رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نفذ خدعة في المغرب.. كيف واجه عبد الحليم حافظ اليُتم بالقراءة؟

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ

كان عبد الحليم حافظ عاشقًا للقراءة، حقيقة أكدتها الإذاعية نادية صالح فى برنامجها «فى زيارة إلى مكتبة فلان»، إذ شاهدت الإذاعية الكبيرة الأعمال الكاملة لأهم الأدباء والمبدعين والمفكرين تزين مكتبة «حليم»، بتوقيع كُتابها، فجميعهم أصدقاء مقربون من العندليب الأسمر، قرب حقيقى وليس من أجل الخيلاء، بل لإدراك عبدالحليم حافظ أن موهبة الفنان لن تكتمل إلا بثقافة ومعرفة تعلى من شأنها.

يفسر «حليم» رغبته الشديدة فى القراءة قائلًا: «الفنان بيعبر عن الناس فلازم يكون على إلمام بكل ما يدور حوله ومطلع عليها ويعرفها معرفة حقيقية عشان وقت ما يجى يلحن أو يغنى أو يمثل يقدر يعبر عنهم بشكل كويس». ويحكى عبدالحليم حافظ أن حبه للقراءة والكتابة بدأ منذ الطفولة، وكانت نشأته يتيمًا سببًا رئيسيًا فى ذلك: «كنت بشعر بحزن لما أشوف الأطفال مع أمهاتهم وأنا لأ، وخفت تكبر معايا عقدة من عدم وجود الأب والأم فقررت أعزل نفسى عن الناس لحد ما أتجاوز الألم ده، وفى العزلة دى كانت القراءة والسماع أكبر رفيق».

ومثل أى قارئ مخضرم كانت للعندليب طقوس معينة فى القراءة، أغربها هو أن يخط بقلمه فى الكتاب ويضيف ملحوظات وتعليقات وشروحات فى الهامش وبين الفقرات، المسألة التى كانت تلفت انتباه زائريه. يحكى المقربون من العندليب أن عشقه للكتب والقراءة لم يكن لمجرد التباهى أو على اعتبار أنه مظهر اجتماعى مطلوب، لكن انطبعت تلك القراءات على تصرفات «حليم» التى جعلته فى كثير من الأحيان أشبه بالكادر السياسى فى تصرفاته المرتبطة بمواقف معينة تتعلق بمصر، نموذجًا لذلك وجوده فى المغرب وقت تنفيذ محاولة انقلابية فاشلة على الملك الحسن ملك المغرب.

هناك، حاول الانقلابيون دفع العندليب لقراءة بيان الانقلاب عندما وجدوه فى الاستديو، ورغم صعوبة الموقف فإن العندليب تصرف بذكاء ملموس، ورفض قراءة البيان معللًا ذلك بأنه عبدالحليم حافظ، وإذا قرأ البيان سيعتبر المستمعون أن مصر هى التى نفذت الانقلاب، وكان نتيجة الرفض ضربًا مبرحًا تلقاه عبدالحليم قبل أن يبرح مدبرو الانقلاب المكان، وعاد إلى الفندق فى ذلك اليوم محمولًا بسيارة نقل الموتى.