رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة عيد الميلاد «2»


كلما جاء يوم ميلادى، انتابنى نفس الشعور وراودتنى نفس التساؤلات كل عام.. وأجد نفسى أعيش ليلة «مواجهة النفس». «ليلة النقد الذاتى» أسترجع فيها حياتى، أحداث العمر، لحظات السعادة التى حلقت بها إلى عنان السماء وكأننى أعيش الحياة كلها فى هذه اللحظة، وكأننى جمعت سعادة كل البشر واستمتعت بها لوحدى... لحظات ضحكة القلب قبل العين.. أسترجع فيها لحظات التحدى والإصرار والمثابرة... لحظات الشجن والحزن التى تجعلنى أهبط فجأة إلى الأرض وأعيش الواقع ولكن سرعان ما أستجمع قواى بأنها لحظات الفشل ماهى الا جولة فى مباراة العمر..... هذه هى لحظات من حياتى... بل إنها حياتى كلها. وهذا هو عمرى الذى مضى منه عام.

فى هذه الليلة، أسترجع ذكرياتى... ذكرياتى أنا وحدى... حياتى أنا وحدى... حياتى التى عشتها بحلوها وبمرها، بضحكاتها وبدموعها.. دموعى التى عبرت عن إنسانيتى، أو من صدماتى من خداع قلوب من حولى.... ليلة، أسترجع فيها لحظات مواجهة أخطاء العمر والقرارات الفاصلة التى أخذتها واعتقدت حينها أنها كانت قرارات صائبة، حكيمة ولكن السنوات أثبتت أنها كانت أخطاء... وقرارات أخرى لم أتخذها، فأثبتت الأيام أنى كنت مخطئة بتأجيلها أو بسقوطها من قرارات حياتى! فى هذه الليلة، تمر أمامى لحظات التعلم من أخطائى ومن دروس الحياة.. لكن السؤال الأهم، هل تعلمت منها فلم اكرر أخطائي؟

لقد استرجعت ما كتبته فى مقالى العام الماضى «ليلة عيد الميلاد» ووجدت نفسى أمر بنفس المشاعر وبنفس التساؤلات التى مرت فى العام الماضى، لقد حاولت ألا أندم على قرارات حياتى لكن هل نجحت؟!!!. لقد حرصت طوال حياتى الا اكون فضولية أو أن أجهد نفسى بالتفكير لماذا قالوا ؟ لماذا فعلوا ذلك ؟. ووجدت نفسى لم اتغير فهذا هو منهجى حتى الآن... لأنى مقتنعة أن «خير الناس اعذرهم للناس» فتناسيت عيوب البشر لأن الكمال لله.. لكن هل نجحت ؟.! !! لقد حاولت أن احترم الضعف الإنسانى إلا «الضعف الوطنى»، لأن من أراد «صديقا يلا عيب» عاش وحيدا...فهل نجحت؟!!! .لقد حاولت أن أصبح متفائلة لأن «الابتسامة» هى طريقتى فى أن أقول «للحزن» لم تغلبنى و«للفشل» إنك لن تتمكن منى و«للاحباط» لن تسيطر على.. فهل نجحت؟!! .لقد حاولت ألا أجادل يوما غبيا أو حاقدا لانى سأخسر فى الحالتين لانى لن أستطيع مجاراتهما.. فهل نجحت؟!!! لقد حاولت هذا العام أن أنجح فى اختبار «مواجهة النفس» الذى أمر به كل عام... لقد رسبت فى محاولات ونجحت فى محاولات أخرى.. ادعو لى أن تنجح محاولتى فى العام المقبل إن شاء الله. لكن.. هل نجحت أنت فى هذا الامتحان فى ليلة عيد ميلادك؟.. كل سنة وأنت طيب.. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.

%d8%b9%d8%a8%d8%af%20%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d8%a7%d8%ad%20%d8%a7%d9%85%d8%af%20%d9%87%d9%85%d9%8a%d9%85%d9%8a.tif