جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

"الجرح" و"فوق الأحزان".. كواليس روايات كتبها حسن البنداري

حسن البنداري
حسن البنداري

الكثير من الكتاب و الروائيين أحدثوا نقلة نوعية في الوسط الثقافي المصري، وتركوا بصمة وعلامة مضيئة في تاريخها، وهؤلاء من أخذوا حقهم في الكتابة عنهم ونشر إبداعاتهم، ومنهم من لم ينل حظًا وافرًا من الشهرة والصيت.

الكاتب محمد جبريل، في كتاب " ناس من مصر"، رصد لنا مجموعة كبيرة تزيد عن الثلاثين شخصية، من كتاب ونقاد وروائيين مصر، وعلاقته بهم، ومواقف وحكايات من حياتهم لم يعرفها الكثير من الناس.


أولى إبداعات حسن البنداري "الجرح" 
ومن بين تلك الشخصيات الثقافية الكاتب والروائي حسن البنداري، فقد قال جبريل عن بدايته في مشوار الكتابة، بدأ البنداري كتابة بـ "الجرح" من عام 1966 قبل التخرج بعام وفيها قصة "الفارس والعسكري" مغنا في تيار الوعي كتبها بمنهج القناص الذي لم يكن قد عمق في السرد العربي بعده بدت صرخة احتجاج من البطلة على الواقع الاجتماعي وفيها من حيث الشكل خروج على الإبداع السائد.

وفي عام 2006 كتب حسن البنداري روايته الثانية "العائد بالحب" فكر أثناء سفره في القطار أن يكتب قصة قصيرة أمسك الورقة والقلم وشرع في التخطيط للقصة لكن التخطيط اتسع حتى أصبح هيكل رواية لا قصة قصيرة ونزل في القطار، وقد تحدثت ملامح الرواية وعكف على كتابتها وأنجزها في أشهر قليلة.


قصة رواية "فوق الأحزان" لحسن البنداري
ويجد البنداري في روايته "فوق الأحزان" تناولًا لفترة مهمة في تاريخ مصر المعاصر كانت نواة تحديث الجيش المصري بعد 67 ما عمله عبد الناصر في هذا الشأن، والقول للبنداري كان عملا عظيمًا لأنه لا يمكن بناء الجيش مرة أخرى واستعادة ما فقدناه إلا بجنود مؤهلين لذلك صدر قرار تجنيد خريج الجامعات دفعات 65 و 66 و 67، وكان قرار عبد الناصر بقبول مبادرة روجرز موفقا رغم صيحات الرفض هنا وهناك لأن مصر كانت بحاجة شديدة إلى وقف إطلاق النار لفترة حتى يمكن بناء حائط الصواريخ وهو ما حدث.


من هو حسن البنداري؟ 
وكشف جبريل عندما تحدثت مع البنداري عن بدياته فقال:" ولدت في ضاحية قحافة القريبة من مدينة طنطا وحفظت معظم القرآن وأنا في التاسعة كان أبي ينجب البنات ولذلك نذر إن أنجب ولدا أن يدخله الأزهر وهو ما حدث مع أخي الأكبر السيد ومعي، ألحقنى أبي بالأزهر الكتاب أولا، ثم المعهد الابتدائي الأزهري.


تكوين حسن البنداري الثقافي
ووجدت في البيت مكتبة بها كتاب “ألف ليلة وليلة” الذي استهواني بمعالمه السحري فبدأت أقرأ وأنا في سن صغيرة ليوسف السبيعي وإحسان عبد القدوس ثم محمد فريد أبو حديد ومحمد سعيد العريان ثم الرافعي وطه حسين وقبلهم المنفلوطي بكتاباته ذات الزخم العاطفي العجيب، وأذكر أني بكيت في قراءة مجدولين تحت ظلال الزيزفون، وما قرأته بعدها على لسان أستاذنا نجيب محفوظ.

وبعد حرب أكتوبر، سافر إلى الخليج للعمل كما واصل دراسته العليا وحصل الماجستير في فن القصة القصيرة عند نجيب محفوظ ثم الدكتوراة وعين مدرسا بالجامعة وترقى في عمله حتى حصل على درجة الأستاذية وهو الآن أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بكلية البنات وله في رصيده الإبداع ثماني روايات وخمسة مجموعات قصصية وكتب عديدة في النقد الأدبي كما تولى الإشراف على الإصدار العلمي المحكم "فكر وإبداع" صدر العدد الأول سنه 1999 واستمر الإصدار حتى اليوم واتسع فيه مجال البحوث ليشمل كل مجالات الأدب والفن وكل العلوم الإنسانية.

اقرأ ايضًا:
الكاتب محمد جبريل يكشف كواليس من حياة الروائي إبراهيم المصري