المنظّمة في بيان لها السلطات البحرينيّة تتهم جمعيّة الوفاق بتغذية الإرهاب والتطرّف والعنف"، فيما أسندت إلى رجب تهمة نشر أخبار كاذبة في محاولة لتشويه سمعة البحرين.

وحث نائب مدير قسم الشرق الأوسط بالمنظمة جو ستورك، كلًّا من الولايات المتحدة الأميركيّة وبريطانيا على الضغط على السلطات البحرينيّة للتوقف عن قمع المعارضة السلميّة واستهدافها، وتوفير الضمانات الكافية لعملها بأمان، مؤكّدًا أنّ «المجتمع المدنيّ في البحرين في خطر».