رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين أهل الحق؟


«حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق».. «إنكم فى زمان القائل فيه بالحق قليل، واللسان فيه عن الصدق كليل ولازم فيه للحق ذليل، أهله منعكفون على العصيان» صدقت يا على بن أبى طالب. هذا هو زماننا.. هذا هو حالنا..تابع وراقب أهل الباطل الذين يتربعون على كراسى السلطة فى كثير من المؤسسات والوزارات وفى جميع المجالات السياسية،الإعلامية، أو يتصدرون المشهد كشخصيات عامة أو مؤثرة فى المجتمع.....وستجد أن كلمات «الإمام على» حملت الوصف الدقيق لحالنا ولحال أهل الحق وأهل الباطل... وأخذت أتساءل عن سبب انتصار أهل الباطل على أهل الحق!!... هل العيب فى أن أسلوب الباطل أقدر فى الإقناع من أهل الحق؟ « أليس من المدهشات أن مظاهر الباطل أقدر فى الإقناع أحياناً من مظاهر الحق».. مى زيادة. أم لأن أهل الحق لا يقفون بجانب بعضهم بعضاً بل يعملون على منافسة وضرب بعضهم البعض مما يعطى فرصة للباطل أن يتسلق سريعاً... أم لأننا نعانى من سلبية المحايد الذى لا ينصر الباطل بل يخذل بسلبيته وبحياده الحق...فيضيع الحق بتصفيق المحايد للباطل «إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل»، « وأن الباطل جندى من جنود الحق، لأنه حينما يعلويؤلم الناس بشراسته.. فيصيح الناس: أين الحق. فيظهر الله الحق...» الشيخ الشعراوى. هناك صراع أزلى بين الحق والباطل حولنا فى جميع معارك الحياة مع عائلتك، جيرانك، عملك... فى جميع مؤسسات الدولة... حتى فى سياسة الدول، هناك دول مع الحق ودول مع الباطل.. بل هناك دول هى نفسها « دول حق» و«دول باطل».. وللأسف أن فى ذلك الصراع الأزلى بين الحق والباطل.. ينتصر فيه الباطل على الحق ويسحقه، فى الوقت أن مناصر الحق وأهل الحق ودول الحق لا تجد الطرق والوسائل والقوة التى تمكنهم من إثبات الحق وتمكينه وإقناع الآخرين به أو من إحلال الحق على أرض الواقع أو إعطاء كل ذى حق حقه.. بينما أهل الباطل يساندون بعضهم بعضاً لصالح مصالحهم الخاصة بعيداً عن المنطق، الحق، العدل.... والآن. عليك أن تسأل نفسك. هل أنت من أهل الحق. أم من أهل الباطل؟. هل تذكرت كم مرة بتخاذلك عن نصرة الحق قد ناصرت الباطل... هل ستتخلص الآن من سلبيتك وحيادك فتقف مع الحق ولوكنت من أهل الحق القلة؟.. «عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين». ابن القيم. عليك أن تتأكد أن الظالم أو الباطل إذا استمر فى ظلمه فإن نهايته محتومة، وأن المظلوم وصاحب الحق إذا استمر فى محاولاته لانتصار واسترداد حقه فإن انتصاره محتوم فى النهاية... اللهم اجعلنا من أهل الحق، نعمل دائماً على نصرة الحق أينما كنا.. اللهم اجعل وطنى مصر دولة حق تقف دائماً مع نصرة الحق.. يا رب العالمين.. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.