رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد دخول مصر الموجة السادسة لكورونا.. أطباء: حقنة البرد خطر يهدد الصحة العامة

كورونا
كورونا

في الوقت الذي عادت إصابات فيروس كورونا المستجد في الارتفاع من جديد منذ ظهور الموجة السادسة للفيروس منذ 3 أسابيع تقريبا وفقًا لآراء الأطباء، ومن المعروف التشابه التام بين أعراض كورونا ونزلة البرد العادية، بدأ المواطنون في اللجوء إلى حقن البرد ومجموعات البرد الشهيرة لترسيخ الأفكار بداخلهم أن الأعراض المصابين بها هي نزلة برد ليس إلا.

وفي ذات التوقيت حذرت وزارة الصحة من استخدام حقن البرد المستخدمة في علاج نزلات البرد، وتابعت الوزارة في منشور اليوم أنها يطلق عليها الخلطة السحرية لعلاج البرد وتتكون من مضاد حيوى وكورتيزون ومسكن للآلام.

ويأتي هذا في الوقت الذي رفعت وزارة الصحة استعداداتها القصوى من جديد بجميع المحافظات مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، وإعادة العزل في كثير من المستشفيات لمواكبة هذا الارتفاع.

 

ـ حقنة البرد جريمة في حق الصحة العامة

في هذا الصدد حذر الدكتور محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة، من حقنة البرد مثل ما يقال عليها، والتي تتكون من مزيج من  ثلاث مكونات خطيرة للغاية وهي خليط من حقنة ديكسا ميثازون مع أحد المسكنات مثل الفولتارين  والخطر الأكبر هي تلك الحقنة التي تتكون من مزيج من مضاد حيوي وديكساميثازون ومسكن فولتارين. 

وأكد أبو عامر، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذه الحقنة التي يلجأ لها من يتعرض لنزلة برد  يعتبر جريمة في حق الصحة العامة وتؤدي إلى ضعف جهاز المناعة مما يجعل الجسم غير قادر على محاربة العدوى الفيروسية مثل فيروس كورونا، وتحول الدور إلى نزلة شعبية حادة أو التهاب رئوي أو إعطاء الفرصة لعدوى بكتيرية.

وتابع: أيضا تسبب ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر في الدم كما أن حقنة الكورتيزون تقلل الأعراض ظاهريًا لكن ممكن أن تنقل الفيروس إلى مرحلة متقدمة وأكثر خطورة.

واستكمل أن المسكن المصاحب لهذه الحقن يُعرض الجسم لخطر قرحة المعدة والتهاب الأمعاء ويؤثر على وظائف الكلى ووظائف الكبد مع تكرار الاستخدام، مضيفًا أن علاج أعراض أدوار البرد أو الإصابة بفيروس كورونا، حيث يعتبر الرشح وسيلة دفاعية للجسم طبيعية للتخلص من الفيروس وممكن علاجه بمضادات الحساسية أو استخدام أنواع معينة من البخاخات تحت إشراف طبي متخصص.

وأشار أستاذ علم المناعة إلى أن تكسير الجسم وارتفاع درجة الحرارة ويعالج كلاهما باستخدام الباراسيتامول بأي أنواعه والأهم هو إعطاء الجسم الراحة اللازمة وكمية نوم مناسبة وتناول المشروبات الدافئة باستمرار لجعل الجسم قادر على مواجهة أي عدوى في وقت قصير. 

وشدد أبو عامر على أنه عند تطور الأعراض واستمرار المضاعفات بعد الإصابة بالفيروس  لابد من زيارة الطبيب المتخصص لتحديد خطة العلاج المناسبة، خاصة أن الموجة السادسة لفيروس كورونا عادت لتشتد من جديد وبقوة والاصابة تكاد تكون مؤكدة لأي شخص يتعرض لهذه السلالة وليس مجرد دور برد عادي.

وفي منشور وزارة الصحة أكدت أن المضادات الحيوية لا تعالج نزلات البرد كونها عدوى فيروسية إنما تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية والإفراط في استخدامها يجعل الجسم مقاوم لها على المدى البعيد.
وذكرت في بيانها أن الإفراط في الكورتيزون يتسبب في ضعف في المناعة وله أضرار كثيرة على مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، بينما الاستخدام الزائد لخوافض الحرارة يسبب مشاكل صحية لمرضى الكبد والقلب والسكري والربو.


ـ ضرورة اللجوء للطبيب وعدم الإفراط في المضادات الحيوية

وهو ما أكده الدكتور عبد اللطيف المر، أستاذ الصحة العامة، أن استخدام مجموعات البرد السحرية والمكونة من قرصين مع حقنة أو حقنتين وبعضها يحتوي على كورتيزون يتسبب في ضعف المناعة وتؤثر عليها بشكل سلبي ومع الاستخدام المفرط لها يعتادها الجسم ويستجيب لها وهو ما تحذر منه منظمة الصحة العالمية.

وأوضح المُر، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية والكورتيزون بهدف علاج نزلات البرد أمر في غاية الخطورة لأنه قد يؤدي إلى ظهور البكتيريا الجامبو والعفن الأسود بسبب تأثيرها على المناعة وإضعافها وتعطي الفرصة للفطريات الموجودة  بصورة طبيعية أن تنتشر في الجسم مثل العفن الأسود.

وشدد المُر على ضرورة اللجوء للطبيب في حالة الشعور بأي أعراض لنزلات البرد وعدم الاكتفاء بالتوجه للصيدلي من أجل الحصول على العلاج، مع ضرورة الالتزام بتناول الغذاء الصحي المتوازن الذي يحتوي على الفواكه والخضروات واللحوم والعصائر الطبيعية وشرب كمية كافية من المياه وممارسة التمارين الرياضية حتى يستطيع الجسد مقاومة أي إصابات يتعرض لها.