رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمم المتحدة: جائحة كورونا شكلت تذكرة قوية بضرورة التعلم من الأزمات

برنامج الأمم المتحدة
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن جائحة كوفيد-19 شكلت بآثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية والأمنية العالمية غير المسبوقة، تذكرة قوية بضرورة التعلم من الأزمات السابقة وزيادة الجاهزية، ويجب على بلدان العالم السعي للتأكد من أن الثغرات والتحديات والقضايا التي واجهتها خلال هذه الأزمة ستدفعها نحو تبني سياسات وممارسات أكثر استدامة وشمولية.

وأضاف البرنامج في تقريره بعنوان "استشراف مستقبل البلدان للانخراط بنجاح في مستقبل المعرفة"، أنه منذ عام 2018، تركز تقاریر استشراف مستقبل المعرفة على معاينة جاهزية اقتصادات البلدان للانخراط بنجاح في مستقبل المعرفة من خلال تحليل المؤشرات الظاهرة لمكامن القوة والضعف، وتركز التقارير على عاملين أساسيين في تعزيز قدرة البلدان على تحقيق المتعة والنمو المستدام والمنافسة في عالم تشتد فيه المنافسة، وهما: تبني التقدم التكنولوجي ودعم تطوير المهارات الحديثة القائمة على المعرفة.

ويدرك قادة البلدان، ممن توقعوا المهارات اللازمة للمستقبل ونفذوا مبادرات وطنية لصقل هذه المهارات وتطويرها، أن هذه العوامل لعبت دوراً أساسياً في تحقيق النمو المستدام والشامل الذي يساهم في نهاية المطاف في رفاه المواطنين والمواطنات، وتختلف مستويات الجاهزية لتبلي التكنولوجيا بشكل كبير بين البلدان، على مستوى كل من التكنولوجيا والمهارات. لذلك تعد القيادة المسئولة والاستثمارات الملموسة في الأبعاد المعرفية للمجتمع أمرا أساسيا في مواجهة التحديات والمخاطر المستقبلية وتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.

من ناحية، كان أداء بلدان مثل سنغافورة والمملكة المتحدة وماليزيا ولكسمبرج جيدا بشكل خاص، إذ نفذت عدة مبادرات تجمع قطاعات التنظيم والتشريع (الخدمات المالية والطاقة والاتصالات)، والبحث والتطوير والابتكار، والتعليم، والاقتصاد، من خلال عدة مؤتمرات رفيعة المستوى ومشاريع مبتكرة، فهذه البلدان ذات الأداء المتقدم.

وتظهر مستويات مرتفعة من الوعي بأهمية التكنولوجيا الجديدة وندرك دور الأخيرة وتتبناها، بل تعتبرها محفزاً رئيسيا للتنمية المستدامة، وهذا يدعم قدرتها کبلدان على التعامل مع تبعات التحولات التكنولوجية الكبرى في المستقبل". ومع أن أداء هذه البلدان كان جيدا نسبيا، لم يصل أي منها إلى الاستفادة الكاملة من إمكاناتها على مستوى تبلي التكنولوجيا وتنمية المهارات.

في المقابل، هناك بلدان لا تزال تعاني من محدودية الوعي بأهمية التكنولوجيا المستقبلية وضعف أو غياب القدرة على الاندماج في تحولاتها والاستفادة منها، وترتبط مستويات الوعي الضعيفة هذه إلى جانب محدودية المعارف والمهارات المتعلقة بالتكنولوجيا الجديدة، بغياب الجاهزية وضعف القدرة على مواجهة التبعات المستقبلية للتحولات التكنولوجية الكبرى.

لذلك فإن البلدان المتأخرة على هذا الصعيد تغفل الفرص والتأثيرات الإيجابية المحتملة للتكنولوجيا المستقبلية على سير الحياة اليومية والمجتمع بشكل عام، ونجد أن العديد من البلدان العربية والإفريقية على هذا الحد الأدنى من تبني التكنولوجيا بالمقارنة مع البلدان المتقدمة في مناطق أخرى.