رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ثورتين.. سمعونا بتقولوا إيه


الثورة.. هى علم تغيير المجتمع.. عندما يصل أى مجتمع إلى أزمة بين النظام الحاكم وكل فئات المجتمع. تحدث هنا الثورة.. أى الصدمة مع النظام نفسه.. يسقط النظام كى يأتى بنظام جديد على أنقاضه. يحقق المفقود.. دائما العدالة الاجتماعية والحرية.. لقد سقط نظامان نتيجة حتمية لقيام ثورتين..حتى هذه اللحظة لم نجد أيا منهما يصل إلى العدالة والحرية..

.. مما جعلنا نشعر أننا أصحاب سمع ثقيل.. لم نسمع عن هذه الثورات!! مازلنا نقف حيث كنا..كل ما صدر لنا من أوامر نفذناها كان الوطن هو القائد.. بعد كل ما حدث خلال 5 سنوات دفعنا الثمن غاليا دماء ودموع انكسارات وانتصارات.. نحن الآن عدنا كما كنا.. بنفس الأشخاص والمواقع نفسها..حتى الأرقام. نحن نمثل أكبر شرائح المجتمع عددنا 9 ملايين أسرة وقفت جميعا تدافع عن هذا الوطن حتى نضمن عدالة اجتماعية!! ونعيش فى حرية!! كنا أول من وقفوا طوابير كى نبنى هذا الوطن فى الاستفتاء وانتخاب الرئيس ثم البرلمان .. كان الحصاد «مر».. كنا قبل الثورات نعيش فى مشاكل.. خلالها أصبحنا نعيش فى أزمات.. الآن نعيش فى كوارث اجتماعية وإنسانية..

نملك أكبر ثروة فى التاريخ. رسميا تبلغ 620 مليار جنيه.. وبالحسابات المالية والفوائد البنكية نملك «تريليون» أى 1000 مليار جنيه!!.. نعيش الآن حياة لم تمر علينا من قبل.. 9 ملايين أسرة نقترب من 40 % من المجتمع كله..بيننا 5 ملايين أسرة تعيش حياة ليس لها مثيل فى كل ربوع العالم.. وفقا للمعايير الدولية هم.. تحت خط الموت..وفى ذات المعايير هناك مليونان تحت خطالفقر.. وهناك أيضا 18 مليوناً هم المؤمن عليهم ينتظرون نفس جحيم الحياة حيث نعيش الآن! من اعتدوا على أموالنا مازالوا هم الذين يديرون شئوننا الآن.. بعد ثورتين تمت ترقيتهم وأصبح مساعد الوزير.. مساعدا أول للوزير.. ومن كان رئيسا لصندوق التأمينات تم مد الخدمة له مرتين حتى من خرجوا إلى المعاش تمت حمايتهم وحصانتهم واعتبروا ما حصلوا عليه من مليارات.. مخالفة إدارية!! تم الحكم عليهم من المحكمة التأديبية!! ما معنى الثورتين ونحن نزداد فقرا كل يوم عن اليوم السابق!! تقول التقارير الرسمية إننا نملك مئات المليارات.. وتقول التقارير الاجتماعية والصحية إننا أتعس شرائح المجتمع كيف يحدث هذا!!

نملك كل هذه المليارات ونعيش فى فقر مدقع لم يمر علينا حتى فى أيام الهزائم.. إن هناك ثلات وزارات بذات القيادات قامت بالاعتداء علينا ماليا وبدنيا ومعنويا تتقدم الصفوف وزيرة التضامن ذات الجناحين من وزارة المالية والتخطيط..اتجمعوا الثلاثة.. واعتدوا علينا ونحن لا نملك من مصادر القوة سوى عشقنا للوطن.. اعتبروا ذلك نقطة الضعف فينا.. أخذوا يوجهون لنا الضربات..بل أعلنوا صراحة أننا أصبحنا نمثل عبئاً عليهم!! الغريب..كان صراخنا عاليا.. ولم يسمعنا أحد.. كنا نعتقد أن سماعنا نحن ثقيل!! لا نسمع.. ثم اكتشفنا أن من يديرون شئوننا الآن. اتبعوا معنا الحكمة الصينية.. أى أنهم لا يسمعون. لا يرون. لا يتكلمون.

أى أن هناك ظلما اجتماعيا واضحا وقع على الملايين من أصحاب المعاشات استغلوا فيهم كبر سنهم ونسبة كبيرة من المرضى بينهم.. ونكله بهم اجتماعيا واقتصاديا..وجهوا لهم الضربات بلا شفقة ولا رحمة.. حتى الحرية وهى أهم ما يميز أى ثورة فى العالم.. أصبحت مؤممة.. أى أن بعد ثورتين تم تأميم الحرية .. لماذا فعلوا بنا ذلك..طبعا حتى لا نتكلم..لا يجوز لنا أن نصرخ.. لا يجوز أيضا أن نتألم.. إنهم يشرعون لنا القوانين الآن.. سرا ودون إعلان أو مشاركة.. حتى يمارسوا الانتقام القانونى علينا !!

بعد ثورتين.. ذات الأسماء.. تدير شئوننا الآن.. بعد ثورتين عاد وبالمواقع نفسها التى قامت بسببها الثورتان.. نحن نعيش الآن تحت الانتقام والتنكيل الاجتماعى.. أصبحنا ممنوعين من الكلام. حتى وصل بنا الأمر أننا نبحث الآن عن خنادقنا القديمة لنعود للدفاع عن أنفسنا.. لم يعد هناك أمل حتى أن يسمعنا أحد.. ونحن أيضا أصبح سماعنا... ثقيلاً!! فلم نعد نسمع أحداً!!