رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرصًا على نقابة الأطباء

اسم الدكتور خالد منتصر ليس في حاجة إلى مقال أكتبه عنه حتى يعرف الناس من هو منتصر الذي تمت إحالته إلى لجنة تحقيق بنقابة الأطباء قد تصل نتائجه إلى ما لا يحمد عقباه.
طبعا الشكوى والتقاضي والتحقيق كلها أمور قانونية ودستورية وهي حق للجميع لا نكابر في ذلك، ولكن الخلاف الذي نشأ بين الطبيب صاحب الشكوى ضد منتصر يقترب من الخلاف العلمي الذي تحكمه قواعد وبروتوكولات علمية ومراجع ومعامل ولا تحسمه أبدا المذكرات القانونية، والادعاء بأن سين قد ارتكب فعل التشهير ضد صاد.
تعالوا نحكي ما حدث منذ البداية.. الدكتور شريف عباس كان الطبيب المعالج للراحل الكبير وائل الإبراشي الذي كان يعاني من الكورونا ولولا ثقة الإبراشي في عباس ما اختاره طبيبا معالجا، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث حرص عباس- حسب تصريحات متعددة- الاعتماد على السوفالدي كطريق للعلاج ويرى آخرون أن هذا خطأ. 
لاقى الإبراشي وجه خالقه وبدأت المناقشات حتى إن أرملة الإبراشي لجأت للقضاء وكتب كثيرون عما حدث ومن ضمن الذين قالوا رأيهم بشجاعة العلماء كان النابه الدكتور خالد منتصر وقد اختلف علميا تماما مع الدكتور شريف عباس إلى هنا وخلافهم رحمة حتى بدأت حرب التقاضي والمذكرات ولجان التأديب. 
في الأسبوع الماضي انتهت لجنة التحقيق بنقابة الأطباء من الاستماع إلى أقوال الدكتور خالد منتصر فيما نسب إليه من اتهام الطبيب شريف عباس  بأن "منتصر" وجه اتهامات باطلة له في وسائل التواصل الاجتماعي.
تتدحرج كرة الثلج وتتفاقم الأزمة أعرف جيدا أن منتصر ليس حزينا بسبب ما يحدث معه وأعرف أيضا أنه لن يتراجع عن رأيه العلمي حتى لو وصلت العقوبة إلى شطبة من النقابة، لذلك كتب منتصر قبل التحقيق معه تدوينة علي صفحتة الرسمية في تويتر قائلا  “‏التحقيق ليس عقابًا، ومن حق أي مواطن أو زميل أن يقدم شكوى، ومن واجب النقابة أن تحقق فيها ومن واجبي أن أدلي بشهادتي، أنا ذاهب إلى نقابتي، بيتي الثاني، والقضية الأساسية الأهم هي في النيابة، قضية تجربة الدواء على المريض ومعاييرها، ومستعد أيضًا للإدلاء بشهادتي في النيابة”.
من حق النقابة بالطبع الدفاع عن أعضائها مثلما فعلت مع الدكتور شريف، ومن حقنا أن نكرر المعلوم بالضرورة وهو الدفاع عن كل أعضائها ونضع عشرات الخطوط تحت كلمة كل حيث يندرج منتصر ضمن هذا الكل.
وليكن ارتفاع شأن حياد النقابة بل يسبق حيادها حكمتها هو المطلوب الآن، إدارة الخلافات والاختلافات داخل النقابات المهنية لا يمكن أن تكون بالشؤون القانونية خاصة النقابات المهنية التي قامت في الأساس على العلم والتجريب والمعامل، المطلوب الآن وبشكل عاجل دخول كبار المهنة على الخط لأننا كمواطنين عندما نشهد مثل ذلك الاشتباك نتخوف من كل الأطراف وهذه رسالة سلبية لا نتمناها في نقابة عريقة كان اسمها وما زال دار الحكمة.
خالد منتصر أمام الرأي العام ليس متهما وأن واجبه هو التساؤل المستمر أملا في الوصول لإجابات علمية.. تفجير السؤال ومنطق الشك هو ألف باء البحث العلمي ولما كانت كورونا الوافدة إلينا جديدة ومحيرة كان لا بد للمعامل من قول كلمتها وقالتها بالفعل في الأمصال التي سعت مصر لتوفيرها لكل الشعب المصري ولم يكن من بين تلك الأمصال أي سوفالدي.. إذن من حق منتصر علينا أن نشكره لاجتهاده لا أن نتجه به نحو السين والجيم غير المجدية.
المبادرة ننتظرها من الكبار وفي ظني أن دكتور شريف عباس سوف يستجيب لها لنغلق هذه الصفحة.