رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"القومي للترجمة" يستعد لطرح النسخة العربية من كتاب "مدريد الإسلامية الأصول الخفية لعاصمة مسيحية"

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

 يستعد المركز القومي للترجمة، لطرح النسخة العربية لكتاب المستعرب الأسباني دانيال خيل بن أمية، “مدريد الإسلامية الأصول الخفية لعاصمة مسيحية”، ترجمة وتقديم خالد سالم.

المستعرب الاسباني

و"دانيال خيل بن أمية"، مستعرب وكاتب صحفي وباحث إسباني، وهو إسباني الأب والأم، ولد في المغرب ودرس فقه اللغة العربية والدراسات الإسلامية في البيت العربي في مدريد، ويعمل حاليا أستاذا لتاريخ الأندلس في جامعة كومبلوتسي بمدريد. 

وكان دانيال خيل بن أمية، قد نشر كتابه “مدريد الإسلامية الأصول الخفية لعاصمة مسيحية”، باللغة الإسبانية قبل عامين، تحديدا في العام 2021.

 

ــ مدريد الإسلامية الأصول الخفية لعاصمة مسيحية

 

يعد هذا الكتاب طرح جديد وامتداد لما قيل مسبقا حول الأصل العربي لاسم العاصمة الإسبانية، الذي ظل قرونا يمثل جدلا بين المختصين في التاريخ واللغة، إلى أن عثر عليه في كتب تاريح الأندلس العربية.

ويضيف مترجم كتاب “مدريد الإسلامية الأصول الخفية لعاصمة مسيحية”، خالد سالم في مقدمته: "وبعد جدال طويل استقر على أن كلمة "مجريط" مكون من كلمتين، مجرى واللاحقة اللاتينية "إيت"، التي تعني الكثرة، أي كثرة المجاري المائية الجوفية التي بنيت عليها هذه المدينة في منتصف القرن التاسع الميلادي على يد الأمير "محمد الأول" لتكون ثغرا بين "طليطلة" وعاصمة الخلافة الأموية، "قرطبة"، وكان السائد حتى الآن على تسمية هذه العاصمة الأوروبية التي بناها العرب اسم مدريد العربية، وجاء دانيال خيل بن أمية.

 

ووضع كتابه بعنوان "مدريد الإسلامية"، على اعتبار وجود العنصر البربري في صناعة الأندلس، منذ الفتح، أو الغزو، إلى سقوط غرناطة ، آخر المعاقل الإسلامية في الأندلس عام 1492، ومن المؤكد أن لديه أسبابه لهذا التغيير وهو ما نقرأه بين السطور.

 

ــ مدريد  هي العاصمة الأوروبية ذات الأصل الإسلامي

 

وفي لقاء إعلامي له، وحول دوافعه في التنقيب عن الأصل العربي لــ مدريد، يقول المستعرب ومؤلف كتاب “مدريد الإسلامية الأصول الخفية لعاصمة مسيحية” دانيال خيل بن أمية: مدريد هي العاصمة الأوروبية الوحيدة ذات الأصل الإسلامي. وفقًا للمصادر ولأقدم البيانات الأثرية للمدينة، فقد ظهرت مدريد في منتصف القرن الثامن، حين أعطت الأمر بذلك إمارة الأندلس، وقد تمّ تأسيسها على يد محمد الأوّل من قرطبة، وكانتْ تابعة للأندلس لما يقرب من 250 عاماً، وغزاها لاحقاً القشتاليون، لكن استمر وجود أقلّيّة مُسلِمة فيها لمدّة 500 عام أخرى، ما يعني أنّ مدريد لديها تاريخ إسلامي يبلغ حوالي 750 سنة، أي لمدّة سبعة قرونٍ ونصف منذ تأسيسها الإسلامي.

 

ومع ذلك، فهذه قصة لا يعرفها من سكّان مدريد سوى القليل، ويرجع ذلك أساساً إلى وجود عدد قليل جدّاً من البقايا المادّيّة، لأنّه تمّ تدمير معظمها مع مرور الزمن، ولأنّ مدريد كانتْ عاصمة إسبانيا منذ منتصف القرن السادس عشر، فلم يكن من المناسب الاعتراف بالماضي الإسلامي.

 

هنا نضع في اعتبارنا أنّه عندما أصبحت مدريد العاصمة في عهد فيليب الثاني، كانت عاصمة أكبر إمبراطوريّة في ذلك الزمن، وهي الّتي كانتْ قدّمتْ نفسها على أنّها الإمبراطورية الكاثوليكية بامتياز، أي المُدافعة عن العقيدة المسيحيّة والكاثوليكيّة، أدّى ذلك إلى محاولة إخفاء ماضي مدريد الإسلاميّ، وتدمير الآثار الإسلاميّة الّتي كانتْ موجودة في مدريد، لقد دمّروا التاريخ والذاكرة.