رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشهر أماكن مسار العائلة المقدسة بمصر.. جولة حول دير «العذراء» درنكة بأسيوط

كنيسة
كنيسة

 يعتبر دير السيدة العذراء مريم بجبل درنكة بأسيوط، من أشهر أماكن مسار العائلة المقدسة، الذي يشهد اقبالا كثيفاً من الأقباط خلال فترة صوم العذراء سنوياً في الفترة من 7 إلى 22 أغسطس الجاري.

 من جانبه قال ماجد كامل الباحث في التراث القبطي وعضو لجنة التاريخ القبطي إن دير العذراء مريم بدرنكة يقع على مسافة 8 كم جنوب غرب أسيوط علي طريق الغنايم، وتوجد به مغارة قديمة كانت في الأصل محجر فرعوني قديم، وقد زارتها العائلة المقدسة واختبأت فيها. 

ووفقاً  للأنبا صموئيل، أسقف شبين القناطر الراحل، في كتابه “دليل الكنائس والأديرة في مصر”، أنه بجوار المغارة كان يوجد كنيسة أثرية للثلاثة فتية القديسين، لم يتبق منها سوي الحجاب المطعم بالعاج، أما في الناحية الشمالية من المباني الأثرية، وعلى مسافة 300 مترًا، توجد مغارة مقسمة إلى ثلاثة أقسام، ويوجد بها المباني الأثرية، وهي غالبًا كانت المغارة التي عاش فيها القديس يوحنا التبايسي مؤسس الرهبنة في هذه المنطقة في القرن الخامس الميلادي.

 وأشار “ كامل ” إلى أن هذا الدير عرف أيضاً باسم دير الأنبا ساويرس، وذلك لأن أحد رهبان هذا الدير قد صار بطريركا، وقيل عنه إنه قرب وفاته قد أخبر رهبان الدير أن  كتلة عظيمة من الجبل “جبل أسيوط” سوف تسقط على الدير، ولكن لن تؤذيها، ولما حدث ذلك وسقطت الكتلة الحجرية الضخمة علم الرهبان بوفاة الأب البطريرك الأنبا ساويرس، فأطلقوا اسمه على هذا الدير. 
وذكر الراهب القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي الصغير ( 1848- 1935) فقرة واحدة عنه في كتابه الهام “تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين”،  تفاصيل عن الدير، حيث قال في الكنيسة رقم (30) تحت عنوان “دير العذراء بجبل درنكة” بمديرية أسيوط،  وفيه الآن كنيسة باسم العذراء.
وكتب عنه المتنيح الأنبا غريغوريوس في كتابه عن دير المحرق في الفصل الخاص “العائلة المقدسة في جبل قسقام”، قال: “وهذا بالطبع لا يمنع أن تكون العائلة المقدسة؛ بعد أن تلقت في جبل قسقام أمر الملاك بالرجوع إلى فلسطين، قد سلكت في عودتها طريقا  قد انحرف بها إلي الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط. وهناك تقليد شفاهي يروي أنها اختبأت وقتا ما في مغارة بجبل أسيوط؛ وهي المشهورة الآن بجبل أسيوط، فالمعروف أن العائلة المقدسة كانت هاربة ومطاردة ولم تكن ظروفها ميسرة حتى تسلك في سيرها طريقا ثابتا مستقيمًا”.

 أوضح “كامل” في حديثه عن “دير درنكة ” قائلا: “هناك مراجع حديثة تحدثت عن الدير من بينها كتاب الدكتور جودت جبرة ”الكنائس في مصر منذ رحلة العائلة المقدسة إلي اليوم”، والذي صدر عن المركز القومي للترجمة تحت رقم 1844. حيث كتب عنها تحت عنوان: ”دير العذراء بجبل أسيوط الغربي الشهير بدرنكة”، فقال “يوجد تقليدا شفويا يؤكد أن العائلة المقدسة اضطرت إلي الارتحال مسافة خمسين كيلو متر جنوبا حتى مدينة ليكوبوليس (أسيوط حاليا) حيث كان يوجد أقرب ميناء رئيسي؛ وعثرت العائلة على مغارة تقع جنوب غرب المدينة، فقامت فيها قبل أن تجد مركبا يقلها شمال البلاد.

وتحولت هذه المغارة التي كانت في الأصل محجرًا فرعونيًا إلي كنيسة تحمل اسم القديسة مريم. 

وفي خمسينات القرن  الماضي، شرع الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل في تجديد الدير وبناء أماكن لاستضافة الزوار، وسرعان ما أصبح الاحتفال السنوي بعيد القديسة العذراء بديرها بجبل أسيوط من أكبر المزارات السياحية الدينية في مصر.

وتابع أنه  تقام احتفالات ضخمة في الدير يشارك فيها الآلاف من المسلمين والأقباط خلال فترة صوم السيدة العذراء من 7  - 22 أغسطس من كل عام، وتصل الاحتفالات إلى الذروة في الليلة الختامية للعيد حيث يسهر المصلون حتى الصباح الباكر مرددين المدائح والتماجيد للسيدة العذراء على أنغام الطبول والدفوف والناقوس.