عاجل| أسرار فشل المفاوضات.. الإعلام العبرى يكشف تفوق حماس وخداع إسرائيل للعالم
اعترفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية بأن مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على شمال غزة والتحكم في المفاوضات مع حركة حماس ما هي إلا أكاذيب لا أساس لها من الصحة، فعلى الرغم من القوة العسكرية الكبرى التي تتمتع بها إسرائيل فإنها لم تمنحها التفوق العسكري في هذه المعركة ولم تفعل سوى قتل عشرات الآلاف من المدنيين في القطاع معظمهم من الأطفال والنساء.
تفوق حماس والحرب النفسية.. ماذا يحدث في شمال غزة؟
وأفادت الصحيفة بأنه بالرغم من إعلان إسرائيل استئناف العملية العسكرية، ولكن البداية كانت من قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار الذي رفض الاستمرار في الاتفاق بهذا الشكل وهو ما يعكس تحكم حماس بصورة كبيرة في سير المفاوضات وأن لها اليد العليا فيها.
وتابعت أن الحركة وافقت بوساطة من مصر وقطر على استئناف مرحلة جديدة من المفاوضات ولكن يبدو أن القادة في الحركة كان لهم رأي آخر، ما أدى إلى تصاعد التوترات وترجمتها في القطاع من تبادل لإطلاق النار وقصف إسرائيلي جديد للقطاع.
وأضافت أن الهدنة الأخيرة كشفت عن أن يحيى السنوار وقادة حركة حماس لا يزالون يسيطرون على شمال غزة بالكامل وهو ما يتناقض مع ادعاءات الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على المنطقة وعزلها عن باقي القطاع.
وأشارت إلى أن الجنود الإسرائيليين كشفوا عن أن مقاتلي حماس خرجوا بسرعة غريبة من الأنفاق بعد انتهاء الهدنة مباشرة للرد على التقدم الإسرائيلي البري في شمال غزة، وهي خطوة أثارت جدلا وحيرة كبيرة في إسرائيل بسبب التوقيت الدقيق للعناصر بالرغم من الإمكانيات العسكرية المحدودة للحركة وأسلحتهم البدائية.
وأوضحت الصحيفة أن حماس بقادتها المحاصرين في غزة وعلى رأسهم السنوار، وأسلحتهم البدائية كانوا الطرف الأقوى في المفاوضات المنتظمة مع مصر وقطر وإسرائيل، كما واصل المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة في حربه النفسية الناجحة ضد الجيش الإسرائيلي.
وتابعت أن مناورات حماس لإخفاء هوية أبو عبيدة بالرغم من مقاطع الفيديو التي ينشرها كانت متميزة من تغييرات دقيقة في توقيت الإصدار، ومرئيات الإصدار المنسقة، فضلًا عن مقاطع الفيديو التي تنشرها الحركة خلال تحرير المحتجزين والتي أذهلت العالم بمصافحة المحتجزين وتمني التوفيق لهم.
لماذا رفض قادة حماس استمرار المفاوضات مع إسرائيل بالشروط القديمة؟
وأكدت الصحيفة أن إخراج السنوار المفاوضات عن مسارها القديم جاء لأنه عازم على تغيير صيغة التبادل القائمة منذ فترة طويلة والتي تشمل الرضع والأطفال والنساء والمسنين، خاصة مع اقترابه من المرحلة الأكثر تحديا في المفاوضات - مبادلة الجنود بالأسرى الفلسطينيين الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية.
وتابعت أن الوضع الحالي غير دقيق حيث تعتمد إمكانية الإنقاذ على رغبة الطرفين في التحرك، والسؤال المطروح هو ماذا يخبئه الغد، هل ستتقدم المفاوضات أم أنها ستتأخر أكثر من جانب أي من الجانبين، في ظل مواجهة الجيش الإسرائيلي قرارًا: إما القيام بضربات جوية في الأيام المقبلة مع تجنب المناورات البرية لتسهيل المفاوضات الجارية، أو شن هجوم عدواني واسع النطاق قد يسرع المفاوضات البديلة مع حماس، ولو بتكلفة أكبر على القطاع والمدنيين.