رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعترافات أنيس منصور عن الكتابة وهوس العطر

أنيس منصور
أنيس منصور

"الكتابة حياتي، ولا أعتقد أن أحدًا يريد أن يتوقف عن حياته، وأصبحت كاتبًا بالاستعداد والموهبة والقراءة والكتابة دون التعجل على النشر، أكتب باستمرار".

في لقاء مفتوح مع الكاتب الراحل أنيس منصور بمجلة "أكتوبر" 1992، اعترف بأنه ليس كاتبًا أو صحفيًا، وقال: "أنا أديب أنشر في الصحف، وقد حققت أقصى ما يمكن أن يحققه أي صحفي ناجح، وتوليت تحرير العديد من الإصدارات الصحفية، الجيل وآخر ساعة وأكتوبر".

وعن ارتفاع أسعار مؤلفاته الجنونية، قال أنيس منصور: "أسألوا الناشرين، أي شكوى من ارتفاع أسعار الكتب وجهوها لمحمد المعلم وإبراهيم معوض".

كانت تتسم طفولة الأديب أنيس منصور بعدم الاستقرار وكثرة ترحال عائلته من بلدة لأخرى، وفقًا لظروف عمل والده، مما أدى إلى تدهور صحة والدته، التي لم تتحمل كثرة السفر وأعبائه، وعانت باستمرار مع المرض، وقد حاول أن يخفف عنها كثيرًا، وأن يلازمها باستمرار، فقد كان يخشى عليها أكثر من نفسه، وتمنى أن يفيدها بحياته لو استطاع، موقف من طفولته يكشف معاناته مع والدته: أحد المعلمين طلب من التلاميذ، في إحدى حصص التربية الفنية، أن يرسم زجاجة «عطر»، وتركهم لمدة 10 دقائق من الحصة، ثم عاد يمر عليهم ليرى ماذا فعلوا، لكنه وجد الطفل أنيس لم يرسم شيئًا وقد أخذ يبكى، كأنه فقد شيئًا، فاقترب منه وسأله عن سر بكائه، فقال له: «ابكي لأنني لا أعرف شكل زجاجة «العطر»، أنا أعرف فقط شكل زجاجات العلاج والأدوية، فهي عندنا لا حصر لها، أعرف زجاجة الشراب المضاد للحساسية، والمهدئ للأعصاب، والطارد للكحة، أعرف كل ألوان العذاب أما العطر فلا علاقة لى به»، عندها تأثر معلمه وطلب منه رسم أى زجاجة حتى لو كانت زجاجة علاج.

هذا الموقف ظل عالقًا في ذاكرة أنيس منصور حتى أيامه الأخيرة لدرجة أنه كان يضع في غرفة نومه، ومكتبه وسريره الخاص أكثر من 50 زجاجة عطر، والأعجب من ذلك أنه ظل يحتفظ بالفارغ منها.