رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حكاية صورة».. فتحي قورة الذي وصفه «حقي» بأنه «بهلوان الوزن والقافية»

شادية وفتحي قورة
شادية وفتحي قورة

نشر الشاعر سامح محجوب٬ عبر حسابه الشخصي بالفيس بوك٬ صورة نادرة تجمع بين شاعر الأغنية فتحي قورة والمطربة الكبيرة شادية. مشيرا إلي أن فتحي قورة كتب أكثر من أربعة آلاف أغنية وقيل إنه باع خمسين أغنية لشاعر مشهور٬ بسبب مروره بضائقة مالية وعاش آخر سنوات عمره مكفوفًا ولم يحظ بنصف شهرة مجايليه من شعراء الأغنية الأقل إنتاجًا وموهبة.

 

سخر فتحي قورة من كل شيء حتى من نفسه، ظل يكتب بل لعله قضى كل حياته يكتب أو يفكر في الكتابة حتى رحل في أغسطس من عام 1977 عن 58 عامًا ولم يحضر جنازته من الفنانين سوى الفنانة لبلبة رغم أنه كتب الأغاني لأكثر من ألف فيلم مصري. ولم يحضر عزاءه أيضا أحد من الجهات المسئولة عن الثقافة والفنون آنذاك.

 

فتحي قورة الذي منح الأغنية المصرية نكهةً خاصة جدا بجمله القصيرة المدببة محكمة الإيقاع بالغة الدلالة، فتحي قورة الذي كان يبكي دمًا عندما يسمع أغانيه التي باعها للشاعر المشهور عاش حزينا ورحل حزينا رغم الفرح الهائل الذي بثه في الوجدان المصري من خلال أغانيه التي مازالت على كل لسان وفي كل بيت:" ودّع هواك وانساه، ياسلام على حبي وحبك، ياسيدي أمرك، وحياة قلبي وأفراحه، دقوا المزاهر، تعب الهوى قلبي٬ يا حلاوتك يا جمالك٬ أمانة عليك يا ليل طول، الدوامة، شمس وقمرين، منديل الحلو، حبيبي أهه، قلبي ومفتاحه، سيد الحبايب يا ضنايا أنت، مش كفاية، ابعد عن الحب وغنيله، من بحري وبنحبوه، ألو ألو احنا هنا، الاقصر بلدنا، حلقاتك برجالاتك، عيني بترف يا حبة عيني، بقى عايز تنساني، معانا ريال، بكره وبعده .. إلى آخر التراث الفني الضخم الذي تركه قليل الحظ  فائض الموهبة فتحي قورة.

 

وفي كتابه "شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية" يقول المؤرخ الفني خطاب معوض خطاب عن فتحي قورة: شاعر موهوب مبدع يكتب الأشعار وكأنه يتنفس، بل إنه يكتب الأشعار وكأنه يكتب إفيهات لمسرحية كوميدية، وقيل إنه كتب ألفي أغنية وقيل بل كتب 7 آلاف أغنية، وهو ملك الأغنية المرحة والخفيفة والساخرة دون منازع، ويكفيه أنه جعل فريد الأطرش وعبدالحليم يغنيان أغاني ساخرة، فغنى عبد الحليم ياسيدى أمرك، وغنى فريد يا سلام على حبى وحبك.

 

و"فتحي قورة" عبر في أغانيه عن أعظم المعاني بأبسط الكلمات، فهو يبدع أقوى الأغاني وكأنه لا يبذل أي مجهود، فإذا سمعت أغانيه تعرف أنه مبدعها لأسلوبه المتفرد الذي لا يشبهه أحد غيره، فهو لم يقلد أحدا ولم يستطع تقليده أو مجاراته في أسلوبه أحد، وهو صاحب مفردات غير مسبوقة في مجال كتابة الأغنية، وتستحق هذه المفردات أن يتم تسجيلها في موسوعة ريكورد للأرقام القياسية، وهو كتب كلمات أغاني أصبحت كالأمثال، مثل: ما راح زمانك ويا زمانى .. عمر اللي راح ما هيرجع تاني. القلب يحب مرة ما يحبش مرتين.

 

وقال الأديب الكبير يحيى حقي عن فتحي قورة: "إنه بهلوان الوزن والقافية"، وتميز "فتحي قورة"  بكتابة الأغاني التي مازالت حتى اليوم تذاع في العديد من المناسبات، وربما نسمعها ونرددها دون أن نعرف أنه هو من أبدعها، فهو الذي كتب: "دقوا المزاهر يا أهل البيت تعالوا" التي غناها فريد الأطرش. "برجلاتك برجلاتك .. يا سلام سلم على شرباتك" التي غنتها شادية. "وحياة قلبي وأفراحه وهناه في مساه.